و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

قطع المرافق عن 150 فتاة بالجمعية

تعنت محافظ سوهاج بحجة تعظيم الموارد.. قرار بهدم مبنى المغتربات رغم سلامته الإنشائية

موقع الصفحة الأولى

حالة من التعنت الحكومي والمعاندة تمارسها محافظة سوهاج، ضد مبنى المغتربات (شاهر رومني سابقا) الشهير، في ميدان الشبان المسلمين بمدينة سوهاج، بعد إصدار قرار هدم للمبنى رغم سلامته الإنشائية، بحجة تعظيم الموارد المالية للمحافظة وعدم رضاء السيد المحافظ عن القيمة الإيجارية للمحلات بالدور الأرضي.

والمبنى مملوك لصندوق الخدمات بمحافظة سوهاج، ومكون من 4 أدوار فوق الأرضي، ومصمم كدار مغتربات، وتسكن فيه حوالي 150 فتاة حتى وقتنا الحالي، إضافة إلى مشغل ودار حضانة، وكلها تابعة لجمعية الشابات المسلمات، التي تتبع وزارة التضامن الاجتماعي، والمنشأة منذ عام 1968، حيث تم تصميم العمارة وبنائها خصيصا لتكون دار للمغتربات، إضافة إلى المحلات الموجودة على كامل مسطح الدور الأرضي ومساحتها 315 مترا، والتي حصل على حق الانتفاع بها محمد حافظ هنداوي، بموجب مزاد علني، وبعد رفض المحافظة تسليمه حصل على حكم قضائي نهائي بصحة العقد وبتسليم المحلات.  

وقال محمد حافظ هنداوي، مستأجر محلات الدور الأرضي بالعقار، إنه في عام 2007 رسا عليه مزاد علني للحصول على حق قدم انتفاع المحلات الموجودة على كامل مسطح الدور الأرضي بعمارة المغتربات الواقعة في شارع الجهاد بميدان الشبان المسلمين في مدينة سوهاج، ودفع التأمين الابتدائي والنهائي واستوفى كل الاجراءات للحصول على المحل ومساحته 315 مترا.

وأضاف “هنداوي” لـ الصفحة الأولى أنه انتظر فترة شهرين لاستلام المحلات، ولكنه فوجئ بأن محافظة سوهاج ترفض تسليم المحلات باعتبارها الجهة المالكة، كما قسمت تلك المحلات وأجرتها مجزأة إلى اشخاص آخرين، ولذلك قرر رفع دعوى قضائية لإلزام المحافظة بالتسليم، وحصل على حكم بتاريخ 24 / 10 /  2010، في الاستئناف رقم 1153/1143 لسنة 84 ق سوهاج، من الدائرة التاسعة المدنية بمأمورية استئناف سوهاج التابعة لمحكمة استئناف أسيوط، ومع رفض النقض الذي رفعته المحافظة، أصبح الحكم نهائيا وباتا، والذي قضى بصحة بيع المحل الراسي عليه المزاد بتاريخ 19 / 7 / 2007، وبامتداد عقد الإيجار إلى المستأنف "هنداوي" وإلزام المحافظة بتسليمه المحل إذا أوفى بباقي الثمن.

مماطلة وتسويف

وتابع أنه ظل لمدة 14 عاما من تاريخ صدور الحكم في 2010 حتى عام 2024، في مماطلة وتسويف من محافظة سوهاج التي امتنعت وعطلت تنفيذ الحكم بالتسليم، حتى تم التوصل إلى حلول ودية في عهد المحافظ السابق اللواء طارق الفقي، للحفاظ على المال العام، وتمثل الحل في دفع قيمة المزاد مرة ثانية لخزينة المحافظة، والتزامه بعدم رفع قضائية برد الشيء إلى أصله، لأن المحافظة كانت قد أجرت المحل بعد تقسمه إلى عدد من المحلات، وذلك في الفترة من 2007 إلى 2024، وهو ما وافق عليه بالفعل، للحصول على حقه بعد 14 عاما.

ولفت إلى أنه ورد مبلغ 500 ألف جنيه إلى خزينة المحافظة، رغم أنه سبق ودفع نفس المبلغ إلى شركة شاهر التي حصل منها على حق انتفاع المحلات، وبالفعل استلم المحلات بمحضر رسمي عن طريق لجنة من محافظة سوهاج، وإدارة التنفيذ بمجمع المحاكم، وبحضور مديرية الأمن.

