و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

غزة وبيروت مشهد واحد

العدوان الإسرائيلي على لبنان يستهدف مستشفى بنت جبيل و14 سيارة إسعاف

موقع الصفحة الأولى

يتزامن العدوان الإسرائيلي مع انعقاد أعمال الجلسة العامة للدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمشاركة أكثر من 100 رئيس دولة وحكومة، تعطيل الدراسة بالمدارس والجامعات اللبنانية حرصا على سلامة الطلاب والتلاميذ، ولتحويلها لمراكز إيواء للنازحين جراء مواصلة الاحتلال الإسرائيلي جهوده لإغراق المنطقة في الفوضى، وتحويلها لساحة حرب إبادة جماعية ضد الشعوب العربية..
وقد واصل العدوان حلقات عدوانه المتواصلة منذ السابع من أكتوبر 2023، بالهجوم على لبنان والذي بدأ بمجزرتي البيجر والوكي توكي آيكوم اللاسلكي، يومي الثلاثاء والأربعاء (17 و18 سبتمبر 2024) وأدى لاستشهاد 37 وإصابة وأكثر من 3000 بينهم 400 في حالة خطرة.
وخلال يومي الإثنين والثلاثاء (23 و24 سبتمبر 2024) واصل الاحتلال جهوده العدوانية على معظم مدن الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، بتنفيذ 650 طلعة جوية هاجم خلالها 1600 هدفاً بواسطة 1400 قذيفة وصاروخ، في هجوم وصفته صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن خبراء عسكريين بأنه من أكثر الغارات الجوية كثافة في الحروب المعاصرة.. كما كشفت مصادر لبنانية عن عدم انفجار عدد من الصواريخ التي أطلقها طيران الاحتلال نحو العاصمة بيروت. 
ويركز الاحتلال غاراته الجوية على مناطق الجنوب باعتبارها معقل حزب الله، ويرتفع فيها عدد السكان وبالتالي أي قصف سيؤدي لخسائر بشرية بالآلاف.. وهو ما حدث بالفعل إذ أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض يوم الثلاثاء، وصول عدد الشهداء إلى 558 شهيدا بينهم 50 طفلا و94 امرأة وإصابة 1538 جريحا جراء الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة بجنوب لبنان خلال يومين. وكان يوم الإثنين قد شهد استشهاد 492 شهيدا من بينهم 35 طفلا و58 سيدة، وجرح 1645 جريحاً بحسب ما نقلته الوكالة الوطنية للإعلام اللبناني عن وزارة الصحة اللبنانية.

 لبنان هنا غزة 
 

وما يحدث في لبنان يشبه تماماً، ما يجري في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، فقد استهدف الاحتلال في عدوانه المنازل ومحيط المستشفيات وسيارات الإسعاف، زاعما وجود أسلحة وصواريخ وأنفاق لـحزب الله داخل المنازل وأسفلها.
وذلك ما قاله المتحدث باسم حكومة الاحتلال ديفيد مينسر، إن منصات إطلاق صواريخ حزب الله كانت في منازل للمدنيين، وأن حزب الله يعرض اللبنانيين للخطر، وصواريخه تسببت في أضرار كبيرة بالمنازل في إسرائيل ولقد نفد صبرنا، فلا توجد دولة تقبل إطلاق الصواريخ على مدنها. 
ومن جانبه حذر المتحدث باسم الجيش، دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي، يوم الاثنين، اللبنانيين في البقاع من الوجود قرب منازل بها أسلحة لحزب الله، لأن الجيش الإسرائيلي مستعد لتوسيع الضربات على حزب الله، وتوجيه ضربات على البقاع حيث يخزن حزب الله أسلحة هناك.. 
وبذلك المنطق الإسرائيلي فإن استهداف المنازل يعد أهدافاً عسكرية وبعد قليل سيتم استهداف المستشفيات تماماً كما حدث في قطاع غزة.
ولماذا بعد قليل، لقد فعلها الاحتلال باستهداف مستشفى بنت جبيل الحكومي و14 سيارة إسعاف، مما أدى لاستشهاد 4 مسعفين وإصابة 16 شخصا من فرق الإطفاء. وفقا لتصريحات وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض.
فضلاً عن أدعاء الاحتلال بأن ضرباته استهدفت حزب الله وفقا لما قاله المتحدث باسم جيش الاحتلال إن بين القتلى عددا كبيرا من عناصر حزب الله كانوا في جوار الأسلحة التي استهدفناها، من دون أن يدلي بأرقام محددة.. وهو مارد عليه وزير الصحة اللبناني بأنه ادعاء كاذب فالجرحى والشهداء من المدنيين وبينهم أطفال ونساء ولقد تم استهداف المباني السكنية.

