بعد زيارتهم للمتحف المصري
النائب أحمد بلال للصفحة الأولى: الأفروسنتريك «صهيونية أفريقية» وتهدد الأمن القومي المصري
أثارت زيارة وفد حركة الأفروسنتريك إلى المتحف المصري بالتحرير، مصطحبين مرشهم الخاص، مروجا ادعاءات الحركة حول الأصل الإفريقي للحضارة المصرية الفرعونية، وان الزنوج هم من بنوا الأهرامات، ردود فعل غاضبة، كما استدعت تدخلا برلمانيا عبر طلب إحاطة موجه إلى وزير السياحة والآثار.
وانتشرت مجموعة من الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، تكشف عن زيارة حركة الأفروسنتريك إلى المتحف المصري بالتحرير، ويظهر في الصور اصطحاب الحركة لمرشد سياحي خاص بهم، والذي يسمى البروفيسور "كابا"، وهو كاتب أمريكي، والذي كان يشرح ادعاءاتهم حول تفاصيل الحضارة المصرية القديمة، ويدعي أن الأفارقة هم أصحاب الحضارة الحقيقيين.
طلب إحاطة ضد زيارة الأفروسنتريك
من جانبه، تقدم النائب أحمد بلال البرلسي، نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع، بطلب إحاطة موجه إلى أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، حول زيارة حركة الأفروسنتريك إلى المتحف المصري وترويجهم لادعاءات بأن الحضارة المصرية أصلها زنجي.
وقال "البرلسي"، إنه يعمل على ملف حركة الأفروسنتريك منذ فترة، وإن طلب الإحاطة الذي قدمه ليس الأول، حث قدم في أبريل 2023 طلب إحاطة حول تنظيم متحف هولندا الوطني فعالية للحركة وترويجه لنظرية المركزية الإفريقية، وفي مايو من نفس العام طرح الامر في الجلسة العامة لمجلس النواب، خاصة وأن الحكومة كانت مستمرة في منح الإذن للمتحف الهولندي بالتنقيب عن الآثار داخل مصر، واتهم وقتها بالحكومة بأنها تقف مكتوفة الأيدي أمام ترويج المتحف لادعاءات الحركة العنصرية.
وأضاف عضو مجلس النواب في تصريحاته لموقع الصفحة الأولى، أنه طالب بوقف التراخيص الممنوحة لمتحف هولندا الوطني، وبالفعل في شهر يونيو 2023، استجابت الحكومة للمطالب وأوقفت التراخيص، بسبب دعمهم لحركة وأفكار الأفروسنتريك.
ولفت النائب إلى أن خطورة ما حدث في المتحف المصري، تعود إلى عدم علمنا بزيارة الحركة، وعدم علم الحكومة أيضا بذلك، إلا بعد أن نشروا صور الزيارة، ولولا ذلك كان المر سيمر مرور الكرام، وذلك يعني أنه طوال السنوات الماضية، يتم تنظيم افواج سياحية وزيارات تابعة لـ الأفروسنتريك، وتشرح تاريخنا من وجهة نظرهم وتزيفه داخل متاحفنا ومعابدنا وبين آثارنا وعلى أرضنا، بدون أن ينتبه لهم أحد أو يتكلم معهم او يتصدى لهم، ما يمثل كارثة حقيقية.
وحذر من أن عدم علم الحكومة بذلك يمثل كارثة، ولكن الكارثة الأكبر ان تكون على علم بذلك ولا تتصدى له أو تتعامل معه طوال السنوات الماضية.
الصهيونية الأفريقية
ووصف عضو مجلس النواب حركة الأفروسنتريك بالصهيونية الأفريقية، لن الصهيونية ليست مجرد نظرية بقدر ما هي فكرة أو أداة للسطو على تاريخ الشعوب وعلى حضاراتها، ما يعني انها تتحول من مجرد اسم إلى فعل على الأرض.
