و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

سقطوا جميعا بالرفض الشعبي

التطبيع مع إسرائيل.. دنس جماعة كوبنهاجن و«حذاء» علي رأس توفيق عكاشة

موقع الصفحة الأولى

رغم مرور عشرات السنين علي معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية التى وقعها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مع مناحيم بيجن، في 26 مارس من عام 1979 بالولايات المتحدة الأمريكية، ظل التطبيع مع دولة الاحتلال الاسرائيلي عار يلاحق المطبعين الذين اقترفوا هذا الفعل المشين خلال تلك السنوات الطويلة.
هذا العار اقترن بمجموعة من الكتاب والمثقفين ممن عرفوا في التسعينيات باسم "جماعة كوبنهاجن" وهي جماعة من المثقفين المصريين والإسرائيليين تأسست في عام 1995 لتطبيع العلاقات الشعبية بين مصر وإسرائيل، وفشلت فشلا ذريعا بعد مناهضتها من مختلف طوائف الشعب المصري، كما عاني من التطبيع  كثير من الإعلاميين والكتاب، مثل الإعلامي توفيق عكاشة الذي استقبل السفير الاسرائيلي وعدد من الاسرائليين في منزله قبل سنوات ما تسبب في طرده من البرلمان.
أما آخر سلسة المطبعين وأكثرهم فجاجة، كان محمد أنور عصمت السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية، الذي سار علي خطي عمه الرئيس الراحل، وأجري حوارا مطولا قبل يومين مع صحيفية "يدعوت أحرنوت" الصهيونية، تجاهل خلاله كل الدم الفلسطيني، قائلا: إنني أتفهم الغضب الإسرائيلي لدى كل واحد منكم بسبب القتل الفظيع الذي ارتكبته حماس في المدن الجنوبية واختطاف الإسرائيليين إلى غزة في 7 أكتوبر.


جماعة كوبنهاجن


ضمت الجماعة 31 عضوا مؤسسا، وكان اكثرهم ينتمون لمركزي الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية برئاسة أسامة الغزالي حرب وقتها وهو ما اعتذر عنه مؤخرا في مقال نشر بصحيفة الاهرام، ومركز ابن خلدون للبحوث الاجتماعية برئاسة سعد الدين ابراهيم احد منظري التحالف، وضم إلي جانبهم عدد من رجال الأعمال المعروفين بتعاونهم مع اسرائىل.
عقد أول لقاء رسمي في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن في سبتمبر 1995، وانتهى بالموافقة على توصية تل أبيب بإيجاد آليات تنشر التطبيع وتروج تحت مظلة العمل من أجل السلام، وفي اللقاء الثاني في فبراير عام 1996 شارك فيه الجانب المصري لطفي الخولي، ومحمد السيد سعيد، وجمال عبد الجواد، وسميحة فوزي، وأسامة الغزالي حرب، وسعد الدين إبراهيم، ورضا محرم، وصلاح دياب، ومن الجانب الإسرائيلي شارك دان مريدور "وزير المالية وعضو قيادة الليكود"، وداڤيد قمحي، وشولاميت هارڤن، وجوناثان لرنر..
وتم إلغاء اللقاء الثالث الذي كان مقررا له موعد 13 مايو 1996، بعد تزايد الرفض الشعبي لهذه الجماعة، بسبب العدوان الاسرائيلي على لبنان وارتكاب جيش مجزرتي قانا والنبطية، قبل موعد اللقاء بأيام.
بعدها قادت الأحزاب السياسية والنقابات المهنية والعمالية حملات شعبية ضد التطبيع مع إسرائيل، وهو ما تفاعل معه الشعب المصري بكل طوائفه، مما تسبب في إعلان وفاة "الجماعة بالسكتة الوطنية".


حذاء فوق رأس عكاشة


في مارس عام 2016 تجرأ عضو مجلس النواب – وقتها - توفيق عكاشة بدعوة السفير الإسرائيلي وعدد من الإسرائليين الي منزله،  وهو ما أثار موجة غضب عارمة في الشارع المصري الذي يري في التطبيع الشعبي مع إسرائيل جريمة لا تغتفر، بعيدا عن الموقف الرسمي للحكومة.
واقعة تطبيع عكاشة، تسببت في تحويله للجنة التحقيق داخل مجلس النواب والتي تبعها إجراء تصويت علي إسقاط عضويته، وهو ما تم بالفعل بأغلبية الأصوات، وليس ذلك فحسب وإنما قام النائب كمال أحمد بضربه بالحذاء داخل قاعة المجلس عقابا له علي هذه الجريمة النكراء.
وخروجا من المأزق السياسي الذي قد يقع فيه البرلمان، قال علي عبدالعال وقتها في معرض إعلان نتييجة التصويت بإسقاط عضوية عكاشة من مجلس النواب: إن البرلمان يحترم جميع السفارات الممثلة داخل الاراضى المصرية، ونحن لسنا بصدد لقاء النائب توفيق عكاشة مع سفير دولة أجنبية إنما لحديث النائب فى أمور متعلقة بالأمن القومى المصرى، والتصرفات التى تصدر عن عضو البرلمان تلصق بالبرلمان، والدولة، فنحن لا نتحدث بأسمائنا ولا أشخاصنا بل من انتخبونا ومنحونا الثقة. 
وفي رسالة ذات مغزي، وبعد إسقاط عضوية توفيق عكاشة أعضاء مجلس النواب وأثناء نفس الجلسة، وقف اعضاء البرلمان دقيقة حدادا على أرواح الشهداء المصريين الذين سالت دماؤهم على أرض سيناء في الحروب المختلفة مع إسرائيل.


السادات والدم الفلسطيني


ولم يكن حوار رئيس حزب الإصلاح والتنمية محمد انور عصمت السادات مع صحيفة "يدعوت أحرنوت" إلا حلقة في سلسلة عار التطبيع الذي دنس كثيرين من السياسيين والكتاب، لاسيما وأنه بدا منبطحا في كثير من إجاباته علي أسئلة الصحيفة، مذكرا بأن مصر لديها معاهدة سلام مع اسرائيل وأن عليهم ان يثقوا فيها، متجاهلا كل الدم العربي والفلسطيني الذي يجري منذ سنوات طويلة، حتي بعد اتفاقية السلام. الذي وقعها “عمه” الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
ووصل انبطاح السادات مداه عندما أنهي حديثه مع الصحيفة قائلا: أوصي صناع القرار لدي اسرائيل، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالتفكير في العلاقة مع مصر.
 

تم نسخ الرابط