80 ألف تحذير وباركود خطير 
 

وأتبع الاحتلال ذات الأسلوب الذي أتبعه في ارتكاب مجازره بقطاع غزة بإلقاء منشورات تطالب الفلسطينيين بإخلاء مناطق بعينها والذهاب لمناطق وصفها بالأمنة ثم يقوم بقصفهم بتلك المناطق. وإن اختلفت الوسيلة في لبنان حيث قام بالتواصل مع اللبنانيين في جنوب لبنان عبر هواتفهم المحمولة بالاتصال أو إرسال رسائل نصية من رقم لبناني وإرسال رسائل عبر محطات الراديو يطالبهم بضرورة الإخلاء الفوري والابتعاد لمسافة ألف متر عن أي موقع لحزب الله، محذرة من عمل عسكري وشيك وهو ما أكده رئيس شركة الاتصالات اللبنانية موضحاً أن اللبنانيين تلقوا أكثر من 80 ألف محاولة اتصال تطلب منهم الإخلاء.. فيما أشارت وسائل الإعلام اللبنانية، إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اخترق شبكة الاتصالات في قضاء صور وأبلغ المواطنين بضرورة الإخلاء الفوري.. وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية، يوم الاثنين، بأن مكتب وزير الإعلام تلقى اتصالًا دعا خلاله المجيب الآلي إلى إخلاء المبنى استعدادا لقصفه.
وقد أدت هذه الرسائل لبث الفزع لدي اللبنانيين الذي نزحوا نحو شمال البلاد مع تزامن القصف الإسرائيلي وقد بلغ عدد النازحين من جنوب لبنان وفقا لتقديرات لجنة إدارة الكوارث اللبنانية 16500 نازح حتى ظهر الثلاثاء 24 سبتمبر 2024، والذي أعلن فيه حزب الله في بيان أن إسرائيل تلقي منشورات عليها أكواد خطيرة جدا في مناطق البقاع، وحذر الحزب سكان سهل البقاع من استخدام الأكواد ربما يؤدي لسحب كل المعلومات المتواجدة لديهم.
فيما حذرت المنظمات الأهلية والحكومة المواطنين من قيام العدو الصهيوني بإلقاء مناشير عليها "باركود" في مناطق البقاع وقد يعمد إلى إرسالها في أماكن أخرى الرجاء عدم فتح الباركود أو تداوله، بل يجب عليكم "تلفه" مباشرة لأنه "خطير جداً" ويقوم بسحب كل المعلومات المتواجدة لديكم وهو “كود" مؤذٍ لسلامتكم، لا زلنا مع لبنان هنا غزة.. 
وإذا كانت مستشفيات قطاع غزة تعاني من نقص الوقود والمستلزمات الطبية جراء الحصار المفروض عليه من قبل الاحتلال، فإن مستشفيات لبنان أيضاً تعاني فقد أوضح وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أن بعض المستشفيات قد تتوقف عن العمل نتيجة النقص في المال والوقود..

الوحدة وحماية النازحين


الشيء اللافت للنظر، وحدة الشعب اللبناني، فمنذ مجزرتي البيجر والوكي توكي آيكوم اللاسلكي، وقد تجلت عودة الروح الوطنية والتضامن بين اللبنانيين عندما اندفع الجميع للمستشفيات للتبرع بالدماء وإجلاء المصابين دون النظر للمذهب السياسي والعقائدي.. 
 