وأكد النائب أحمد بلال البرلسي، أن المعركة بين الشعب المصري وحركة الأفروسنتريك ليست مجرد معركة ثقافية، بل هي وجودية، ويجب ان نتعلم الدرس من الحركة الصهيونية والتي بدأت من خلال الدعاية حول اليهود المساكين وادعاء المظلومية، لدرجة أن الكثير من الدول خدعت فيهم، ومن بينها مصر أيام الملكية، والتي فتحت لهم مقرات في الإسكندرية، كما زارت وفود من الحركة الصهيونية البلاد، ولم يتخيل أحدا وقتها أن ادعاءاتهم حول أرض الميعاد في فلسطين وأنها أرض بلا شعب ستتحول إلى حقيقة ويحتلوها ويطردوا الشعب الفلسطيني من أرضه.
أرض الميعاد
ولفت إلى أن حركة المركزية الأفريقية تتبنى نفس المنطق، حيث ترى في مصر أرض الميعاد، مثل الصهيونية، وترى الشعب المصري مستعمر لهذه الأرض وليسوا أصحاب الأرض وليسوا حتى أفارقة، وبالتالي فإن ما تفعله الحركة الآن من الحشد الدولي وتنظيم التجمعات والفعاليات الثقافية، والتعاون مع المتاحف العالمية مثل متحف هولندا، ومتحف المتروبوليتان في نيويورك، وهو رابع أكبر متحف في العالم، والذي يروج لهذه النظرية.
وطالب "البرلسي" الدولة بالتحرك والتصدي لهذه الحركة، من خلال اتخاذ اجراءات عقابية ضد من يتبنى أفكارهم أو يروج لها، وعدم التعامل مع أي متحف أو جامعة في العالم يتعاون معهم.
تعديل تشريعي
وكشف عضو مجلس النواب عن نيته التقدم بتعديل تشريعي يمنع السماح بالتنقيب عن الآثار للمنتمين إلى حركة الأفروسنتريك أو المروجين لأفكارها أو المتعاونين معها، للحفاظ على الحضارة المصرية الأصيلة، ومنع تشويهها أو سرقتها أو تزويرها.
وأكد أن المعركة مع الأفروسنتريك تمس الأمن القومي المصرين والتساهل في التعامل مع تلك الحركة يعد تفريطا في الأمن المصري.
وأشار "البرلسي" إلى أن قاعدة أفكارهم تتركز في الولايات المتحدة، ومصدر تمويلهم الرئيسي يأتي من هناك، وبالتالي فمن غير المستبعد أن يكون هناك نوعا من التعاون أو الاتصال بينهم وبين الصهيونية العالمية والكيان الإسرائيلي، ولكن إذا كان تركزهم الرئيسي هناك، فلتمنح أمريكا الحكم لهم، أو على الأقل لا يقتلوهم في الشوارع مثلما شاهدناها في العديد من الحوادث خلال الأعوام الماضية.
حركة المركزية الأفريقية
ويعود ظهور حركة المركزية الأفريقية المعروفة باسم الأفروسنتريك إلى القرن الـ 19، ولكن نشاطها زاد في العقود الأربعة الأخيرة، من خلال ترويجهم لنظرية تنادي بالأصل الأسود للحضارة الفرعونية، حيث يزعمون أن من بنى الأهرامات هم الزنوج، بهدف جعلها وعاء كبير للحضارة الإنسانية، وكي يحفظوا فيها علوم الفلك والعمارة والتحنيط وغيرها.
ويقول أتباع حركة الأفروسنتريك، أن الفراعنة جاءوا من السودان، وأن المصري الحالي ليس له علاقة بالمصري القديم والذي مات أو هاجر إلى الجنوب.
وحركة المركزية الأفريقية الأفروسنتريك تأسست بشكلها الحالي على يد الناشط الأمريكي أفريقي الأصل موليفي أسانتي، في فترة الثمانينيات، وتدعي أنها تسعى إلى تسليط الضوء على هوية ومساهمات الثقافات الإفريقية في تاريخ العالم.
وتعددت أزمات الأفروسنتريك وأكاذيبهم تجاه الحضارة المصرية، ومن بينها انتاج منصة نتفليكس فيلما وثائقيا عن الملكة كليوباترا، ويظهرها سمراء اللون، وهو ما رد عليه وقتها، مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وقال إن ذلك يمثل تزييفا للتاريخ المصري ومغالطة تاريخية صارخة.