و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

بايدن يؤجل زيارته لإيطاليا

بداية «عام الجحيم» في أمريكا ومخاوف من كارثة بيئية في لوس أنجلوس

موقع الصفحة الأولى

تسببت حرائق كاليفورنيا في محيط مدينة لوس أنجلوس في حدوث كارثة بيئية وإنسانية كبيرة، حيث تم إجلاء نحو 100 ألف شخص من منازلهم نتيجة لهذه الحرائق المدمرة، بينما فقد ما لا يقل عن 5 أشخاص حياتهم في الأحداث المأساوية، بحسب تقارير الصحافة الأمريكية. 
وتعتبر هذه الحرائق هي الأكثر دمارًا في تاريخ لوس أنجلوس، حيث دمرت أكثر من 1000 مبنى وأثرت بشكل كبير على الحياة اليومية للمواطنين، حيث انتشرت الحرائق عبر عدة مناطق في لوس أنجلوس، كما تضرر أكثر من 1.5 مليون شخص في جنوب كاليفورنيا بسبب انقطاع التيار الكهربائي، في الوقت الذى تكافح فرق الإطفاء ما لا يقل عن ثلاثة حرائق غابات كبيرة منفصلة. 
ووفقا لتقرير الحماية المدنية، تسببت الرياح القوية في اشتعال النيران بسرعة، مما جعل من الصعب السيطرة عليها، فيما أظهرت الصور من مواقع الحريق العديد من المنازل والسيارات التي تعرضت للاحتراق الكامل أو التدمير بسبب النيران، في حين اضطر البعض إلى ترك سياراتهم أثناء محاولتهم الفرار من الحريق.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، سابرينا سينج، أن البنتاغون يعتزم إرسال 10 مروحيات بحرية للمساعدة في مكافحة حرائق الغابات في كاليفورنيا، لافتة إلى أن الطائرات الهليكوبتر ستكون قادرة على حمل المياه لمكافحة الحرائق في جنوب كاليفورنيا.

إلغاء زيارة بايدن لإيطاليا

من جانبه قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بتأجيل برنامج زياراته إلى إيطاليا، عاد إلى واشنطن ليتابع تطورات الحريق في كاليفورنيا. وفي يوم الأربعاء 8 يناير 2025، التقى بايدن مع عمال الإنقاذ في محطة الإطفاء في سانتا مونيكا واطلع على إحاطة من مسؤولي «كال فاير» حول تطورات الحريق في منطقة باليساديس، وأكد بايدن في بيانه تقديم الدعم الكامل من الحكومة الفيدرالية لمكافحة الحرائق.
كما أعلن البيت الأبيض عن إلغاء زيارة بايدن إلى إيطاليا بسبب الحاجة الملحة للتعامل مع الحرائق في كاليفورنيا. وفي وقت لاحق، وافق الرئيس على إعلان حالة الطوارئ الفيدرالية في الولاية، مما سيسهل تخصيص الميزانية والموارد اللازمة لمكافحة الحريق.
واستجابة لطلب السلطات في كاليفورنيا، أرسلت ولاية أوريجون فرق الاستجابة للطوارئ للمساعدة في مكافحة الحرائق، ومع تزايد الأضرار، أصبح الوضع أكثر تعقيدًا، حيث أشار حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، إلى أن «عام النار» أو «عام الجحيم» قد أصبح واقعًا في الولاية، مؤكدًا أن الحرائق لم تعد مجرد مشكلة موسمية، بل ظاهرة مستمرة على مدار العام.

50 مليار دولار خسائر 

والتهم الحريق نحو 15832 فدانًا ودمر 1000 مبنى، وقد امتد من التلال بين سانتا مونيكا وماليبو إلى وادي توبانجا حتى المحيط الهادئ، وقد تضررت عدة مناطق في المقاطعة تضمن باسيفيك باليساديس، التي تضم أحياء راقية يسكنها العديد من المشاهير.
أما الحريق الثاني فهو إيتون، حيث التهم 10600 فدان شرقي لوس أنجلوس عند سفوح جبال سان جابرييل، وقُدرت الخسائر الاقتصادية الأولية بأكثر من 50 مليار دولار، وفقًا لشركة أكيو ويذر للتنبؤ بالطقس
على الرغم من الجهود الكبيرة لمكافحة الحرائق في لوس أنجلوس وبقية المناطق، تعرض حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم لانتقادات حادة من بعض السياسيين، بما في ذلك الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، حيث اتهم ترامب نيوسوم بالفشل في اتخاذ التدابير اللازمة لتقليل مخاطر حرائق الغابات، بما في ذلك عدم تحسين إمدادات المياه في جنوب كاليفورنيا وعدم إزالة الأشجار الميتة والنباتات التي تحفز انتشار النيران.
ومع تصاعد التحديات، تبذل الحكومة الأمريكية جهودًا كبيرة لتقديم الدعم العسكري والموارد اللازمة لمكافحة الحرائق، بينما تواصل السلطات المحلية التنسيق مع فرق الاستجابة للطوارئ في محاولة للحد من الأضرار. في الوقت نفسه، تظل القضايا المتعلقة بإدارة المخاطر البيئية والموارد المالية تحت النقاش، حيث يطالب البعض باتخاذ تدابير أكثر فعالية لمواجهة هذه الكوارث في المستقبل.
 

تم نسخ الرابط