قتلت 60 ألف في فلسطين ولبنان
الحرب الإسرائيلية على الأمم المتحدة تقتل 200 موظف بالأونروا وتصيب 5 جنود باليونيفيل
لم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بممارسة حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والتي أدت لاستشهاد وفقدان 52344 فلسطينيا وإصابة 100 ألف على مدى 375 يوماً وفقا للبيان رقم 646 للمكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة.. فيما أستشهد أكثر من 700 فلسطيني بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023، خلال المواجهات مع الجيش الإسرائيلي والتي وصفها المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني، بالحرب بالصامتة.. وفي لبنان وصل عدد الشهداء إلى 2367 شهيداً وإصابة 11088 منذ 8 أكتوبر 2024، علماً بأن الغارات الإسرائيلية على لبنان بدأت منذ 23 سبتمبر 2024.
الاحتلال الذي قتل قرابة 60 ألف عربي في فلسطين ولبنان لم يكتف بذلك وبدأ حرباً على المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة.. مما أسفر عن إصابة 5 جنود من قوات حفظ السلام في لبنان ومقتل 200 موظف بـ الأونروا .
اليونيفيل في مرمى النيران الإسرائيلية
يوم الأربعاء 16 أكتوبر 2024 أعلنت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "اليونيفيل" عن تعرض أحد مراكزها لهجوم من قبل دبابة ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي.. وذكرت اليونيفيل في بيان لها أن جنود حفظ السلام المتواجدين في موقع كفركلا جنوب لبنان، تعرضوا لإطلاق نار من قبل الميركافا الإسرائيلية والتي استهدفت برج المراقبة الخاص بالمركز مما أسفر عن تدمير كاميرتين وتضرر البرج.
وأوضح اليونيفيل في بيانه أنه تم رصد إطلاق نار مُباشر ومتعمد على مواقع تابعة لليونيفيل، وأضاف: "إننا نذكّر الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف الفاعلة بالتزاماتهم بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات".
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش الإسرائيلي قوات اليونيفيل فمنذ الخامس من أكتوبر 2024، بعد 4 أيام من محاولة الجيش الإسرائيلي بدء عمليته البرية بالأراضي اللبنانية وعجزه عن تنفيذ ذلك نتيجة لشراسة المقاومة اللبنانية، وطلبه من قوات اليونيفيل الإنسحاب من مواقعها 5 كياو مترات ورفض القوات تنفيذ الطلب والجيش الإسرائيلي يستهدف مراكز اليونيفيل الـ 29 المنتشرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
فقد أطلقت مدفعية الجيش الإسرائيلي يوم السبت 12 أكتوبر 2024، النار على برج مراقبة في مقر اليونيفيل الرئيسي بالناقورة، مما أسفر عن إصابة جنديين من القوات الإندونيسية المشاركة في قوات حفظ السلام، وحذرت اليونيفيل من أن الهجوم يهدد بمزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط داعية إلى الهدوء وضبط النفس.
ويوم الجمعة 11أكتوبر 2024 قام الجيش الإسرائيلي المختبئ خلف موقع اليونيفيل ببلدة راميا جنوب لبنان بإطلاق النار على الموقع خلال اشتباكات مع مقاتلي حزب الله أثناء محاولته التسلل للأراضي اللبنانية، ما أدى لإصابة جندي من جنود القوة المتواجدة بالموقع ، والذي خضع لعملية جراحية في مستشفى البعثة في الناقورة لازالة الرصاصة التي أصابته، كما لحقت أضرار جسيمة بالمباني في موقع الأمم المتحدة التابع لنا في راميا بسبب الانفجارات الناجمة عن القصف القريب.
وفي يوم الخميس 10 أكتوبر 2024، أصيب جنديين سيرلانكيين إثر تعرّض المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة لانفجارين بالقرب من برج المراقبة، وقيام جرافة إسرائيلية بتحطيم جدران الموقع ورافق ذلك تحرك دبابات إسرائيلية بالقرب من الموقع، وأشار بيان لليونيفيل بأنه تم نقل أحد الجرحى إلى مستشفى في صور، والثاني تم نقله إلى الناقورة للعلاج.
وفي صباح ذات اليوم عند حوالي الساعة 4:30 صباحا، وبينما كان جنود حفظ السلام في الملاجئ، قامت دبابتان من طراز ميركافا تابعتان للجيش الإسرائيلي بتدمير البوابة الرئيسية للموقع ودخلتاه عنوة، وبعد 45 دقيقة غادرت الدبابتان، ثم تعرض الموقع بعد ذلك لإطلاق عدة رشقات نارية على مسافة 100 متر ، مما أدى إلى انبعاث دخان كثيف.. وقد عانى 15 جندي حفظ سلام من آثار ذلك، بما في ذلك تهيج في الجلد ومشاكل في المعدة بعد دخول الدخان إلى القاعدة، رغم ارتدائهم الأقنعة الواقية.
دعوة إسرائيلية لسحب قوات اليونيفيل
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد دعا عبر بيان مصور الأمين العام للأمم المتحدة بسحب قوات اليونيفيل بدلا من تعرضهم للقتل، متهما الأمم المتحدة بالتواطؤ مع حماس وحزب الله باستخدام قوات اليونيفيل والأونروا كدروع بشرية..كما طلب مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة من مجلس الأمن الدولي سحب قوات اليونيفيل من مناطق القتال مع حزب الله، إلا أن المجلس بالإجماع أكد دعمه للقوات الأممية وأهمية عملها للاستقرار الإقليمي.. وكان قائد قوات اليونيفيل قد أعلن في الخامس من أكتوبر الجاري أن القوات الإسرائيلية طلبت منهم إخلاء بعض مراكزهم في جنوب لبنان، وقال لكننا رفضنا.
