و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

تقديرات الموازنة عند 82 دولار

خبير اقتصادي يحذر من ارتفاع البترول لـ150 دولار: زيادة التضخم والديون

موقع الصفحة الأولى

حذر خبراء من ارتفاع سعر البترول العالمي حال اشتعال الحرب بين إيران والكيان الإسرائيلي، مع توقعات بتجاوز سعر خام برنت 100 دولار للبرميل، إذا قررت طهران إغلاق مضيق هرمز أو استخدامه ورقة ضغط في صراعها مع تل أبيب وحليفتها واشنطن، وخاصة إذا قررت حكومة الاحتلال ضرب منشآت إيران النفطية، ولجوء طهران للرد بالمثل، وذلك في ظل التوتر الشديد الذي يشهده البحر الأحمر مع تكثيف الحوثيين اليمنيين لهجماتهم على السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، وهو ما أدى إلى تأثر حركة المرور في قناة السويس أحد أهم الممرات المائية في العالم وانخفاضها بنسبة 60%.  

صدمة إغلاق مضيق هرمز

وقال خبراء الاقتصاد الدولي، إن صدمة إغلاق إيران لمضيق هرمز، ستتخطى صدمة الحرب الروسية الأوكرانية، لترتفع أسعار البترول بشكل جنوني، خاصة وأن المضيق يربط الخليج العربي بالمحيط الهندي، والذي يمر عبره 36% من تجارة النفط العالمية المنقولة بحرا، أو ما يعادل 15% من الاستهلاك العالمي اليومي للنفط، ويبلغ طوله حوالي 161 كيلومترا، كما أن مياهه الضحلة سبب في زيادة تعرض السفن للألغام البحرية، وقربه من الساحل الإيراني يجعل ناقلات البترول معرضة لهجمات بالصواريخ أو الزوارق والمروحيات الإيرانية.

وحال استخدام إيران مضيق هرمز ورقة ضغط في صراعها مع الكيان الإسرائيلي، تصعيد مع إسرائيل، فستكون هناك آثارا سلبية وبعيدة المدى على التجارة العالمية، وأسعار النفط، وسوق الطاقة بشكل عام، وصولا إلى أزمة اقتصادية عالمية خطيرة.

سيناريوهات صراع إيران وإسرائيل

وقال الخبير الاقتصادي أبو بكر الديب، الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، مستشار المركز العربي للدراسات، إن سيناريوهات الصراع بين إيران وإسرائيل في الوقت الحالي غامضة، وهناك عدة لسيناريوهات لتطور الصراع، من بينها التفاوض وخفض التصعيد، أو فتح الباب لحرب شاملة، تستهدف فيها تل أبيب المنشآت النفطية ومحطات الطاقة الإيرانية، ثم رد طهران والمتمثل في استهداف مماثل لمحطات الطاقة في إسرائيل، وخطورة ذلك السيناريو تتمثل في أن إيران تمتلك ثالث احتياطي نفطي في العالم بعد روسيا والسعودية، ولذلك فيتوقع في حالة حدوثه اشتعال أسعار النفط بشكل كبير، مع تأثير مباشر على منطقة الشرق الأوسط التي تمتلك ما يوازي 45% من مصادر الطاقة العالمية.

وأضاف "الديب" في تصريحاته لـ الصفحة الأولى إن البحر الأحمر يمر به حوالي 10% من النفط المحمول بحرا، وكذلك 8% من الغاز، و30% من حركة الحاويات، و12% من التجارة الدولية، كل ذلك يمر بالبحر الأحمر وقناة السويس، فمع اشتعال الصراع، وتكثيف الحوثيين المتحالفين مع إيران لهجماتهم، فسيؤدي ذلك إلى تداعيات خطيرة على حركة التجارة والاقتصاد العالمي.

150 دولار سعر النفط

ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن أسوأ السيناريوهات تتمثل في اشتعال الصراع بشكل شامل في منطقة الشرق الأوسط، ما يؤدي إلى تخطي أسعار النفط حاجز الـ 150دولار للبرميل، وبالتالي سيكون لذلك تأثير مباشر على الاقتصاد المصري، والبداية مع قناة السويس التي فقدت بالفعل 60% من إيراداتها بسبب تلك التهديدات، ومع زيادة التهديدات سترتفع الخسائر، مع العلم أن قناة السويس أحد المصادر الخمس للتدفقات الدولارية الرئيسية لمصر مع الصادرات والاستثمارات الأجنبية وتحويلات المصريين بالخارج والسياحة، فعند تضررها سينخفض الاحتياطي النقدي الأجنبي، وستواجه مصر أزمة في استيراد السلع.

وتابع أن مصر دولة مستوردة بشكل كبير لأغلب احتياجاتها، وبالتالي فإن ارتفاع أسعار السلع العالمية وفي مقدمتها البترول، وتضرر سلاسل الإمداد العالمية، فإن ذلك سيؤدي لزيادة التضخم في مصر، وستزداد وتيرة الارتفاع مع انخفاض دخل قناة السويس والسياحة والاستثمارات الأجنبية، ما يؤدي إلى زيادة الضغط على الدولار، وبالتالي انخفاض الجنيه مقابل الدولار، وهكذا.

ارتفاع عجز الموازنة

وأوضح أن ذلك كله سيؤدي في المجمل إلى ارتفاع عجز الموازنة، خاصة مع استمرار الأزمة، لتضطر الحكومة للاستدانة من جديد، لتزيد أعباء خدمة الدين من ارهاق الموازنة.

وبالنظر إلى الموازنة لعامة المصرية 2024/ 2025، نجد أن الحكومة وضعت تقديراتها لسعر البترول خام برنت عند 82 دولار للبرميل، وبالتالي فإن اي زيادة عن ذلك رقم، ستؤدي إلى زيادة عجز الموازنة، التي تستهدف تحقيق فائض أولي سنوي مستدام يصل لنحو 3.5% سنويا بما يعادل 591.4 مليار جنيه، مع تحديد سقف دين أجهزة الموازنة العامة للدولة بمبلغ 15.1 تريليون جنيه وبنسبة 88٪ من الناتج المحلى الإجمالي.

تم نسخ الرابط