اكتئاب بسبب الديون
انتحار أون لاين.. شاب ينهي حياته بحبة الغلة وتعليق سلبي يحرضه على الموت
قرر شاب الانتحار على الهواء مباشرة، وتناول حبة الغلة السامة أثناء ظهوره في بث مباشر من خلال صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وكان من قبلها قد تحدث خلال أحد منشوراته عن معاناته مع المشاكل التي يمر بها، ولكن أحد المتابعين علق عليه بنصيحة سلبية، وطالبه بأن يتناول حبة الغلة لإطفاء ناره.
وخرج الشاب مصطفى محمد مصطفى، من قرية برمبال الجديدة التابعة لمركز منية النصر في محافظة الدقهلية، في بث مباشر على موقع فيسبوك، وهو يقول: "أنا أخدت حباية الغلة، وذنبي في رقبة كل اللي ظلمني ومش مسامح كل من ظلمني"، وبعدها تحدث مع شخص آخر كان يحاول إرجاعه عما يفعله قائلا: "فاكرني بضحك، وربنا أخدت حبيتين غلة".
وكانت أجهزة الأمن في محافظة الدقهلية، قد ورد إليها إخطارا من شرطة النجدة، عن استقبال مستشفى منية النصر لشاب يبلغ من العمر 22 عاما، بعد تناول حبوب الغلة السامة، وحاول الفريق الطبي إسعاف الشاب واعطائه الإسعافات اللازمة داخل قسم العناية المركزة، ولكنه فارق الحياة بعدها.
ويؤكد أقارب الشاب المتوفى وأصدقاؤه، أنه كان يتمتع بأخلاق طيبة ويحظى بمحبة من حوله، ولكنه كان يعاني من العديد من الضغوط النفسية بعد وفاة والده خلال الفترة الماضية، وبسبب مشاكل تعرض لها، ومن بينها الديون التي تراكمت عليه ووصلت إلى 11 ألف جنيه عجز عن سدادها، كما ظهر على صفحته أحد التعليقات السلبية التي زادت من الضغط النفسي والعصبي عليه، فعندما نشر "مصطفى" منشورا قال فيه: "فك يا ربي العقد.. نار قلبي تتقد"، دخل أحد المتابعين وعلق عليه قائلا: "خد حباية غلة تطفي نار قلبك".
تحريض على الانتحار
ومما زاد من الغضب بين أصدقاء الشاب المنتحر، أن صديقه الذي كتب التعليق محرضا له على الانتحار، سبق وأن نشر "مصطفى" منشورا يدعو فيه لحفل زفاف ذلك الصديق منذ حوالي سنة، وهو ما أثار دهشة الكثير، الذين تسائلوا كيف لشخص يدعو صديقه لحفل زفافه وبعدها يحرضه على الانتحار.
ولكن باقي أصدقائه حاولوا مساعدته من خلال إرسال رسائل لمطالبة أصحاب الديون بالصبر على "مصطفى" وباقي المتعثرين في السداد، كما طالبه آخرون بالابتعاد عن التعليقات السلبية وعدم الالتفات لها.
وتعد "حبة الغلة" أبرز أنواع المبيدات الحشرية المستخدمة في العديد من المناطق الريفية، وتستخدم لحفظ الحبوب وحماية المحاصيل من التسوس والقوارض. لكنها تحولت في الوقت نفسه إلى أداة انتحار رخيصة ومنتشرة بين الفئات الفقيرة، وخاصة من الشباب والفتيات. الأكثر انتشارا وسط صفوف الشباب والشابات في الريف المصري، وهي أقراص تحتوي على مادة فوسفيد الألمنيوم السامة، ولا يوجد لها حتى الان مادة مضادة للسم يمكن من خلالها إنقاذ من يتناولها.
وتوفر الدولة مراكز للدعم النفسي لمن يعانون من حالات اكتئاب أو مشاكل نفسية قد تدفعهم إلى الانتحار، يمكن اللجوء إليها من خلال التواصل معها مع الحفاظ على سرية البيانات، وذلك عبر الخط الساخن 16328، التابع للأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة.
