و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

لأول مرة فى التاريخ الإسلامى

إذاعة القرآن الكريم .. أنشأها عبدالناصر لمواجهة تحريف المصحف الشريف

موقع الصفحة الأولى

فى الساعة السادسة من صباح الأربعاء 11 ذى القعدة لسنة 1383 هجرية 25 مارس 1964 ميلادية، وبقرار من الرئيس جمال عبدالناصرإنطلق إرسال إذاعة القرآن الكريم لأول مرة فى التاريخ الإسلامى لمواجهة تحريف المصحف الشريف.
بدأت إذاعة القرآن الكريم بمدة إرسال 14 ساعة يوميا من الساعة السادسة حتى الحادية عشرة صباحًا، ومن الثانية حتى الحادية عشرة مساء، وكان من أشهر قرائها الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، ومصطفى إسماعيل، ومحمود خليل الحصري، ومحمد رفعت ومحمد صديق المنشاوي وغيرهم من عمالقة التلاوة والتجويد.


تحريف القرآن الكريم


وتعود فكرة إنشاء إذاعة القرآن الكريم إلى أوائل الستينيات من القرن الماضى فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر ، عندما ظهرت طبعة مذهبة من المصحف الشريف، بها تحريفات مقصودة لبعض الآيات، وهو ما استنفز المسلمون حول العالم وأزعج المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والأزهر الشريف، وبعد مناقشات ممتدة أثمرت الجهود والآراء عن تسجيل صوتى للمصحف المرتل برواية حفص عن عاصم بصوت القارئ الشيخ محمود خليل الحصرى، على أسطوانات توزع نسخ منه على المسلمين فى كافة أنحاء العالم الإسلامى، وكافة المراكز الإسلامية، باعتبار ذلك أفضل وسيلة لحماية المصحف الشريف من التحريف، وهو ما اعتبره المؤرخون أول جمع صوتى للقرآن الكريم بعد أول جمع كتابى له فى عهد الخليفة أبى بكر الصديق.
ورغم أن نسخ الاسطوانات حقق مردودا إيجابيا بين المسلمين حول العالم، إلا ان هذه الوسيلة لم تكن فعالة فى إنجاز الهدف المنشود من ورائها وهى التصدى لمحاولات تحريف القرآن الكريم، نظرًا لعجز القدرات والإمكانات المادية فى الدول الإسلامية فى ذلك الوقت عن إيجاد الأجهزة اللازمة لتشغيل هذه الأسطوانات على نطاق شعبى.


قرار من عبدالناصر


وعادت الاجتماعات والمشاورات التى شارك فيها الأزهر الشريف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، مع الحكومة، لإيجاد حل ناجع لهذه الأزمة. 
وانتهى الرأى فى هذا الشأن من قبل وزارة الثقافة والإرشاد القومى المسئولة عن الإعلام فى ذلك الوقت، وعلى رأسها الإعلامى الدكتور عبد القادر حاتم، إلى اتخاذ قرار بتخصيص موجة قصيرة، وأخرى متوسطة لإذاعة المصحف المرتل الذى سجله المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وهو ما وافق عليه الرئيس جمال عبدالناصر على الفور، وكان انطلاق إذاعة القرآن الكريم من القاهرة كأول إذاعة إسلامية متخصصة على مستوى العالم.
بدأت الإذاعة الجديدة إرسالها على موجتين، إحداهما قصيرة وطولها 30.75 ك.هـ والأخرى متوسطة طولها 259.8 ك.هـ؛ لتكون أول صوت يقدم القرآن كاملًا بتسلسل السور والآيات كما نزل بها أمين الوحي جبريل عليه السلام على قلب سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
وكانت بذلك أنجح وسيلة لتحقيق هدف حفظ القرآن الكريم من المحاولات المكتوبة لتحريفه؛ حيث يصل إرسالها إلى الملايين من المسلمين في الدول العربية والإسلامية في آسيا وشمال أفريقيا، حيث كان الراديو الترانزيستور وسيلة لالتقاط إرسالها بسهولة.
وعلى منوال هذه السابقة المصرية المباركة توالى إنشاء عدة إذاعات للقرآن الكريم في كل الدول العربية والإسلامية.

تم نسخ الرابط