وبعد الاستلام بحوالي شهرين، فوجئ باتصال من المستشار القانوني للمحافظة، يخبره فيه بأن اللواء دكتور عبد الفتاح سراج، محافظ سوهاج، أثناء مروره في جولة ميدانية بميدان الشبان المسلمين بالمدينة، وكان له تعليق على مبنى المغتربات، وعلى محلات الدور الأرضي على وجه الخصوص، بعد علمه بالحكم القضائي وبتسليم المحلات، وطلب منه الحضور إلى مبنى المحافظة للبحث عن حلول ودية لتلك الأزمة.

ولدى ذهاب "هنداوي"، فاجئه المستشار القانوني بأن المحافظ يريد إزالة المبنى بكامله، فسأله عن السبب وهل المبنى آيل للسقوط أم لا، قال إن المحافظ ينوي إزالته لتعظيم موارد الدولة، لأن القيمة الإيجارية له قليلة.

وأضاف أنه بدأ في التفاوض مع المستشار القانوني للبحث عن حلول لتلك الأزمة، وحصل على عدة عروض منهم، ومن بينها أن يتنازل عن نصف المحلات، وتأخذ المحافظة النصف الآخر، والثاني أن يستمر في إدارة المحلات كلها، مقابل أن يورد للمحافظة 50% من الأرباح، والعرض الثالث يتمثل في زيادة القيمة الإيجارية، وهو ما لاقى قبولا لديه، رغم أن الحكم النهائي الذي حصل عليه ينص على امتداد عقد الإيجار إليه وبنفس شروطه.

وقال "هنداوي" إنه تم التوصل إلى حل يتمثل في زيادة الإيجار إلى 50 ألف جنيه سنويا، وهو ما يزيد قليلا عن 4 آلاف جنيه في الشهر، وذلك في حالة الاتفاق على العرض الثالث، كما ابدى استعداده لزيادة الإيجار بالفعل، لحل تلك الزمة، وحتى يحصل على فرصة يمارس فيها أعماله.

وبعدها بحوالي أربع أيام، أبلغه المستشار القانوني برفض محافظ سوهاج لجميع العروض، وبإصراره على هدم المبنى، وبالفعل أصدرت لجنة المنشآت الآيلة للسقوط التابعة للمحافظة، تقريرا يفيد بأن المبنى آيل للسقوط ويتوجب هدمه بالكامل، رغم أنه لم يتم فحص المبنى هندسيا.

ضغوط على اللجنة

ولفت إلى أنه علم بأن هناك ضغوطا تمارس على اللجنة من قبل السيد المحافظ، ولذلك قرر تقديم تظلم من قرار اللجنة، ليصدر تقريرا ثانيا بنفس مضمون التقرير الأول وبتأييده.

فقرر "هنداوي" التوجه إلى مركز الدراسات والاستشارات الهندسية التابعة لكلية الهندسة جامعة أسيوط، وقدم طلبا لفحص المبنى، وإعداد تقرير بالسلامة الإنشائية من عدمه، وبالفعل أجرت لجنة تابعة للمركز فحوصات شاملة للمبنى، وأصدرت تقريرا بأن المبنى سليم وآمن من الناحية الإنشائية، وقادر على تحمل الأحمال الواقعة عليه، مع ضرورة عمل الصيانات الدورية.

وشكا من أن محافظ سوهاج قرر تصعيد الأمر معهم، من خلال قطع جميع المرافق عن المبنى بأكمله، ومن بينها المياه والكهرباء والغاز، وهو ما أدى إلى تضرر الفتيات المقيمات في دار المغتربات، وتضرر جميع العاملين فيها وفي المحلات الموجودة بالدور الأرضي، وحتى الآن مازالت جميع المرافق مقطوعة بحجة أن المبنى تحت الإزالة.

ومع ورود تقرير كلية الهندسة في جامعة أسيوط والذي يفيد بسلامة مبنى المغتربات الإنشائية، يطالب محمد هنداوي، بصفته حاصل على حق انتفاع لمحلات الدور الأرضي، بتشكيل لجنة محايدة لحل تلك الأزمة والفصل في سلامة المبنى.

كما يطالب بوضع حد لحالة التعنت التي تمارسها محافظة سوهاج وإصرارها على هدم مبنى المغتربات (شاهر رومني سابقا) رغم سلامته، وكان آخرها قرار المحافظ بطرح المبنى لمزايدة علنية يوم الخميس 27 فبراير الجاري، لمقاولي الهدم، حتى يتم إسناده لمقاول وتنفيذ أعمال الهدم.

تم نسخ الرابط