و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

طلب تحريات الشرطة حول الواقعة

النائب العام يأمر بالتحقيق في تطاول ديوان شعر على الذات الإلهية وازدراء الأديان

موقع الصفحة الأولى

قرر المستشار محمد شوقي، النائب العام، اتخاذ إجراءات التحقيق في البلاغات التي قدمها عدد من الأشخاص حول نشر ديوان شعري يتضمن عبارات تحمل اعتداء على الذات الإلهية، وازدراء للأديان.

وكانت النيابة العامة طالعت ديوان الشعر محل البلاغات، والمنشور والمتداول على شبكة المعلومات الدولية الإنترنت، حيث تبين احتواءه على هذه العبارات، كما طلبت النيابة العامة تحريات الشرطة حول هذه الواقعة، إضافة إلى تكليف لجنة من المختصين في الأزهر الشريف بفحص عبارات وأبيات هذا الديوان، مع استكمال التحقيقات.

وكان الشاعر والناشط السياسي أحمد دومة، عاد بقوة إلى واجهة الأحداث من جديد، وهذه المرة عبر قصيدة قديمة له، ولكنها تداولت في الفترة الماضية، حيث واجه بسببها اتهامات بالإساءة للذات الإلهية، وجاءت تلك القصيدة في ديوان كيرلي، والذي عرض في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2021، قبل أن يتم سحبه من المعرض، وانتشرت أنباء عن منعه من التداول حينها، كما قررت العديد من الدول العربية منع نشر وتداول الديوان، وفي مقدمتها السعودية والإمارات.

شيوخ هاجموا أحمد دومة

وخرج العديد من الشيوخ ليهاجموا أحمد دومة بسبب ديوان كيرلي، وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر، إنه قرأ أجزاء من ديوان كيرلي، ووجد فيها أن الشاعر أحمد دومة لم يحترم الذات الإلهية لله المهيمن عز وجل، واتهمه بالشطط والجنون في أبياته الشعرية، وطالب بمصادرة الديوان، بعد عرضه على مجمع البحوث الإسلامية، وتوقع "كريمة" أن دوره يتخذ قرارا بمصادرته ومنع طبعه ونشره، وذلك نتيجة ما وصفها "كريمة" بوجود حالة من الندية فيه عبر حديثه مع الله سبحانه وتعالى.

بينما قال الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، إن الأبيات الواردة في ديوان كيرلي للشاعر أحمد دومة، مثات تعدي على الذات الإلهية وفيها كفر بواح وصريح، وخاصة تلك التي وجه فيها عتابا إلى الله عز وجل على انحيازه للقتلة وأولاد الزنا، كما ورد في بعض الأبيات.  

تجدد الجدل حول كيرلي

بينما أكد أحمد دومة، لـ الصفحة الأولى أنه حتى الآن لم يعلم أي شيء عن قرار النائب العام، بالتحقيق في البلاغات التي قدمها عدد من الأشخاص حول نشر ديوان شعري يتضمن عبارات تحمل اعتداء على الذات الإلهية، وازدراء للأديان.

وقال دومة في تصريحات سابقة لـ الصفحة الأولى إن سبب تجدد الجدل حول ديوان كيرلي، سببه محاولة طرحه من جديد بعد سحبه في المرة الأولى من معرض الكتاب عام 2021، خاصة وأنه ممنوع من النشر والتوزيع في المكتبات، ولذلك تجددت محاولة نشره بعد الإفراج عنه وخروجه من السجن، وأكد أنه لا يوجد أي مانع قانوني من نشر أو توزيع كتاب ديوان كيرلي، خاصة وأنه يحمل رقم إيداع في دار الكتب.

وشدد دومة على أن ديوان كيرلي يمثل عملا إبداعيا ينبغي أن يقيم على هذا الأساس، سواء من الجمهور أو النقاد أو الأدباء والشعراء، ولكن ليس من الشيوخ أو رجال الدين، وليس على أساس اتهامات التكفير، والتي ينبغي ألا تكون واردة في التعاطي من الابداع والأدب.

خطاب التكفير

كما حذر في تصريحاته من أنه في كل مرة استخدم خطاب التكفير والخروج من الملة، فقد ارتبط ذلك بمحاولات للإيذاء او القتل ضد المبدعين، لأنه يمثل خطابا تحريضيا في ظل مجتمع يعتبر محافظ ولو شكليا، فعندما يتم توجيه اتهام بسب الذات الإلهية وأن ديوانه مليء بالكفر والإلحاد مثلا، فقد يدفع ذلك أي موتور لمحاولة الثأر لله وللدين عن طريق الجهل، وقد تحدث حوادث قتل بحجة مواجهة التطاول على الذات الإلهية.

واتهم الشاعر والناشط السياسي من أصدروا فتاوى تكفيره، بعدم قراءة ديوانه، والاكتفاء بالاطلاع على صفحات أرسلت إليهم، واتهمهم بالجهل بالدين وبالشعر في نفس الوقت، ومع ذلك يحرضون على قتل مبدع عقابا على إبداعه وهو ديوان الشعر، معتبرا تلك الفتاوى تحريضا مباشرا على قتله أو إيذائه، باعتباره خطابا إرهابيا، وقال إن من بين تلك الفتاوى ما صدر عن أحد اعضاء اللجنة الدينية بمجلس النواب، وآخر في مجلس الشيوخ، ما اعتبره مستوى مرعب من تلك الأسماء التي لها جماهير تتابعها وتسمع لها.

تم نسخ الرابط