أبو عمار ثائراً
فى ذكرى رحيله .. ياسر عرفات قصة نضال الزعيم بالبندقية وغصن الزيتون
الإسم: محمد ياسر عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني .. ياسر عرفات
تاريخ الميلاد: 4 أغسطس 1929
المؤهل: بكالوريوس الهندسة جامعة القاهرة
الوظيفة: أول رئيس للسلطة الفلسطينية
يشهد تاريخ 11 نوفمبر من كل عام، على واحدة من جرائم الاحتلال الإسرائيلى التى تفيض بها سجلات التاريخ المعاصر.
ويظل 11 نوفمبر 2004 ذكري رحيل الزعيم ياسر عرفات مغتالا بالسم تاريخا يؤرق كل من شارك وتواطأ فى قتل قائد خاض نضالاً تحررياً في سبيل قضيته الوطنية لعقود طويلة.
وواجه ياسر عرفات من أجل قضيته العادلة معارك عسكرية وسياسية انتهت باستشهاده عام 2004، بعد حصار وعدوان إسرائيلي دام أكثر من ثلاثة أعوام لمقره في مدينة رام الله.
ولد محمد ياسر عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسيني " ياسر عرفات " أبو عمار في القدس في أغسطس عام 1929، بينما تشير بعض المصادر إلى ولادته فى حى السكاكيني فى القاهرة حيث هاجرت أسرته للعمل بالتجارة، تلقى تعليمه في القاهرة..
درس في كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وشارك منذ فترة مبكرة في بعث الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال نشاطه في صفوف اتحاد طلبة فلسطين، الذي أصبح رئيسا له.
سافر ياسر عرفات إلى الكويت عام 1958 للعمل مهندساً، وهناك كوَّن هو وصديقه خليل الوزير "أبو جهاد" خلية ثورية أطلق عليها اسم "فتح" - وهو اختصار معكوس لـ"حركة تحرير فلسطين"- وأصدر مجلة تعبر عن هموم القضية الفلسطينية أطلق عليها اسم "فلسطيننا"، وحاول منذ ذلك الوقت إكساب هذه الحركة صفة شرعية فاتصل بالقيادات العربية للاعتراف بها ودعمها، ونجح بالفعل في ذلك فأسس أول مكتب للحركة في الجزائر عام 1965.
الثائر وغصن زيتون
برز اسم الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بقوة عام 1967 حينما قاد بعض العمليات الفدائية ضد إسرائيل عقب عدوان 1967 انطلاقاً من الأراضي الأردنية، وفي العام التالي اعترف به الزعيم جمال عبد الناصر ممثلا للشعب الفلسطيني.
ألقى أبو عمار عام 1974 كلمة باسم الشعب الفلسطيني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وحينها قال جملته الشهيرة "جئتكم حاملا بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".
وبصفته قائداً عاماً للقيادة المشتركة لقوات الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، قاد أبو عمار خلال صيف 1982 المعركة ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان، كما قاد معارك الصمود خلال الحصار الذي فرضته القوات الإسرائيلية الغازية حول بيروت طيلة 88 يوما انتهت باتفاق دولي يقضي بخروج المقاتلين الفلسطينيين من المدينة، وحين سأل الصحفيون ياسر عرفات لحظة خروجه عبر البحر إلى تونس على متن سفينة يونانية عن محطته التالية، أجاب "أنا ذاهب إلى فلسطين".
محاولات اغتيال عرفات
وفي أكتوبر 1985 نجا ياسر عرفات بأعجوبة من غارة إسرائيلية استهدفت ضاحية "حمام الشط" بتونس، وأدت إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين والتونسيين.
أخذ عرفات يقود حروباً على جبهات عدة؛ فكان يدعم الصمود الأسطوري لمخيمات الفلسطينيين في لبنان، ويوجه انتفاضة الحجارة التي اندلعت في فلسطين ضد الاحتلال عام 1987، ويخوض المعارك السياسية على المستوى الدولي من أجل تعزيز الاعتراف بقضية الفلسطينيين وعدالة تطلعاتهم، وهو ما عرضه لمحاولات اغتيال عيدية على يد الاحتلال الاسرائيلي.
ووقّع ياسر عرفات ورئيس وزراء الاحتلال الأسبق اسحق رابين عام 1993، اتفاق إعلان المبادئ "أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الاحتلال في البيت الأبيض، والذى عاد ياسر عرفات بموجبه على رأس منظمة التحرير إلى فلسطين.
وفي 1996 انتخب ياسر عرفات رئيساً للسلطة الفلسطينية في انتخابات عامة، وبدأت منذ ذلك الوقت مسيرة بناء أسس الدولة الفلسطينية.
وبعد فشل مفاوضات كامب ديفيد عام 2000 نتيجة التعنت الإسرائيلي وحرص ياسر عرفات على عدم التفريط بالحقوق الفلسطينية والمساس بثوابتها، اندلعت انتفاضة الأقصى في 28 يونيو 2000، وحاصرت قوات ودبابات الاحتلال الرئيس عرفات في مقره، بذريعة اتهامه بقيادة الانتفاضة، واجتاحت عدة مدن في عملية أطلقت عليها اسم "السور الواقي"، وأبقت الحصار مطبقاً عليه في حيز ضيق يفتقر للشروط الدنيا للحياة الآدمية.
رمز النضال الوطنى
رحل أبو عمار في 11 نوفمبر 2004، وسط غموض يلف أسباب وفاته، وتأكيدات بأن الاحتلال الإسرائيلي وراء اغتيالة بالسم.
ورغم غلق السلطات الفرنسية التحقيق فى اغتيال الزعيم ياسر عرفات إلا أن تحقيقات أثبتت وجود مستويات عالية من مادة البولونيوم المشع والسام في مقتنيات شخصية له استعملها قبل فترة وجيزة من وفاته -بعد فحوصات أجراها مختبر سويسري- ليبدأ تحقيق جديد فى القضية واستخراج عينات من رفاته في أواخر 2012، لتؤكد ان أبو عمار تم اغتياله بالسم.
لقد استفادت مختلف مراحل النضال الوطني منذ انطلاقة الثورة المعاصرة من حكمة الشهيد ياسر عرفات الواسعة وإرادته وصموده أمام كل التحديات، إذ إنه حوّل الكثير من الانتكاسات إلى انتصارات سجلها التاريخ وستذكرها الأجيال القادمة الى أمد بعيد.
غاب الشهيد ياسر عرفات ، لكن ظل رمزا للمناضل الوطنى الذى حمل السلاح وفاوض العدو فاكتسب احترام العالم أجمع .