اتهامات لحركة الأفروسنتريك
تخريب متعمد لمقبرة مريروكا الأثرية فى سقارة وتحقيقات لمعرفة الجناة
أثار التخريب المتعمد لمقبرة مريروكا الأثرية فى سقارة جدلا كبيرا حول الفاعل الحقيقي وراء عملية إتلاف واحدة من أندر المقابر الفرعونية وأروعها فنا.
واتهم أثريون ما يعرف بحركة «الأفروسنتريك» أو الحركة المركزية الإفريقية ، التى تحمل على عاتقها مهمة تشويه الحضارة الفرعونية لاستبدالها بالحضارة الأفريقية.
من جانبه وصف الدكتور بسام الشماع، المحاضر في علم المصريات، على واقعة التشويه الكبيرة التي تعرضت لها مقبرة مريروكا بسقارة، بعد تداول صور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر خطوطا بيضاء على جدرانها الداخلية، بأنه يوم حزين على الحضارة المصرية، وأن ما تم يأتى ضمن حلقة في سلسلة مستمرة منذ سنوات من تشويه وتحطيم بعض الآثار المصرية.
وحول الأهمية التاريخية لـ مقبرة مريروكا ، أكد أنها أجمل وأهم مصطبة في جبانة سقارة، والتي تفوق في رأيه وادي الملوك والملكات؛ بفضل ما تحتويه من مناظر تصور الحياة اليومية في مصر القديمة.
واستنكر أثريون عدم وجود كاميرات مراقبة على مدار الساعة في جميع المواقع الأثرية؛ لتسهيل ضبط أي متعد، مؤكدين أن عدم وجود كاميرات مراقبة فى مقبرة مريروكا سهل عملية تشويه الآثار .
وذكر نشطاء أن هناك عدة سوابق لتشويه الآثار منها ما تم طبطه ومنها ما تعذر معه معرفة الجانى، كما فى حالة سائح يابانى أثناء كتابة عبارات على معبد الأقصر، وآخر كسر جزءا من أنف آمون رع .
وزارة السياحة والآثار
ومع انتشار صور تشويه مقبرة مريروكا، التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي توضح ظهور "كحت" على أحد الجدران الداخلية للمقبرة، أصدرت وزارة السياحة والآثار، بيانا قالت فيه أنه أثناء قيام مفتشي آثار المنطقة بالمرور الدوري اليومي على المقابر المفتوحة للزيارة بالمنطقة تبين من وجود خطوط بيضاء على أحد الجدران الداخلية للمقبرة .
وقد قام مديرو المنطقة باتخاذ كافة الإجراءات الإدارية والقانونية اللازمة وتحرير محضر بالواقعة حيث أثبتت التحريات قيام أحد زائري المنطقة بالكتابة على الجدار أثناء زيارته للمقبرة ما نتج عنه وجود هذه الخطوط البيضاء.
وقد قام مرممو المجلس الأعلى للآثار بترميم الجدار وإزالة هذه الخطوط وإعادة الجدار كما هو في حالة جيدة من الحفظ.
ووفقا لبيان وزارة السياحة والآثار؛ تقوم حالياً الجهات المعنية بالتحقيقات اللازمة لمعرفة الجاني ومعاقبته وفقاً لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته والذي تنص المادة 45 منه على أنه يعاقب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزء منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد عن 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين.
الموقع الرسمي للآثار
وبحسب الموقع الرسمي لوزارة الآثار، كان مريروكا وزيرًا في عهد الملك تتي (2345- 2323 ق.م)، وباعتباره وزيرًا بالاضافة لكونه زوج ابنة الملك تتي كان مريروكا صاحب سطوة ونفوذ كبير، وهي الفترة التي بدأ فيها زيادة نفوذ طبقة كبار رجال الدولة خلال نهاية الأسرة السادسة.
تم دفن مريروكا في مقبرة على شكل مصطبة شمالي هرم تتي بسقارة، وتعتبر واحدة من أكبر مقابر عصر الملك تتي كما أنها الأروع من حيث المناظر والزخارف التي تزينها من بين مقابر الدولة القديمة (حوالي2686- 2181 ق.م) وتضم مقبرة مريروكا أكثر من ثلاثين حجرة تتضمن ست حجرات لزوجته وخمس لابنه مري تتي.
تتضمن جدران المقبرة العديد من المناظر الشيقة والتي تعرض لنا الحياة اليومية خلال الدولة القديمة مثل مناظر رعي الماشية، وصيد فرس النهر، ومناظر صيد والطيور والتي تظهر كلها بتفاصيل حية بشكل مثير للدهشة. نرى أيضًا مناظر تغذية للحيوانات، من بينها منظر تغذية الضباع وهو منظر فريدة من نوعه.
ومن المناظر الرائعة والنادرة نرى منظر يصور تجسيد لفصول العام الثلاثة بالتقويم المصري القديم. أما النقطة المحورية بالمقبرة هي ما يعرف بالباب الوهمي، ومن النقاط الجذابة بالمقبرة تمثال لمريروكا بالحجم الطبيعي يتقدم بخطوة من أجل استقبال القرابين المقدمة له على مائدة القرابين.