الأمراض النفسية تضرب المجتمع
إسرائيل تنهار من الداخل.. زيادة حالات الانتحار بين جنود الاحتلال
رغم سياسة التعتيم التي يمارسها جيش الاحتلال لإخفاء حالات الانتحار بين صفوف جنوده، وعدم إعلان أسمائهم، إلا أن الأنباء الواردة من داخل كيان الاحتلال تؤكد زيادة تلك الحالات، منذ 7 أكتوبر 2023، مع انتشار الأمراض النفسية واضطرابات ما بعد الصدمة بين الجنود وداخل المجتمع الإسرائيلي، في رسالة واضحة عن الانهيار والتفكك الذي يعيشه كيان الاحتلال.
ويتستر جيش الاحتلال على مقتل 17 جنديا، معظمهم قتلوا أنفسهم، ولكن قيادة الاحتلال تضعهم تحت بند مصابي الحوادث، كما لا يشمل ذلك جنود الاحتياط الذين انتحروا بعد خروجهم من الخدمة.
وكان آخر الجنود المنتحرين، الجندي الذي أنهى حياته عند شاطئ نهاريا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وينتمي إلى قوات الاحتياط.
حالات انتحار جنود الاحتلال
وكانت صحافة الاحتلال كشفت عن أن 12 من الضباط والجنود في جيش الاحتلال انتحروا منذ 7 أكتوبر الماضي، منهم من انتحر أثناء معارك اندلعت عند مستوطنات غلاف غزة بعد معركة طوفان الأقصى مباشرة. كما كشفت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن إنقاذ أسير إسرائيلي من محاولة انتحار في مكان احتجازه بقطاع غزة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يواجه فيه جيش الاحتلال أكبر أزمة تتعلق بالصحة النفسية لجنوده منذ حرب 6 أكتوبر 1973، بسبب الحرب التي يخوضها ضد المقاومة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، حيث تضاعف عدد جنود الاحتلال الذين يطلبون دعمًا نفسيًا 6 مرات منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى، كما تشهد جمعية NTL، المتخصصة في تقديم المساعدة النفسية لضحايا الصدمات، وتدير خط المساعدة التابع لوزارة الحرب، زيادة في نداءات الاستغاثة من قبل الجنود المشاركين بالحرب، حيث تلقت خطوط النجدة الشرطة 86 اتصالًا متعلقًا بالمخاوف من الانتحار منذ يونيو 2023.
وخلال شهر يونيو، الماضي، أقدم جندي إسرائيلي على الانتحار بعد عودته من القتال في غزة، ثم احتجازه من الشرطة العسكرية، ليرتفع العدد إلى 12 ضابط وجندي منذ 7 أكتوبر، وبعضهم انتحروا خلال معارك مستوطنات غلاف غزة، في الوقت الذي كشفت فيه صحافة الاحتلال، عن انتحار 1227 جنديا منذ حرب أكتوبر 1973.
اضطراب الصدمة
كما شكلت وزارة الحرب لجنة متخصصة للجنود المصابين باضطراب ما بعد الصدمة والإعاقات النفسية الخطيرة، بعدما استقبل قسم التأهيل 9400 مصابا، 36% منهم عانوا من الاضطرابات النفسي، في الوقت الذي يحاول فيه المئات من جنود الاحتياط الهرب من الخدمة، من خلال السفر خارج الكيان دون إبلاغ قادتهم.
كما أعلن العشرات من جنود الاحتياط عدم عودتهم للخدمة العسكرية في قطاع غزة، حتى إذا تعرضوا للعقاب، لتتفاقم بذلك أزمة التجنيد التي يواجهها جيش الاحتلال، وهو ما أجبره على زيادة فترة الخدمة الإلزامية إلى 36 شهرا لمدة 8 سنوات، إضافة إلى فرض التجنيد على فئة الحريديم وهم اليهود المتدينين بعد أزمة سياسية كبيرة بسبب إعفاءهم من الخدمة لفترة طويلة.
إخفاء البيانات
ويخفي جيش الاحتلال البيانات المتعلقة بحالات الانتحار بين جنوده، كما يمتنع عن الكشف عن أسماء المنتحرين، ولكن بعد أحداث 7 أتوبر، تسربت العديد من الأنباء عن حالات الانتحار، والتي كان أبرزها إقدام 50 شخصا من الناجين من حفل نوفا الذي أقيم في مستوطنات غلاف غزة، على إنهاء حياتهم بعد فشل علاجهم من الأمراض النفسية التي أصيبوا بها بعد معركة 7 أكتوبر.
وكانت طائرة هليكوبتر تابعة لجيش الاحتلال، فتحت النار بالخطأ على المشاركين في حفل نوفا، اعتقادا أنهم من المقاومة الفلسطينية التي نفذت هجمات 7 أكتوبر، وتخطى عدد القتلى 364 شخصا، أما الناجين، فأصيبوا بالأمراض النفسية واضطرابات ما بعض الصدمة، ودخلوا في نوبات اكتئاب، كما اعتزلوا المحيط الخارجية وانفصلوا عن العالم.
كما تقدم مراكز إعادة التأهيل التابعة لجيش الاحتلال، الرعاية لأكثر من 70 ألف جندي معاق بسبب الحروب التي شاركوا فيها خلال الأعوام الأخيرة، منهم حوالي 10 آلاف جندي في الحرب الحالية على قطاع غزة، 90% منهم مصابون باضطراب ما بعد الصدمة.
ولكن الأمراض النفسية لا تصيب جنود الاحتلال المعاقين بسبب الحرب على غزة فقط، ولكنها امتدت إلى أسر الجنود أيضا، حيث تلقى الجنود وأسرهم حوالي 139 ألف ساعة من الرعاية الصحية النفسية.