المجزرة 3600
الأورومتوسطي يتهم أمريكا والاحتلال بارتكاب المجازر وأبو الغيط: دول غربية وفرت الأمان للإجرام
الأورومتوسطي يتهم أمريكا بمشاركة الاحتلال في ارتكاب المجازر …في الوقت الذي عقد فيه مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية أعمال الدورة الـ 162، لبحث سبل وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية، وما تمارسه قوات الاحتلال جرائم إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني على مدار أكثر من 11 شهرًا والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة وفقدان أكثر من 145 ألف مدني فلسطيني.. واتخاذ التدابير السياسية والدبلوماسية والقانونية لوقف السياسات الإسرائيلية العدوانية التي تسعى إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، في انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني وتهديد للأمن القومي العربي.. وتأثير هذه السياسات على انهيار فرص السلام في المنطقة وتفاقم الصراع.
اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية شارك فيه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني، ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة ومنسقة الشئون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، ووزير خارجية الجمهورية التركية هاكان فيدان والذي يشارك لأول مرة منذ 13 عاما من القطيعة العربية التركية..
المواصي كلاكيت ثالث مرة
بالتزامن مع عقد الاجتماع الذي أعلن خلاله الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي عن عقد اجتماع يوم الجمعة القادم لمجموعة من الدول العربية والأوروبية للترتيب والتحضير للدفع بفكرة حل الدولتين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في السادس والعشرين من سبتمبر الجاري..
واصل الاحتلال الإسرائيلي مجازره اليومية ضد الشعب الفلسطيني بقطاع غزة في اليوم الــ 340 للمجزرة والتي راح ضحيتها 41020 شهيداً وإصابة 94925 من النساء والأطفال والمرضى وعامة المدنيين. بارتكابه المجزرة رقم 3600، باستهداف تجمعا يشمل من 20 إلى 40 خيمة على الأقل في أرض مملوكة لعائلة الشاعر أقيمت عليها خيام لإيواء النازحين معظمهم من عائلات (فوجو، وماضي، وطعيمة والشاعر) وعدد من العائلات الأخرى.. خلف المستشفى البريطاني وبجوار مسجد عثمان بن عفان بمدخل منطقة المواصي بمحافظة خانيونس جنوب غرب قطاع غزة، مما أدى لاستشهاد 40 قتيلا و60 مصاباً، تم انتشالهم بعد ثلاث ساعات من عمليات الانتشال لضحايا مجزرة، بينما لا يزال عدد كبير أيضا من المواطنين في عداد المفقودين.
وتعد هذه ثالث مجزرة يرتكبها الاحتلال بمنطقة المواصي التي حددها الاحتلال منطقة إنسانية أمنة، وصدقتها العائلات الفلسطينية فنزح إليها أكثر من مليون فلسطيني منذ السادس من مايو 2024..
الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل قال إننا أمام واحدة من أبشع المجازر منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وأن هناك عائلات كاملة اختفت بين الرمال بفعل الصواريخ الارتجاجية.. موضحاً أن الاحتلال استخدم في الهجوم خمسة صواريخ تسببت في دمار شامل للخيام و3 حفر بعمق تسعة أمتار في الأرض، مما زاد من صعوبة جهود فرق الإنقاذ والطواقم الطبية في الوصول إلى الضحايا.
أمريكا شريك في إبادة الفلسطينيين
المرصد الأورومتوسطي قال إن تحقيقاته الأولية أظهرت أن طائرات حربية إسرائيلية ألقت ثلاث قنابل من نوع MK-84 الأمريكية الصنع، بعد منتصف ليل الثلاثاء، 10 سبتمبر، على تجمع لخيام النازحين في منطقة "مواصي خانيونس"، وهم نيام، ما أحدث ثلاث حفر بعمق وقطر عدة أمتار، تسببت بدفن نحو 20 خيمة بالعائلات التي بداخلها.. وذلك لكون المنطقة المتواجدة بها خيام النازحين عبارة عن كثبان رملية، وبالتالي فإن العديد من الخيام بمن فيها من عائلات كاملة دفنت تحت الرمال.
وأشار المرصد الأورومتوسطي في بيان له على أن استخدام هذا النوع من القنابل الأميركية ذات الأثر التدميري الواسع في منطقة مليئة بالخيام والنازحين مؤشر على نية الجيش الإسرائيلي قتل أكبر عدد من المدنيين، علمًا بأنه لم يسبق القصف أي إنذارات إخلاء.. فضلا عن أن المجزرة المروعة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد النازحين في خيام بالية ضمن المنطقة التي أعلنها إنسانية في "مواصي خان يونس" جنوبي قطاع غزة، دليل إضافي على أن الصمت الدولي على جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين منذ 11 شهراً، وعدم إبداء مواقف مناسبة مع جرائم القتل الجماعية، تشجع لإسرائيل على ارتكاب المزيد من هذه الجرائم.
