منتجع الحاشية الملكية وخليج الأميرات
قصة تطوير «رأس الحكمة» بعد حادث انزلاق زوجة علاء مبارك
شغل اسم "رأس الحكمة" الرأي العام المصري والعربي خلال الأيام القليلة الماضية، بعد الحديث عن تدفق استثمارات ضحمة علي هذه المنطقة الساحلية الواقعة على شاطئ البحر المتوسط، الأمر الذي أدي الي إنعاش الاقتصاد المصري الذي يعاني من غيبوبة "دولارية"، أدت إلي ارتفاع جنوني في الأسعار.
ويطلق اسم "رأس الحكمة" علي الشريط الساحلي الممتد من منطقة الضبعة فى الكيلو 170 بطريق الساحل الشمالى الغربي وحتى الكيلو 220 بمدينة مطروح، وفضلا عن موقعها الاستراتيجي علي البحر المتوسط، الذي يواجه مدينة أنطاليا التركية علي الضفة الشمالية من المتوسط، فهي أيضا تضم واحدة من اجمل شواطيء العالم.
خليج الأمراء وبحيرة الأميرات
قرية رأس الحكمة أنشأها الملك فاروق آخر ملوك مصر عام 1948، لتكون منتجعا للأسرة المالكة والحاشية والوزراء، ولذلك ظلت أحد أرقى المقاصد السياحية الصيفية على البحر المتوسط، حتي بعد الإطاحة بحكم الملك فاروق وإعلان الجمهورية..
وتضم القرية شاطئنا ممتدا لعدة كيلو مترات يتمتع بأجمل مياه على البحر المتوسط، من حيث جمال الألوان والطبيعة الخلابة، في مزيج متناغم من الرمال الناعمة الصفراء والمياه الفيروزية، الي جانب خليج يبدو كبقعة ساحرة أطلق عليه بحيرة الأمراء والأميرات..
ولأنها ضمت استراحة ملكية لاستقبال الملك فاروق وأسرته، ظلت مقصدا لرجال الحكم بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 حيث تحولت إلى استراحة رئاسية، وكان الرئيس الراحل أنور السادات يذهب إليها عادة للاستجمام، ومن بعده الرئيس الراحل حسني مبارك وأولاده.
في عام 2000، كان الرئيس مبارك وأولاده في زيارة لرأس الحكمة، وتعرضت هايدي راسخ زوجة علاء مبارك لانزلاق قدمها، مما دعا إلى نقلها إلى مستشفى رأس الحكمة، التى كانت مغلقة ولم تكن في الأساس مجهزة بخدمات صحية مناسبة لاستقبال أى مريض.
في أعقاب ذلك الحادث تم تجهيز المستشفى بأحدث الأجهزة الطبية، وإعداد طاقم طبي بها على مستوى عالي، كما دخلت جميع المرافق من كهرباء ومياه وصرف صحي للقرية، وعادة ما كان يلتقي الرئيس مبارك بالمواطنين من بدو المنطقة في جلسات ودية .
مشروعات سياحية واعدة
وإلي جانب شواطئها فائقة الجمال وطبيعتها الساحرة، هناك أسباب عديدة تجعل منطقة رأس الحكمة مستقبل الاستثمار السياحى فى مصر، من اهمها طريق فوكة الجديد هو أحد المشروعات الضخمة التى تشارك فى إنشائه القوات المسلحة ليربط بين القاهرة والساحل الشمالى، حيث تبلغ المسافة من القاهرة إلى العلمين من خلال طريق فوكة الجديد حوالى 140 كيلو مترًا بعد أن كان الطريق السابق حوالى 240 كيلومترًا من القاهرة إلى مدخل طريق العلمين من خلال طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى، ثم من طريق العلمين وحتى الساحل الشمالى والعلمين وسيوفر طريق فوكا الجديد مسافة كبيرة بين القاهرة ومطروح .
ويعد إنشاء مدينة مليونية فى منطقة العلمين فى الساحل الشمالى وما يتبعها من أنشطة صناعية وتجارية وسكنية، يتيح ذلك لمنطقة "رأس الحكمة" الواعدة نشاطًا سياحيًا كبيرًا خلال الـ20 عامًا القادمة، لاسيما وان المنطقة تضم أنماطا متعددة ومقومات جاذبة للسياحة الشاطئية، على طول امتداد الساحل الشمالى الغربى لنحو 400 كم من غرب الإسكندرية، وحتى الحدود الغربية لمصر، بطول نحو 90 كيلومتر من غرب الإسكندرية، وحتى العلمين، ومن العلمين وحتى رأس الحكمة بطول نحو 130 كيلومتر، ومن النجيلة وحتى السلوم بطول نحو 130 كيلومتر، تضم بداخلها شرق وغرب مدينة مرسى مطروح بطول نحو 90 كيلومتر
أيضا تتميز المنطقة بمقومات السياحة الثقافية والتاريخية التى تظهر فى مقابر الكومنولث والمقبرة الإيطالية والألمانية، وهذا النمط من السياحة يشجع على إقامة سياحة المهرجانات والاحتفالات فى تلك المناطق، استرجاعاً للأحداث التاريخية التى اتخذت مواقعها فى هذه المناطق.
وبحسب بيانات رسمية، فإن إجمالى المساحة المعروضة للاستثمار السياحى برأس الحكمة، تبلغ 11 مليون و500 متر، بتكلفة استثمارية تتجاوز مليار و351 مليون جنيه، لإقامة مشروعات سياحية متكاملة، لجذب السائحين الوافدين إلى مصر لمنطقة رأس الحكمة، خاصة وأن البنية التحتية من طرق وخدمات فى مراحل الإنشاء المتقدمة