قبل 766 عاما
3 أسباب عجّلت بسقوط دولة الخلافة العباسية في مصر
تأسست دولة الخلافة العباسية بعد دخول العباسيون مصر عام 133 هجرية 750 ميلادية، حيث دانت لهم سائر الأمصار التي كانت تابعة للأمويين، وأصبح صالح بن علي العباسي أول ولاة مصر من العباسيين.
نزلت الجيوش العباسية التى قضت على الدولة الأموية فى منطقة تعرف بالحمراء القصوى فى الشمال الشرقى من الفسطاط ، وكانت أرض صحراوية خالية فأمر القائد العباسى "أبو عون" جنوده بالبناء فى هذا المكان سنة 135 هجرية 752 ميلادية فتم بناء مدينة العسكر وإتخذت إسمها من كونها بنايات خصصت للعسكر العباسى.
وكانت مدينة العسكر فى البداية مقصورة على الجنود العباسيين، ولعل هذا السبب الذى جعل الناس يطلقون عليها مدينة العسكر، واستمر ذلك الحال حتى جاء "السرى بن الحكم" واليا على مصر عام 201 هجرية 816 ميلادية فأذن للناس بالبناء فتهافت الناس على البناء بالقرب من مقر الحكم ونمت المدينة حتى اتصلت بالفسطاط.
ثورة القبط في سخا
بدأت ثورات العلويين ضد العباسيين بمصر، سنة 148هجرية، وواجه الحكام العباسيين ثورة القبط بمنطقة سخا سنة 150هجرية، فأخرجوا عمال الولاية منها، وإتسعت ثورة المصريين فلم ينجح جيش العباسين من إخماد الثورة فقام الخليفة "المنصور" بعزل الولي، وجاء بـ أبى صالح يحى بن واود.
ونجح ابن داود فى توفير الأمن والنظام فى الولاية بعد إضطرابات إستمرت فى السنوات السابقة عليه، وكان لشدته أثرها فى إستقرار أحوال الولاية.
فيما حرص الولي العباسي موسى بن عيسى، على بناء الكنائس التى هدمها على بن سليمان فبنيت كلها بعد أخذه برأى الإمامين الكبيرين "الليث بن سعد" و"عبد الله بن لهيعة" فقالا بأنها من عمارة البلدان واعتمدا فى رأيهما بأن عامة الكنائس القائمة بمصر لم يتم بنائها إلا فى الإسلام فى زمن الصحابة والتابعين.
وأثتاء ولاية الحسين بن جميل التى استمرت عامين من عام 190 إلي 192هجرية، خرج أهل الحوف مرة أخرى وإمتنعوا عن دفع الخراج، وقاموا بقطع الطريق فأرسل الخليفة العباسي جيشا إلى بلبيس فخضع له أهل الحوف وأخرجوا ما عليهم من خراج.
تعددت ثورات المعارضين ضد دولة الخلافة العباسية وكان العلويين وبقايا الأمويين هم أهم عناصر المعارضة للعباسيين, وقد شهدت مصر جانباً من هذه الثورات, منها ثورة أقاليم الدلتا، التى اعلنت العصيان .
وفي خلافة "المنصور" قامت بمصر سنة 144هجرية ثورة علوية كبيرة تزعمها "على بن محمد بن عبد الله" وعندما أدرك الخليفة "المنصور" تقاعس والى مصر "حميد بن قحطبة" عن إخماد الثورة العلوية عزله من الولاية وعين بدلاً منه "يزيد بن حاتم" الذى تصدى للثورة ونجح فى إخمادها وقتل زعيمها.
وفى سنة 169هجرية فى عهد الخليفة "المهدى" ثار أحد أفراد البيت الأموى وهو "دحية بن الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان" الذى عرف بالمروانى وكاد يستقل بالصعيد، فأرسلت دولة الخلافة العباسية بجيوشها لإخماد ثورته بأسره وقتله.
إضطرابات في مصر
كانت هناك عومل كثيرة عجلت بسقوط دولة الخلافة العباسية في مصر، كان اهمها ثلاثة أسباب وهي؛ اضطهاد الأقباط، وكثرة الضرائب، وتعلق المصريين بأهل البيت المتمثلين في العلويين أو الفاطميين.
إزدادت الإضطرابات فى مصر عندما أسند الخليفة "الأمين" الولاية إلى "ربيعة بن قيس" الذى قام بالتوجه لمحاصرة الفسطاط والعسكر، فإستعان واليها "عباد بن محمد بن حيان" الذى ولاه المأمون على مصر ببعض القبائل العربية لمواجهة أنصار الأمين، وعندما إلتقى الجيشان إنهزم جيش "المأمون" فى ذى القعدة سنة 197هجرية.
ولم تنتهى الحروب بين الفريقان حتى هزم "المأمون" فى النهاية وقبض عليه وتم سجنه، ثم اقتحم بعض الجنود سجنه وقتلوه وكان ذلك فى الخامس والعشرين من شهر المحرم عام 198هجرية، وانتهت بذلك خلافة الأمين
وفى سنة 252هجرية أثناء خلافة الخليفة "المعتز" إستغل العلويين المقيمون فى مصر ثورة "جابر بن الوليد المدجلى" والتى قام بها فى الإسكندرية وبسط نفوذه على معظم أقاليم الدلتا فأنضم إليه العلويين ضد العباسيين، فأرسل الخليفة "المعتز" جيشاً كبيراً بقيادة "مزاحم بن خاقان" التركى فتمكن من إخماد الثورة والقبض على زعمائها، فولاه الخليفة "ولاية مصر" فتشدد مع العلويين ولكن ثوراتهم لم تهدأ إلا بقيام الخلافة الفاطمية فى مصر سنة 358هجرية.
كانت دولة الخلافة العباسية في آخر سنواتها تعاني ضعفا شديدا، وكان المستعصم بالله آخر الخلفاء العباسيين يتسم باللامبالاة، في الوقت الذى هاجم فيه المغول بغداد عاصمة الخلافة العباسية ، وسقطت الدولة بسقوط عاصمتها.