و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

لإنهاء الانقسام

الفصائل الفلسطينية تتفق على حكومة وطنية تحت مظلة منظمة التحرير.. وإسرائيل تشكك

موقع الصفحة الأولى

وقعت الفصائل الفلسطينية اليوم / الثلاثاء 23 يوليو 2024 / على إعلان بكين لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية .. ويعقد قادة 14 فصيلا مؤتمرا صحفيا بالعاصمة الصينية بكين بحضور وزير الخارجية الصيني "وانج يي".
إعلان بكين يتضمن الاتفاق على ضرورة تحقيق وحدة وطنية شاملة تضم كافة القوى في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، والالتزام بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين.. وتشكيل حكومة توافق وطني مؤقتة بتوافق الفصائل الفلسطينية على أن تمارس الحكومة المشكلة سلطاتها وصلاحياتها على الأراضي الفلسطينية كافة بما يؤكد وحدة الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وأن تبدأ بتوحيد المؤسسات الفلسطينية كافة والمباشرة في إعادة إعمار قطاع غزة والتمهيد لإجراء انتخابات عامة بإشراف لجنة الانتخابات المركزية بأسرع وقت وفقاً لقانون الانتخابات المعتمد. 
واتفقت الفصائل في "إعلان بكين" على تفعيل وانتظام الإطار القيادي المؤقت الموحد للشراكة في صنع القرار السياسي الفلسطيني، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وإنهائه  وفق القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة وحق الشعوب في تقرير مصيره.. والتصدي لمؤامرات الاحتلال وانتهاكاته المستمرة ضد المسجد الأقصى المبارك ومقاومة أي مسّ به وبمدينة القدس .. والعمل على فك الحصار الهمجي عن شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية وإيصال المساعدات الإنسانية والطبية دون قيد أو شرط ، ودعم المقاومة وإفشال محاولات تهجير الشعب الفلسطيني من أرض خصوصاً من قطاع غزة وفي الضفة الغربية والقدس.
وقررت الفصائل الاستمرار في متابعة تنفيذ اتفاقيات إنهاء الانقسام بمساعدة مصر والجزائر والصين وروسيا.. وجاء في وثيقة إعلان بكين أن الاتفاق تم انطلاقاً من اتفاقية الوفاق الوطني التي وُقّعَت بالقاهرة في /4 مايو2011/ وإعلان الجزائر في /12 أكتوبر 2022.
وكان التلفزيون الصيني المركزي أعلن عن توقيع الفصائل الفلسطينية على "إعلان بكين"، والذي تضمن 8 بنود رئيسية بشأن إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الفلسطينية وتشكيل حكومة وفاق وطني وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وذلك في الحفل الختامي لحوار المصالحة بين الفصائل الذي عُقِدَ في بكين من 21 إلى 23 يوليو الجاري.
ووفقا لوسائل الإعلام الصينية الرسمية فقد أكد وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، الذي حضر مراسم التوقيع، أنّ جميع الفصائل الفلسطينية ،أعربت بحزم عن استعدادها لتعزيز المصالحة والعزم على التمسك بالمصالح الوطنية.
 

إعلان بكين خطوة الوحدة الوطنية

 

