الأولى و الأخيرة

عثرت عليها الكشافة السعودية

حقيقة اكتشاف أعمال سحر على جبل عرفات أثناء تنظيفه بعد الحج

موقع الصفحة الأولى

انتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صورا تكشف العثور على أعمال سحر تم دفنها على جبل عرفات، وهو ما أثار حالة من الصدمة، خاصة وأن هذه الأعمال تتنافى مع قدسية مناسك الحج، فضلا عن تحريمها شرعا.

وتداول بعض النشطاء صورا تظهر لفائف تم العثور عليها مدفونة وسط محتويات تتعلق بأشخاص مجهولين، ومدفونة بين الصخور في جبل عرفات، ومن بينها، "شَعر ومقتنيات شخصية" ومعها أوراق مكتوب عليها طلاسم بأسماء أشخاص بقصد إيذائهم.

أعمال سحر من 2018

ولكن بالبحث والتحري، تبين أن تلك الصور تعود إلى عام 2018، حيث نشرت صحيفة عكاظ السعودية، خبرا أفاد بالعثور على شَعْر وخواتم وعقد ملفوفة بأغلفة غريبة، وأحجيات لها أشكال غريبة، جرى دفنها بطريقة مخفية بين صخور جبل الرحمة على مشعر عرفات، بغرض عدم كشفها.

وأضافت الصحيفة السعودية أن حملة فرقة جمعية الكشافة السعودية عثرت على هذه التمائم والعقد، التي يعتقد أنها مجهزة لأعمال سحر وشعوذة أو أفعال شركية. لتسلم الفرقة المضبوطات إلى مندوب فرع وزارة الشؤون الإسلامية، والذي سلمها للمركز المتخصص في أعمال السحر والشعوذة التابع لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة.

دار الإفتاء المصرية

وكانت دار الإفتاء المصرية ورد إليها سؤالا حول ما إذا كان ما ورد في القرآن الكريم وفي الأحاديث النبوية الصحيحة يدل على وجود السحر حتى الآن، وما يؤدي به إلى الإضرار بالناس والتفريق بين الأزواج وغير ذلك من الأمور، أم أنه يدل على أنه كان موجودًا في الماضي فقط وقت هاروت وماروت وموسى وهارون وأصبح غير موجود الآن؟

وقالت دار الإفتاء المصرية في ردها على السؤال، عبر فتوى فضيلة الشيخ عبد اللطيف عبد الغني حمزة، والذي قال إن تعريف السحر في اللغة هو كل ما لطف مأخذه ودق وخفي، وقالوا سحره، وسحره بمعنى خدعه وعلله، وفي الحديث الصحيح: «إِنَّ مِنَ البَيَانِ لَسِحْرًا»، والسحر بالفتح وبالتحريك الرئة، وهي أصل هذه المادة، والرئة في الباطن، فما لطف مأخذه ودق صنعه حتى لا يهتدي إليه غير أهله فهو باطن خفي، ومنه الخداع وهو أن يظهر لك شيئًا غير الواقع في نفس الأمر، فالواقع باطن خفي، وقد وصف الله السحر في القرآن بأنه تخييل يخدع الأعين، فيريها ما ليس بكائن كائنًا؛ فقال تعالى ﴿يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى﴾ [طه: 66].  

 

حقيقة السحر

وأضافت الإفتاء في فتواها: اختلف العلماء في أمر السحر هل له حقيقة، أم هو شعوذة وتخييل:  

أ- فذهب جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة إلى أن السحر له حقيقة وتأثير.  

ب- وذهب المعتزلة وبعض أهل السنة إلى أن السحر ليس له حقيقة في الواقع، وإنما هو خداع وتمويه وتضليل، وأنه باب من أبواب الشعوذة، وهو عندهم على أنواع:  

1- التخييل والخداع.  

2- الكهانة والعرافة.  

3- النميمة والوشاية والإفساد.  

4- الاحتيال.  

ومن المؤيدين لهذا الرأي يقول: إن الساحر والمعزم لو قدرَا على ما يدعيانه من النفع والضرر وأمكنهما الطيران والعلم بالغيوب وأخبار البلدان النائية والخبيئات والسرقات والإضرار بالناس من غير الوجوه التي ذكرت لقدروا على إزالة الممالك واستخراج الكنوز والغلبة على البلدان بقتل الملوك، بحيث لا ينالهم مكروه، ولاستغنوا عن الطلب لما في أيدي الناس، فإذا لم يكن كذلك، وكان المدعون لذلك أسوأ الناس حالًا وأكثرهم طمعًا واحتيالَا وتوصلًا لأخذ دراهم الناس، وأظهرهم فقرًا وإملاقًا، علمت أنهم لا يقدرون على شيء من ذلك.  

 

جمهور العلماء

ولفتت دار الإفتاء إلى أن الجمهور من العلماء استدل على أن السحر له حقيقة وله تأثير بعدة أدلة منها:  

أ- قوله تعالى: ﴿سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ﴾ [الأعراف: 116].  

ب- قوله تعالى: ﴿فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِه﴾ [البقرة: 102].  

ج- قوله تعالى: ﴿وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾ [البقرة: 102].  

د- وقوله تعالى: ﴿وَمِن شَرِّ النَّفَّٰاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴾ [الفلق: 4].  

ولذلك، فمع استعراض الأدلة، ترى الإفتاء أن ما ذهب إليه الجمهور أقوى دليلًا، فإن السحر له حقيقة وله تأثير على النفس، فإن إلقاء البغضاء بين الزوجين والتفريق بين المرء وأهله الذي أثبته القرآن الكريم ليس إلا أثرًا من آثار السحر، ولو لم يكن للسحر تأثير لما أمر القرآن بالتعوذ من شر النفاثات في العقد، ولكن كثيرًا ما يكون هذا السحر بالاستعانة بأرواح شيطانية، فنحن نقر بأن له أثرًا وضررًا ولكن أثره وضرره لا يصل إلى الشخص إلا بإذن الله، فهو سبب من الأسباب الظاهرة التي تتوقف على مشيئة مسبب الأسباب رب العالمين جل وعلا. 

تم نسخ الرابط