وتجلت الوحدة اللبنانية الشعبية والسياسية بعقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعات لبحث الجهود الحكومية لمعالجة التداعيات الانسانية الناتجة عن العدوان، منها النازحين الذي توقع وزير خارجية لبنان عبد الله بو حبيب وصول عددهم جراء العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان لأكثر من نصف مليون نازح.
وفي سياق متصل أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض عن تفعيل المزيد من مراكز الطوارئ لاستقبال النازحين.. كما قررت السلطات اللبنانية فتح المدارس والمعاهد لإيواء النازحين، فقد أعلن منسق “لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية" ناصر ياسين تخصيص 150 مدرسة لإيواء 16500 نازح، وأوضح ياسين أن مدارس صيدا وبيروت استقبلت العدد الأكبر من النازحين، ومن المتوقّع أن تبلغ القدرة الاستيعابية القصوى للمدرسة الواحدة بين 300 و400 نازح. 
وفي الوقت ذاته أعلنت الأجهزة الأمنية بالشمال اللبناني حالة الاستنفار، مؤكدة بأنها ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه بث الفتن والتحريض على قتل او طرد النازحين من الجنوب.. وأصدرت وزارة الداخلية تعليمات لقيادات الأجهزة الأمنية /يوم الثلاثاء/ بحماية النازحين بأقصى درجات الحماية وذلك مع تردد معلومات بوجود جهات تحمل أفكار تكفيرية وأحقاد طائفية تدعو للهجوم على أماكن النازحين من الجنوب صوب مناطق الشمال أو محاولة طردهم أو الاعتداء والتحريض عليهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي سياق حماية النازحين من الجنوب وحمايتهم أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في بيان لها عن قيام عناصرها المنتشرة بكافة الأراضي اللبنانية بتأمين توفير المياه لمراكز إيواء النازحين، وذيلت البيان برقم هاتف للتواصل وطلب المساعدة.. فيما أعلنت جمعية الإسعاف اللبنانية المشرفة على جهاز الطوارئ والإغاثة أن مراكزها بكافة المحافظات اللبنانية أنشأت نقاط إسعاف ثابتة بمراكز الإيواء لتأمين خدمات الإسعاف والطوارئ والنقل للنازحين. 
على المستوى الشعبي أكدت رابطة أصحاب محطات الطاقة في لبنان توفر مادتا البنزين والمازوت في مستودعات الشركات بكميات كافية ودعت المواطنين إلى عدم الهلع أو القلق، مؤكدةً أن الأزمة تحت السيطرة.
كما طمأنت نقابة أصحاب السوبرماركت ونقابة مستوردي المواد الغذائية في بيان لها الشعب اللبنانيّ إلى أنّ مخزون المواد الغذائية المتوفر لدى لبنان يكفي لما بين ثلاثة إلى أربعة أشهر، وأنّ الاستيراد لا يزال مستمرًا عبر الموانئ اللبنانية وهذا من شأنه أن يحافظ على المخزون، كما أشار البيان إلى عقد اجتماع مع مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة محمد أبو حيدر لبحث مختلف الأمور اللوجستية المتعلقة بالمواد الغذائية في ظل الظروف والتحديات التي يواجها لبنان والشعب اللبنانيّ جراء العدوان الاسرائيليّ الوحشي.. وفي ذلك السياق توقعت النقابتان استقرار أسعار المواد الغذائية كون العرض كبير وكل السلع متوافرة بكميات كبيرة. ودعت المواطنين لعدم التزاحم لأن البلاد لم تصل بعد لوضع التهافت لنقص السلع.
وأعلنت وكالة الأونروا، عن فتح مركزين لإيواء للنازحين، في مدرسة طوباس بمخيم نهر البارد في الشمال ومركز سبلين للتدريب في الجنوب، استجابة للتطورات الأخيرة وتوسع العدوان الإسرائيلي في لبنان. وأوضحت الأونروا في بيان لها أنها ستفتح مراكز ايواء اضافية حسب الحاجة، وأنها قامت بتخزين المواد الغذائية وغير الغذائية مسبقا لدعم النازحين.
الأمر اللافت أيضاً أن اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي يعرضون تقديم الخدمات مثل نقل النازحين من أماكن تواجدهم لمراكز الإيواء بدون مقابل وكذلك عرض الملابس والأدوية والمفروشات والأغطية بدون مقابل.. 
ومن المشاهد التي تدعو للإعجاب ولولا الملامة لشكرنا الاحتلال على عدوانه أن أهالي المدن الواقعة على الطريق بين محافظات الجنوب والشمال خرجت للشوارع تقدم المياه والطعام وكافة المستلزمات المطلوبة وشارك في ذلك الفلسطينيين بمخيمي عين الحلوة والمية مية بمدينة صيدا. 

حاجه تفرح وفي الوقت الذي قال فيه وزير خارجية لبنان عبد الله بوحبيب " لا نستطيع بمفردنا إنهاء القتال ونحتاج إلى مساعدة الولايات المتحدة رغم خيبات الأمل في الماضي" أعلن الإعلام الإسرائيلي، وهو ما أكده المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عن أطلاق حزب الله أكثر من 400 صاروخ يوم الثلاثاء في أكبر حصيلة يومية منذ بداية الحرب، ووفقا لبيانات الحزب فلقد تم استهداف 19 هدفاً عسكريا ومستوطنات بصواريخ فادي 1 وفادي 2 وفادي 3 وصواريخ أخرى.. وهي: مطار مجيدو العسكري غرب العفولة، وقاعدة ومطار رامات ديفيد وقاعدة عاموس وهي القاعدة ‏الرئيسية للنقل والدعم اللوجستي للمنطقة الشمالية، ومصنع المواد المتفجرة ‏في منطقة زاخرون ومستعمرة كريات شمونة والمخازن اللوجستيّة للفرقة ‌‏146 في قاعدة نفتالي ، ومعسكر إلياكيم التابع لقيادة ‏المنطقة الشمالية جنوب حيفا والمخازن الرئيسيّة التابعة ‏للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا بعشرات الصواريخ ومستعمرة روش بينا ،وقاعدة شمشون وهي مركز تجهيز قيادي ووحدة تجهيز إقليمية ‏ ومستوطنات هجوشريم كتسرين غيشر هزيف ومقر قيادة المنطقة الشمالية في قاعدة دادو بـ 50 صاروخاً.ومقر قيادة المنطقة الشمالية في قاعدة دادو للمرة الثانية بـ 40 صاروخاً.كما شن هجوم جوي بسرب من ‏المسيّرات الإنقضاضية على مقر وحدة المهام البحرية الخاصة "الشييطت 13" في قاعدة عتليت ‏مستهدفة أماكن تموضع ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة، وقاعدة ‏إيلانيا.

تم نسخ الرابط