وأوضح رئيس مكتب العلاقات الوطنية في حركة حماس وعضو المكتب السياسي حسام بدران أن المجتمعين أعربوا عن تقديرهم للمقاومة الفلسطينية التي تمارس حقنا الطبيعي في مواجهة الاحتلال..والتوافق على المطالب المتعلقة بإنهاء الحرب والعدوان الهمجي.
وأشار بدران إلى أهم نقاط الاتفاق تشكيل حكومة توافق وطني فلسطيني تدير شؤون شعبنا في غزة والضفة، وتشرف على إعادة الإعمار، وتهيئ الظروف للانتخابات، مؤكدا أن ذلك هو الحل الوطني الأمثل والأنسب للوضع الفلسطيني بعد الحرب، وهذا يضع سداً منيعاً أمام كل التدخلات الإقليمية والدولية التي تسعى لفرض وقائع ضد  مصالح شعبنا في إدارة الشأن الفلسطيني بعد الحرب.
وأفاد بدران أن المجتمعين في بكين شددوا على التصدي لمؤامرات الاحتلال وانتهاكاته المستمرة في المسجد الأقصى المبارك، ومحاولات التهويد للمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، والتأكيد على الإسناد الكامل للأسرى والأسيرات في سجون العدو الذي يمارس عليهم وحشية وظروف سجن لا ترقى لأدنى الحقوق الإنسانية والقانونية. 
ومن جانبه أكد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية جميل مزهر ، أن الوحدة هي الضمانة الوحيدة لتحقيق أهدافنا الوطنية الكبرى، وهي السلاح الأقوى في مواجهة العدو الغاشم، خاصة وأن شعبنا لا يواجه حرب الإبادة فحسب، بل يواجه نتائج عجز وقصور سياسي شامل، عمره عقود من الزمان، كما يواجه ويدفع ثمن انحياز دولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها حكومات وأدوات المنظومة الاستعمارية المهيمنة في هذا العالم.
وأشار مزهر إلى أن الشعوب لم تنتزع يوماً حقوقها بالتلاوم والتجاذب والنزاع، والجدل حول التوصيفات، وتنازع الإرادات؛ بل بالوحدة حول الأهداف الوطنية الكبرى، والإدراك العميق لمعنى المسؤولية التاريخية، ووجود القيادة القادرة على حمل المسؤولية وترجمة الإرادة الشعبية. وهذا هو واجبنا اليوم.
وشدد نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ماجدة المصري، على ضرورة إنهاء الانقسام، وإصلاح النظام السياسي الفلسطيني، وإعادة بناء مؤسساته، على أسس ديمقراطية، والتوافق على صيغة وطنية، تكفل الإسراع في وقف حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا في قطاع غزة، والتصدي لمشاريع الحسم الإسرائيلي في الضفة الغربية، وبما يكفل وحدة أراضي دولة فلسطين، وقطع الطريق على المشاريع الأميركية والإسرائيلية لما يسمى بـ "اليوم التالي".
وأكدت المصري على ضرورة استكمال انضمام سائر الفصائل الفلسطينية، إلى منظمة التحرير. وتشكيل هيئة قيادية موحدة، دون المساس بصلاحيات اللجنة التنفيذية. ومن الطبيعي أن تكون هذه صيغة مؤقتة إلى أن تتوفر الظروف لعقد المجلس المركزي، بصفته مخولاً بصلاحيات المجلس الوطني، لاتخاذ قرار رسمي بانضمام حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى المنظمة وتمثيلهما في مؤسساتها القيادية أسوة بسائر فصائل المنظمة. على طريق تشكيل مجلس وطني جديد يتم اختياره بالانتخاب حيث أمكن وفق التمثيل النسبي ، أو بالتوافق حيث يتعذر الانتخاب.
واقترحت المصري إطلاق مبادرة سياسية فلسطينية تعلنها منظمة التحرير باسم "الكل الفلسطيني"، وبالتشاور مع حلفائنا الدوليين، وفي مقدمتهم الصين الشعبية والاتحاد الروسي، بهدف توظيف التحولات الإيجابية التي ولّدتها معركة طوفان الأقصى.