ومن جانبه ندد الاتحاد الأوروبي الذي تساهم 16 دولة من أعضاؤه بنحو 3600 جندي من قوة اليونيفيل باستهداف الجيش الإسرائيلي للقوات الأممية.
أمريكا تعادي الأونروا لصالح إسرائيل
ومن اليونيفيل إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي أعلن مفوضها العام فيليب لازاريني خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الألمانية برلين يوم الإربعاء/ 16 أكتوبر 2024/ عن مقتل 200 من موظفي الوكالة جراء القصف الإسرائيلي لمقرات الوكالة في قطاع غزة.. وأن 70 % من مدارس الوكالة البالغ عددها 183 مدرسة تعرضت للتدمير أو التضرر بسبب استهدافها من قبل الجيش الإسرائيلي، مشيراً إلى أن هذه المدارس كانت تقدم الخدمة لأكثر من 278,000 طالب وطالبة..
وكشف لازاريني في مؤتمره الصحفي أن جميع الدول التي علقت تمويل الأونروا بسبب الاشتباه بصلتها بحركة حماس أعادت تمويل الوكالة ما عدا الولايات المتحدة الأمريكية التي قررت تجميد المساهمات الأمريكية سيستمر حتى مارس 2025، رغم التأكد من كذب الاتهامات الإسرائيلية التي أكتشفنا أنها قامت بتعذيب موظفي الأونروا، الأسرى من أجل الحصول على "اعترافات كاذبة" بصلاتهم بحركة حماس.
وفي الأثناء كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أمميين أن قوات إسرائيلية أطلقت النار على قوافل مساعدات لشمال غزة 4 مرات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، كما احتجزت في 9 سبتمبر الماضي قافلة خاصة بالاستجابة لشلل الأطفال.
وكانت الأونروا قد أعلنت يوم الإثنين 14 أكتوبر الجاري إلغاء الحملة الخاصة بالتطعيم ضد شلل الأطفال بمدرسة تابعة لها في مخيم النصيرات بعد استهدافها من قبل القوات الإسرائيلية مما أدى لإحراق خيام النازحين ومقتل أكثر من 20 شخصاً.
وفي إطار تصعيد الإجراءات ضد الوكالة، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوم الخميس 10 أكتوبر 2024 الاستيلاء على الأرض المقام عليها المقر الرئيسي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة، وتحويل الموقع إلى بؤرة إستطانية تضم 1,440 وحدة سكنية.. كما قررت بلدية القدس قطع الماء والكهرباء عن المقر ، وأمرت دائرة الأراضي الإسرائيلية ووزارة الإسكان موظفي الأونروا بمغادرة مكاتبهم وإلا سيتم الإجلاء بالقوة واستخدام المروحيات لتنفيذ قرار الاستيلاء على أراضي المكتب.
وكان الكنيست الإسرائيلي قد صادق على مشروع قانون يلغي الاتفاق المبرم بين إسرائيل والأونروا في عام 1967، حول أنشطة الوكالة الأممية في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين. ويحظر على ممثلي الحكومة الإسرائيلية إجراء أي اتصال مع الأونروا، ما يعني منع وزارتي الخارجية والداخلية الإسرائيليتين من إصدار تأشيرات دخول لموظفي الأونروا.
464 حادث واعتداء
وكانت الوكالة الأممية قد أعلنت في وقت سابق عن تعرضها لـ 464 حادث واعتداء على مبانيها والأشخاص الموجودين داخلها منذ بدء الحرب، وتأثر 190 منشأة مختلفة تابعة للأونروا بسبب الذخائر وتعرضها لتدخل مسلح من قبل الجيش الإسرائيلي، وقتل مالا يقل عن 563 نازحا يلوذون بملاجئ الأونروا، وأصيب 1790 آخرون، وذلك حتى النصف الول من سبتمبر 2024، وتصر إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 ، على تشوية صورة الوكالة واستهداف مدارسها ومؤسساتها وموظفيها وعرقلة عملها.
وكان مستوطنون متطرفون قد نظموا في الأشهر الماضية سلسلة من الاحتجاجات قبالة مقر الوكالة للمطالبة بإغلاقه، وأضرموا النار في أرض بمحيط المقر، وسط عملية تحريض متواصلة من المستعمرين ومن مسؤولين إسرائيليين كبار على الوكالة التي تقدم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، في محاولة لإنهاء قضية اللاجئين وإغلاق ملف العودة.
ومن جانبه قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن منظمات الأمم المتحدة تتعرض لهجوم على كل الجبهات من جانب إسرائيل وهو أمر غير مقبول، معربا عن أمله في أن يندد مجلس الاتحاد بالهجمات الإسرائيلية على يونيفيل والأونروا.
فيما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أن إسرائيل هي التي دعمت حركة حماس وليس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ، فكما يعلم الجميع أن الحكومة الإسرائيلية في الماضي كانت مهتمة بتطوير حماس من أجل تفتيت القيادة الفلسطينية.