و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

بعد تهنئة الرئيس السيسي لـ الشرع

تساؤلات حول تحول العلاقات بين مصر وسوريا من الحذر إلى التقارب.. خبراء يجيبون

موقع الصفحة الأولى

حالة من الحذر والترقب سادت العلاقات بين مصر وسوريا  منذ سقوط نظام بشار الأسد وصعود أحمد الشرع لتولي قيادة الإدارة الجديدة في سوريا، وسيطرة حالة من الحذر على التعامل من قبل الحكومة في مصر إلا أن مصر أعلنت بوضوح انها تحترم خيارات الشعب السوري وأن تتكفل الادارة الجديدة بالانتقال الدستوري السلس للسلطة في سوريا وسط تنوع سياسي وحزبي. 
حالة الترقب والحذر التي كانت تسيطر على القاهرة لم تدم طويلا حيث جاءت تهنئة الرئيس السيسي منذ بضعة أيام لأحمد الشرع، بمناسبة توليه منصب رئيس الجمهورية العربية السورية خلال المرحلة الانتقالية، وهي التهنئة التي اعتبرها المراقبون بداية لنهاية فترة من المواقف المتحفظة  للقاهرة على الانخراط في العلاقات بين مصر وسوريا.
تهنئة الرئيس السيسي لأحمد الشرع طرحت تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين البلدين خلال الفترة المقبلة خاصة مع بدء تحركات أحمد الشرع الخارجية التي استهلها بالسعودية ثم تركيا وهل تكون مصر من بين المحطات المقبلةخاصة مع أهمية الدور الذي تلعبه مصر إقليميا ودوليا..


تقارب حذر
 

من جانبة يرى الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية أن خطوة الرئيس السيسي بتهنئة الشرع فرص ومسارات التقارب بين البلدين، مشيرا إلى أن العلاقات بين مصر وسوريا قد تشهد خلال الفترة المقبلة تطورا من خلال زيارة مسؤولين دوبلماسيين لدمشق حال استمرت الأخيرة في بناء مؤسسات الدولة، وأزالت عوامل الحذر الأمني الذي تترقبه القاهرة منذ صعود الشرع لسدة الحكم.
وقال سمير في تصريح لـ الصفحة الأولى: "سوريا تسير الآن في بناء الدولة، وهذا كان الهم الأساسي لمصر الذي تحرص عليه، وخطوة التهنئة ضمن خطوات مدروسة لفتح صفحة جديدة مع دمشق، ستكون مفيدة للدولة السورية، واحتضان العالم العربي لها".


وأشار الدكتور طارق فهمي استاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة،  إلى أن الإدارة السورية الجديدة تعلم جيدا حجم مصر و الدور الذي تلعبه مصر بشكل جيد على المستوى الإقليمي والدولي. 
وأوضح فهمي لـ الصفحة الأولى ، أن مصر لعبت دورا هاما في تقديم الدعم والمساعدة الإنسانية، ودعت لإقامة دولة المؤسسات، وترجمت القرارات الانتقالية السورية تلك الرغبة المصرية، التي تعد تحولاً مهماً، وخطوة مشجعة لمضي دمشق في إقامة دولة المؤسسات.
وتوقع أن تكون العلاقات بين مصر وسوريا مهيأة لانطلاقة طيبة حال استمرت سوريا في مسار تأسيس دولة المؤسسات، وأجابت عن شواغل القاهرة في ملفات عديدة.

التطورات الرسمية

جدير بالذكر أن بعد يومين من إعلان الإدارة السورية الجديدة تسمية الشرع رئيساً انتقالياً، وتفويضه بتشكيل مجلس تشريعي للمرحلة الانتقالية، قال الرئيس السيسي، مساء الجمعة الجمعة الماضية، عبر منشور بمنصة «إكس»: "أتوجه بالتهنئة للسيد أحمد الشرع لتوليه منصب رئاسة الجمهورية العربية السورية خلال المرحلة الانتقالية، وتمنياتي له بالنجاح في تحقيق تطلعات الشعب السوري، نحو مزيد من التقدم والازدهار".
وكان وزير الخارجية بدر عبد العاطي،  قد قال سابقا خلال تصريحات متلفزة، رداً على سؤال حول زيارة دمشق: "نأمل في أن تكون سوريا مستقرة، وكل شيء يتم دراسته، وقد أجريت اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية في سوريا، أسعد الشيباني، وعلى استعداد للانخراط في مشاورات، ولدينا بعض الأمور والشواغل التي تحتاج لمعالجة ومناقشة". 
وتصريحات عبد العاطي تزامنت وقتها مع ظهور دعوات من سوريا، يتزعمها الإرهابي أحمد المنصور، بعد أن حرض ضد القاهرة، قبل أن تعلن تقارير إعلامية توقيف دمشق للمنصور، ما عدّه مراقبون آنذاك مغازلة للقاهرة وطمأنتها.
 

تم نسخ الرابط