و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

خلال رحلة الهروب للقاهرة

السفارة السودانية تدعو الجالية للإدلاء بشهاداتهم حول انتهاكات «الدعم السريع»

موقع الصفحة الأولى

كشفت مصادر مسئولة بالجالية السودانية فى مصر، عن توافد عشرات السودانيين إلى السفارة بالقاهرة إنها بدأت، للإدلاء بشهاداتهم وتقديم الشكاوى ضد الانتهاكات التي تعرضوا لها عقب اندلاع الحرب بين قوات الجيش وميليشيا الدعم السريع.
وكانت السفارة السودانية بالقاهرة  قد أعلنت عن فتح تحقيق موسع حول الانتهاكات التى يتعرض لها السودانيين. وأفادت السفارة، في رسالة موجهة للجالية السودانية، بأن وفدا من اللجنة الوطنية للتحقيق في جرائم وانتهاكات القانون السوداني والقانون الدولي الإنساني، ستبدأ مقابلة السودانيين الموجودين بمصر لتقديم شكاويهم.
وطالبت السفارة كل سوداني تعرض لضرر أو انتهاك خلال الحرب بالإدلاء بما يتوفر لديه من مستندات وقائمة بالأموال والأصول التي تعرضت للسرقة والنهب، وإرفاقها بالصور والفيديوهات التي توثق ذلك.
يذكر أنه تم تشكيل اللجنة السودانية للتحقيق في جرائم وانتهاكات القانون السوداني والقانون الدولي الإنساني عام 2023، بقرار من مجلس السيادة الانتقالي.
وتستهدف اللجنة حصر الانتهاكات والجرائم التي مارستها ميليشيا الدعم السريع منذ الخامس عشر من أبريل 2023.
وكانت الأمم المتحدة، قد أكدت إن مئات السودانيين الفارين من بلدهم يصلون إلى مصر يوميا، ليضافوا إلى أكثر من مليون و200 ألف سوداني لجأوا إلى القاهرة وفق الأرقام الرسمية.
وقالت كريستين بشاي، مسؤولة العلاقات الخارجية المساعدة في مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في مصر، إن المفوضية تستضيف حاليا 546 ألفا و746 لاجئا سودانيا مسجلين رسميا لدى المفوضية، فضلا عن آخرين ينتظرون التسجيل.

اغتصاب النساء والفتيات

وفى تقرير حديث، قالت هيومن رايتس ووتش، أم ميليشيا الدعم السريع  قتلت، وجرحت، واحتجزت تعسفا أعدادا كبيرة من المدنيين، واغتصبت النساء والفتيات خلال الهجمات في جميع أنحاء ولاية الجزيرة السودانية.
وأوضحت المنظمة الحقوقية انه منذ انشقاق الحليف الأساس لقوات الدعم السريع في شرق الجزيرة في 20 أكتوبر الماضى، هجمت قوات الدعم السريع على 30 قرية وبلدة على الأقل منها رفاعة، وتمبول، والسريحة، والأزرق، ما ادى إلى فرار 130 ألف شخص إلى مناطق أخرى من السودان.
وقال محمد عثمان، باحث السودان في هيومن رايتس ووتش، أن تصاعد هجمات قوات الدعم السريع الشنيعة مؤخرا ضد المدنيين ينهي الآمال المتبقية بإيقاف هذه الجرائم بدون رد دولي قوي، مؤكدا أن الحد الأدنى من الإجراءات التي اتخذها مجلس الأمن فشلت في حماية المدنيين. 
وأضاف تقرير المنظمة، أنه في ديسمبر 2023، سيطرت قوات الدعم السريع، خلال النزاع الجاري مع الجيش السوداني، على عاصمة ولاية الجزيرة ود مدني. وارتكبت في الولاية منذئذ العديد من الانتهاكات الخطيرة، منها العنف الجنسي والقتل. 
وفي 20 أكتوبر ، انشق أبو عاقلة كيكل، وقد كان قائد قوة حليفة للدعم السريع، ليدعم الجيش السوداني، ما أدى إلى اندلاع هذه الهجمات الانتقامية على المدنيين، ومنها هجمات ضد قبيلة كيكل.

مقابلات مع ستة أشخاص

وأجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات مع ستة أشخاص، منهم شهود ومراقبون حقوقيون محليون، وتحققت أيضا من فيديوهَيْن يظهر فيهما عناصر من الدعم السريع يحتجزون رجالا في قرية السريحة، وعاينت صورا من الأقمار الصناعية لمقابر جديدة محتملة في القرية.
قالت امرأة عمرها 55 عاما من تمبول، إن مقاتلي الدعم السريع أطلقوا النيران على المنازل عند دخولهم القرية في 22 أكتوبر، وجمعت القوات الرجال والفتيان قرب منزلها، وأطلقوا النار عليهم، ما أسفر عن مقتل 300 مدني.
وفي 25 و26 أكتوبر ، هجمت ميليشيا الدعم السريع على قرية السريحة حيث اشتبك مع بعض السكان المسلحين، وتم قتل 124 مدنيا وأكثر من 200 مصاب. 
يظهر في الفيديو الأول 68 رجلا محتجزا على الأقل، عند التقاطع الشمالي الشرقي للقرية، 20 منهم تقريبا يجلسون على الأرض، بعضهم في ملابس ملطخة بالدماء. والجندي من الدعم السريع الذي يصورهم كان يتكلم العربية ويقول: "كيكل ... انظر، هؤلاء هم ناسك"، ويجبر المحتجزين على تقليد أصوات الحيوانات.
ويظهر في فيديو ثان، صوره الجندي نفسه، ستة جنود من الدعم السريع و26 رجلا محتجزا غير مسلحين، منهم رجال مسنّون عدة، في حقل في الجزء الغربي من القرية. العديد من المحتجزين بدوا أن أيديهم مكبلة خلف ظهورهم، بينما يرتدي رجلان محتجزان ثيابا ملطخة بالدماء.
أُفيد أيضا أن مقاتلي الدعم السريع أخضعوا النساء والفتيات للعنف الجنسي خلال هذه الهجمات، وحتى 4 نوفمبر ، وثقت المبادرة الاستراتيجية للنساء في القرن الأفريقي، وهي منظمة حقوقية نسائية إقليمية، 25 حالة اغتصاب واغتصاب جماعي على يد قوات الدعم السريع، ومن ضمن الضحايا 10 فتيات.
ووثّقت المنظمة الحقوقية أيضا ست حالات على الأقل انتحرت فيها ضحايا العنف الجنسي لاحقا، حيث أكدت الأمم المتحدة، مستشهدةً بمسؤولي صحة محليين، إن أكثر من 27 امرأة وفتاة، بين عمر 6 و60، تعرضن للاغتصاب والاعتداء الجنسي.

تم نسخ الرابط