تنسيق مصري اريتري صومالي
مصر تحاصر أثيوبيا من ثلاث جهات وتفرض سيطرتها علي القرن الأفريقي
في الوقت الذي اتفقت فيه مصر وإريتريا على التنسيق المكثف إزاء كافة القضايا المتعلقة بالوضع الإقليمي الراهن، سعيا لدعم الأمن والاستقرار بمنطقة القرن الأفريقي، والبحر الأحمر وباب المندب، صادق الاتحاد الإفريقي على انضمام القوات المصرية إلى بعثة حفظ السلام في الصومال لأول مرة، بديلا للقوات الإثيوبية التي ستنتهي مهمتها في يناير 2025.
ووفرت مصر وإريتريا دعما معنويا للصومال في خلافه مع إثيوبيا بعد توقيع أديس أبابا مذكرة تفاهم مع جمهورية أرض الصومال "صوماليا لاند" للسيطرة علي ميناء بربرة الصومالي وهو ما يشكل تهديدا للسيادة الصومالية.
وزير الخارجية الإريتري بالقاهرة
من جانبه، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الخميس، وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح، وذلك بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، بالإضافة إلى سفير إريتريا بالقاهرة.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تسلم رسالة خطية من نظيره الإريتري "أسياس أفورقي"، تضمنت الإعراب عن تقديره للرئيس المصري وللعلاقات بين البلدين، والإعراب عن التطلع لتعزيز التشاور والتنسيق بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، وهو ما ثمنه السيسي، مؤكداً حرص مصر على دفع جهود تعميق العلاقات المتميزة والتعاون الثنائي بين الدولتين، بما يعود بالنفع على الشعبين ويحقق مصالحهما المشتركة، خاصة في ضوء تزايد التحديات الإقليمية التي تستوجب تكثيف التباحث بشأن سبل التصدي لها.
وفي هذا السياق، تناول اللقاء الأوضاع الإقليمية، لاسيما فيما يتعلق بالقضايا والتهديدات في القرن الإفريقي والبحر الأحمر، حيث تم تأكيد حرص الدولتين على مواصلة التنسيق المشترك والتشاور على مختلف المستويات، وذلك على النحو الذي يدعم الأمن والاستقرار في المنطقة.
القوات المصرية بديلاً للإثيوبية
وفي خطوة هامة، صادق الاتحاد الإفريقي على انضمام القوات المصرية إلى بعثة حفظ السلام في الصومال لأول مرة، حيث يشارك الجنود المصريون في هذه المهمة، وتحل القوات المصرية محل القوات الإثيوبية التي ستنتهي مهمتها في يناير 2025.
من جانبه وصف الدكتور محمد البسيوني خبير الشئون العربية والدولية، الموقف المصري بشأن أزمة الاتفاق الإثيوبي مع "أرض الصومال" بأنه كان حاسماً، معتبراً أنه تحذير واضح من مصر بشأن عدم قبول محاولة الاستيلاء على أرض عربية.
وأضاف في تصريحات لـ الصفحة الأولي، أن الصومال بصفته دولة عربية من حقه طلب الدعم من الدول العربية وفق اتفاقية الدفاع العربي المشترك، لافتا إلي أن حصار مصر لأثيوبيا هو بالضرورة حاجة ملحة للأمن القومي المصري والعربي.
وقال البسيوني أن الدور المصري يمكنه أن يقدم الكثير من أوجه الدعم للصومال، سواء على المستوى الثنائي أو ضمن أطر التعاون الجماعي العربية والأفريقية والإسلامية، مشدداً على خطورة الاتفاق الإثيوبي في اختراق الأمن القومي لدولة عربية، وبما يمثله من تهديد لأمن دول البحر الأحمر مجتمعة وفي مقدمتها مصر.
وشدد علي أن الصومال تعول على مصر لمساندتها في أزمتها الحالية بعد انتهاك إثيوبيا سيادتها، إذ تثق بمواقف القاهرة الداعمة لإعلاء مبادئ القانون الدولي واحترام المواثيق والأعراف الدولية، فضلاً عن حرصها على استقرار محيطها لا سيما قارتها الأفريقية، محذراً من أن اعتراف أديس أبابا بجمهورية "أرض الصومال" التي لا تعترف بها أي دولة أو منظمة في العالم.
وأكد خبير الشئون العربية والدولية، أن دعم إثيوبيا لانفصال وتقسيم أراضي جمهورية الصومال، وهو ما يمثل خرقاً خطيراً وتصعيداً للتوتر في منطقة القرن الأفريقي يتطلب وقفه قبل أن يؤدي إلى تداعيات سلبية على أمن واستقرار المنطقة.