و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

سوهاج تعيد المهزلة

كارثة نتائج كليات الطب في جامعات الصعيد عرض مستمر

موقع الصفحة الأولى

قبل عدة أشهر وتحديدا، في يوليو من العام الماضي، أصدرت وزارة التعليم بيانا، قالت فيه إنها بصدد التحقيق في تدني نتائج الفرقة الأولي بكليات الطب، والاتهامات الموحهة للوزارة بشان تفشي ظاهرة الغش في امتحانات الثانوية العامة، الأمر الذي يؤدي إلي التحاق طلبة غير مؤهلين للكليات العلمية.
مرت الشهور وتكررت نفس الظاهرة وكشفت نتائج اختبارات طلبة الفرقة الأولى بكليات الطب، من جديد عن ارتفاع كبير في معدلات الرسوب، ولم تصدر وزارة التعليم من وقتها ما يفيد مآل تلك التحقيقات التى اجرتها قبل عام تقريبا.

سوهاج تعيد المأساة


للعام الثاني علي التوالي، وصلت نسبة رسوب طلاب الفرقة الأولى بكلية الطب في جامعة سوهاج، 75%، حيث بلغت نسبة الناجحين  25% فقط. 
نسبة رسوب الطلاب في امتحانات التيرم الاول بطب سوهاج، أثارت حالة من الجدل والاستياء المصحوبة بالسخرية، الأمر الذي دعا الجامعة لإصدار بيان قالت فيه أن طلاب الفرقة الأولى في كلية الطب قد أدو امتحانات الترم الأول عن طريق النظام الإلكتروني، في مركز الاختبارات الإلكترونية بالمقر الجديد للجامعة، تماشيًا مع التحول الرقمي لجميع نظم المخرجات التعليمية
وأكد رئيس الجامعة، أن إدارة الجامعة تطبق نظام الامتحانات الإلكترونية لضمان المصداقية والنزاهة، بدون تدخل العنصر البشري، موضح أن 825 طالب قد أدو الامتحانات بكلية الطب إلكترونيًا، ولم تشهد الجامعة أي معوقات.
وأكدت أنه تم فتح باب التظلمات على نتائج الترم الأول 2024 في الجامعة، وعرضت إجابات الطلاب على لجنة التظلمات، وأكدت اللجنة أن النتائج المعلنة صحيحة، مشيرة إلى أنه من حق كل طالب التقدم لأداء امتحانات الترم الأول للدور الثاني.
ورغم أن نتائج الفصل الدراتسي الأول لم تعلن في بقية كليات الطب بالجامعات حتى الآن، إلا أن الظاهرة مرشحة للتكرار، كما حدث في جامعة سوهاج.
ومن المتوقع استعادة نفس مشهد العام الماضي الذي سجل في كلية الطب بجامعة أسيوط، رسوب 720 طالبا من إجمالي 1207 طابا، أي أن نسبة الرسوب وصلت 60%.
بينما رسب أكثر من 70% من طلاب الطب البشري بجامعة جنوب الوادي. 
وفي كلية طب الأسنان بنفس الجامعة لم ينجح سوى 52 طالبا فقط بنسبة رسوب وصلت 80%. 
وبحسب احصائيات وزارة التعليم العالي، عادة ما تتراوح نسب النجاح لطلاب الفرقة الأولى بكليات الطب بين 75 و90%، وترتفع بين الفرق اللاحقة بعد اكتساب خبرات الامتحان.
الا أن النتائج خلال الأعوام القليلة الماضية، خالفت التفوق المعتاد لطلاب كليات الطب لاسيما في جامعات الصعيد، التي تحقق ارتفاعا كبيرا في معدلات الرسوب.

الغش في الثانوية


عميد كلية الطب بجامعة أسيوط، الدكتوي علاء عطية، أكد أن ارتفاع نسبة الرسوب بين طلاب الفرقة الأولى تشهده الكلية لأول مرة منذ تأسيسها، مشيرا الي أن نصف عدد الراسبين تقريبًا هم طلاب وافدون من السودان حيث نجح 11 طالبا من أصل 350 طالبا سودانيا بالفرقة الأولى.
وأرجع رسوب الوافدين إلى عدم انتظامهم في حضور المحاضرات منذ بداية الفصل الدراسي الأول، فضلا عن ضعف قدراتهم في استيعاب المقررات الدراسية لكلية الطب.
وعن باقي الراسبين من المصريين، فهم الذين اجتازوا اختبارات الثانوية العامة العام الماضي والتي أثير حولها الكثير من اللغط بسبب المجاميع التي حصل عليها الطلاب والحديث عن عمليات الغش الجماعي.
ومن نفس المنطلق، أرجع رئيس جامعة جنوب الوادي، الدكتور يوسف الغرباوي، سبب ارتفاع نسب الرسوب إلى درجة كفاءة الطلاب، وربط أزمة الرسوب بالغش الجماعي الذي يحدث بلجان الثانوية العامة.
وقال الغرباوي إن أبسط المؤهلات التي يجب أن تتوفر في طالب كليات الطب أن يكون ملمًّا باللغة الإنجليزية تحدثًا وكتابة، إلا أن الامتحانات الجامعية أوضحت أن الطالب لا يعرف عنها شيئًا ويكتب بلغة غير مفهومة.
ودافع الغرباوي عن مستوى الجامعة العلمي، موضحًا أن نسب النجاح في الأعوام السابقة تتخطى 90%، ما يبرهن على سلامة الأطر التعليمية المتبعة داخل الكلية.
من جانبه كشف عميد كلية الطب بجامعة جنوب الوادي، الدكتور عبد الرحمن غويل، أن 90% من الطلاب الجامعيين الراسبين تخرجوا من مدارس محددة في مركزين بإحدى محافظات الصعيد اشتهرت بالغش الجماعي، موضحًا أن مدرسة ثانوية التحق منها 80 طالبًا بكلية الطب رسب منهم 79 طالبًا في الفرقة الأولى.

لجنة برلمانية للتحقيق


القضية جينها، وصلت إلي البرلمان، عبر سؤال برلماني موجه لرئيس مجلس الوزراء ووزير التربية والتعليم، حول أزمة رسوب الطلاب، بوصفها تعكس المستوى الذي وصلت إليه الصروح التعليمية بالبلاد.
كما دعت لتشكيل لجنة من كبار الأساتذة في كلية طب جامعة القاهرة للتحقيق في الواقعة، مع إجراء اختبارات للطلاب الناجحين والراسبين لتقييم مستواهم.
وأشار السؤال إلى أن حالات الغش الجماعي التي تشهدها امتحانات الثانوية العامة المؤهلة لدخول الجامعة، على مدار السنوات الماضية، أدت لوجود نسب كبيرة من الطلاب في كليات القمة وهم غير مؤهلين لها..
عمليات الغش انتشرت بشكل هائل بفعل التطور التكنولوجي الهائل الذي سهل عمليات الغش خلال اختبارات الثانوية العامة، وتسريب نماذج الامتحانات عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهو ما يؤدي بعد ذلك لالتحاق طلبة غير مؤهلين بالجامعة.
كما أن منظومة التقويم الجديدة تسمح بالغش في وقت قصير، فقديمًا كانت الأسئلة أغلبها مقالية، أما الآن فهي تعتمد على الاختيار من أجوبة متعددة ما يؤدي لسرعة الغش، حيث لا يحتاج الطالب سوى دقيقتين لمعرفة كل أجوبة الامتحان وبشكل عام.

تم نسخ الرابط