وأكد الأورومتوسطي أن الولايات المتحدة الأميركية شريكة في هذه الجريمة، كونها تزود الجيش الإسرائيلي بالأسلحة والقنابل المدمرة رغم علمها باستخدامها في قتل مئات المدنيين في كل مرة.
ودعا المرصد الأورومتوسطي إلى مساءلة ومحاسبة الدول المتواطئة والشريكة مع إسرائيل في ارتكاب الجرائم، وأهمها الولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها من الدول التي تزود إسرائيل بأي من أشكال الدعم أو المساعدة المتصلة بارتكاب هذه الجرائم، بما في ذلك تقديم العون والانخراط في العلاقات التعاقدية في المجالات العسكرية والاستخباراتية والسياسية والقانونية والمالية والإعلامية، وغيرها من المجالات التي تساهم في استمرار هذه الجرائم.
عام الإجرام.. وعدو يتباهى بجرائمه
من جانبه أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن القوى الكبرى لا ترغب في ممارسة الضغط على الاحتلال وإما أنها لا تستطيع إيقاف هذه البلطجة مع اقتراب مرور عام على الحرب في غزة.. وقال خلال اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية إن هذا العام عام من الإجرام، والإبادة والتطهير العرقي، لاحتلال يتبجح ولا يختبئ، بل يباهي بالجريمة ويفاخر بالعار، غير عابئ بحساب أو عقاب رغم مقتل 17 ألف طفل و11 ألف امرأة.
وأرجع أبو الغيط ذلك إلى أن بعض الدول الغربية أسهمت في تقديم مظلة أمان للإجرام لكي يتمادى، وغطاء سياسي للقتل لكي يتواصل، بل ويتوسع من غزة الصامدة إلى جنوب لبنان إلى الضفة الغربية مما جعل إسرائيل واثقة من أن أحدا لن يراجعها، وأنها فوق القانون، وفوق المساءلة والعدالة الدولية، سواء محكمة العدل أو المحكمة الجنائية، وكذلك فوق الأمم المتحدة وقراراتها، ومجلس الأمن وما يصدر عنه من قرارات تدعو بوضوح لوقف إطلاق النار.
وكما قال الأمين العام لجامعة الدول العربية إسرائيل تتبجح بجرائمها غير مبالية بالمحاسبة فقد اعترف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان للجيش إن طائرات حربية هاجمت عناصر بارزين من حماس كانوا يعملون في مُجمع قيادة وسيطرة متنكرين في المنطقة الإنسانية بخان يونس.. مؤكداً أن الجيش اتخذ قبل الهجوم، العديد من الخطوات لتقليل احتمالية إلحاق الأذى بالمدنيين باستخدام ذخيرة دقيقة.
وقال إن المنظمات (التي يصفها بالمنظمات الإرهابية) تتعمد استخدام البنية التحتية المدنية والإنسانية بشكل منهجي، بما في ذلك المنطقة الإنسانية المحددة، لتنفيذ أنشطتها ضد دولة إسرائيل وقوات جيش الدفاع الإسرائيلي.
ومن جانبها نفت فصائل المقاومة الفلسطينية نفيا قاطعا بوجود عناصر تابعة لها في تلك المناطق، مؤكدة في بيانات لها أن ارتكاب الجيش الإسرائيلي أبشع المجازر ضد خيام النازحين في مواصي خان يونس يؤكد منهجه في حرب الإبادة الوحشية.
وفي رده على ادعاءات جيش الاحتلال أوضح المرصد الأورومتوسطي على أنه حتى في حال صحت الادعاءات بتواجد أفراد من فصائل مسلحة في المنطقة، فإن استخدام عدة قنابل ذات قدرة تدميرية كبيرة وإسقاطها في منطقة تعد من أكثر المناطق اكتظاظا بالنازحين المدنيين في قطاع غزة، وارتكاب مجزرة ضد المدنيين خلال نومهم لا يمكن تبريره بأي حال.. مشدداً على ضرورة التزام إسرائيل بمبادئ التمييز والتناسب والضرورة العسكرية واتخاذ الاحتياطات اللازمة، والالتزام بحماية المدنيين، باختيار الأسلوب الذي تُنفذ به العمليات العسكرية ونوع الأسلحة المستخدمة، بحيث يؤدي إلى الحد الأدنى من الخسائر والإصابات بين المدنيين.
وشدد الأورومتوسطي على أن حالة الصمت والتجاهل التي تمر بها هذه المجازر غير المسبوقة في تاريخ الحروب كونها تستهدف المدنيين بشكل صرف ومتكرر، مخزية ويندى لها الجبين، وتشكل ضوءاً أخضر لإسرائيل للاستمرار في ارتكابها ضمن نهج واضح لقتل الفلسطينيين جماعياً والقضاء عليهم..
وهنا يقطع أحد الفلسطينيين الناجين من المجزة صمت الكتابة بقوله " القصية ليست حماس.. القصة إسرائيل تريد القضاء على كلمة فلسطيني ".