 

 إسرائيل تشكك في المصالحة

وفي أول رد فعل رسمي قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عبر حسابه على موقع "إكس" إن حماس وفتح وقعتا اتفاقا في الصين للسيطرة المشتركة على غزة بعد الحرب"، وهذا لن يحدث في الواقع ،ومحمود عباس بدلاً من رفض الإرهاب، يحتضن قتلة حماس ومغتصبيها، ويكشف عن وجهه الحقيقي. وأضاف "حكم حماس سوف يُسحق، وعباس سوف يراقب غزة من بعيد. وسيظل أمن إسرائيل في أيدي إسرائيل وحدها"
ومن جانبها علقت وسائل الإعلام الإسرائيلية على إعلان وزير الخارجية الصيني باتفاق 14 فصيلا فلسطينيا، بما في ذلك حماس وفتح، على تشكيل "حكومة مصالحة وطنية مؤقتة" ستحكم قطاع غزة "في اليوم التالي". خلال حوار المصالحة بين الفصائل بأن هذه ليست المرة الأولى التي توقع فيها حماس وفتح على "اتفاق مصالحة" ولم يتغير في نهايته شيء. ووفقا لموقع كاليبر العبري فإن حركة فتح لا تعلق آمالها على الجهود الصينية. 
وادعت صحيفة  يديعوت أحرونوت الإسرائيلية نقلا عن مصدر مطلع على التفاصيل في حوار الفصائل بالعاصمة الصينية بكين وصفه إعلان بكين بأنه " إجراء علاقات عامة يريد الصينيون فرضه على الأرض. .ويحاولون من خلاله التأكيد بأنهم يمكنهم التأثير على الشرق الأوسط، ولكن لا يمكن رأب الصدع بين فتح وحماس". 
أما قناة كان العبرية فقد شككت في تصريحات وزير الخارجية الصيني بذكرها أنه في الوقت الذي تقول فيه الصين "إن الفصائل الفلسطينية اتفقت على تشكيل حكومة مصالحة لحكم غزة بعد الحرب ، فإن حركة الجهاد الإسلامي وزعت بيانا قالت فيه إن "هذا كلام غير دقيق" لرفضها أي صيغة تتضمن الاعتراف بإسرائيل صراحة أو ضمنياً ،وإدراج صيغة تنص على القرارات الدولية التي تؤدي إلى الاعتراف بشرعية كيان الاحتلال الغاصب، وأنها طالبت بتشكيل لجنة طوارئ أو حكومة طوارئ لإدارة المعركة بمواجهة الإبادة الجماعية ومخططات تصفية القضية الفلسطينية.
 

 مبادرة بكين بشأن غزة 
 
 

ومن ناحية أخرى أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية "ماو نينج" عن مبادرة من ثلاث خطوات مترابطة ولا غنى عنها بشأن غزة : الخطوة الأولى تتعلق بتعزيز تحقيق وقف شامل ودائم لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن وضمان الوصول السلس للمساعدات الإنسانية والإغاثة،والخطوة الثانية تتعلق بالالتزام بمبدأ "الفلسطينيون يحكمون فلسطين" والعمل معاً لتعزيز حكم ما بعد الحرب في غزة، والثالثة تشجيع فلسطين على أن تصبح عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة والبدء في تنفيذ "حل الدولتين". 
ومن جانبه علق الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن أهم ما في إعلان بكين اتفاق الجميع على دعم المقاومة في وجه الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني بقطاع غزة ، وحاجزاً في وجه محاولات الولايات المتحدة وإسرائيل إنشاء كيانات عميلة في غزة وأن الإعلان عن حكومة وحدة وطنية تضم كافة الفصائل سيوحد الضفة الغربية وقطاع غزة 


وفي أول رد فعل رسمي قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عبر حسابه على موقع "إكس" إن حماس وفتح وقعتا اتفاقا في الصين للسيطرة المشتركة على غزة بعد الحرب"، وهذا لن يحدث في الواقع ،ومحمود عباس بدلاً من رفض الإرهاب، يحتضن قتلة حماس ومغتصبيها، ويكشف عن وجهه الحقيقي. وأضاف "حكم حماس سوف يُسحق، وعباس سوف يراقب غزة من بعيد. وسيظل أمن إسرائيل في أيدي إسرائيل وحدها"

تم نسخ الرابط