الأولى و الأخيرة

عادات وتقاليد راسخة

العيدية .. بهجة الصغار وتاريخها فى البيوت المصرية صباح عيد الفطر

موقع الصفحة الأولى

العيدية .. عرفها المصريون منذ فجر التاريخ البشرى مع الاعياد قبل آلاف السنين، ورغم تعدد مظاهر احتفالهم بالأعياد والمناسبات المختلفة إلا أن عيد الفطر وعيد الأضحى كان لهما منزلة خاصة لدى الشعب المصرى على مر العصور .
وعيد الفطر المبارك بوصفه أحد أكبر الأعياد الإسلامية التي عرفها المصريون، والتي ارتبطت بعدد من العادات والتقاليد والمظاهر التي نراها حتى يومنا هذا، والتي تتمثل فى شراء الملابس الجديدة، وتوزيع الحلوى ومنح العيديات للأطفال الصغار صبيحة يوم العيد.
ومن بين كل هذه العادات ظلت العيدية التي تعكس روح العيد أحد أهم طقوس الاحتفال في كافة الأعياد المصرية لاسيما الأعياد الإسلامية، خصوصا وأنها تمثل أهمية كبيرة وخاصة بالنسبة للأطفال والصبية الصغار، الذين ينتظرون الحصول عليها من عيد إلى عيد، باعتبارها مصدراً للسعادة والبهجة.
ورغم اختلاف مظاهر الاحتفال بالأعياد مع مرور الوقت وتغير الأزمنة والثقافات، إلا أن العيدية ظلت محتفظة ببريقها وأصالة وجودها حتى عصرنا الراهن.

أصل العيدية

أما عن أصل العيدية وتاريخ ظهورها وسر ارتباطها بالاحتفال بكل من عيد الفطر وعيد الأضحى على وجه التحديد، تقول عدد من المراجع التاريخية، أن مصطلح العيدية مشتق من كلمة عيد، وتعني العطاء أو العطف، وهي لفظ اصطلاحى أطلقه الناس على النقود والهدايا التى كانت توزعها الدولة خلال موسمي عيد الفطر وعيد الأضحى كتوسعة على أرباب الوظائف، وقد اختلفت الأسماء التي أطلقت عليها على مدار العصور.
وتشير روايات تاريخية إلى أنها ظهرت في مصر في العصر الفاطمي، وكانت تعرف بأسماء عدة آنذاك، من بينها على سبيل المثال " الرسوم أوالتوسعة "، وكان الفاطميون يحرصون على توزيع النقود والثياب على المواطنين خلال فترة الأعياد.
وظلت تلك العادة موجودة خلال العصر المملوكي أيضاً، لكنها كانت تعرف باسم مختلف، حيث كان يطلق عليها “الجامكية”، وهي كلمة تعنى "المال المخصص لشراء الملابس"، وبعد ذلك تم تحريفها لتصبح العيدية.
وكانت قيمة العيدية تختلف بحسب المكانة الاجتماعية للمواطنين، فالبعض كانت تقدم لهم العيدية على هيئة دنانير ذهبية، فيما كان البعض الآخر يحصلون على دنانير من الفضة، أما الأمراء وكبار رجال الدولة فكانت تقدم لهم العيدية على هيئة طبق مملوء بالدنانير الذهبية بالإضافة إلى الحلوى والمأكولات الفاخرة، كهدية من الحاكم.
أما خلال العصر العثماني، فقد اختلفت طريقة تقديم العيدية بشكل كبير، إذ أنه بدلاً من أن يتم تقديمها للأمراء على هيئة دنانير ذهبية، أصبح يتم تقديمها في صورة هدايا ونقود للأطفال بوصفهم رعايا الاسرة الصغيرة.

كسوة العيد

كما كان يتم توزيع العيدية مع كسوة العيد علي الفقهاء وقراء القرآن الكريم بمناسبة ختم القرآن ليلة الفطر من الدراهم الفضية، وعندما كان الرعية يذهبون إلي قصر الخليفة صباح يوم العيد للتهنئة كان الخليفة ينثر عليهم الدراهم والدنانير الذهبية من منظرته بأعلي أحد أبواب قصر الخلافة.
وكان العامة يصطحبون النساء والأطفال لجمع أكبر عدد من الدنانير والدراهم مما يتم توزيعه كعيدية في هذا التقليد الذى اتبعه معظم الأمراء والملوك ليس في مصر فقط وانما في كل الدول العربية والإسلامية.
وبحسب مؤرخى الدولة الفاطمية أيضا، فقد أطلق الفاطميون اسم عيد الحلل علي عيد الفطر المبارك، حيث كانوا يتولون كساء الشعب، وخصصوا لذلك مبلغ 16 ألف دينار لتقديم الكساء للشعب في عيد الفطر المبارك، وذلك في عام515 هجرية، أما بالنسبة للكعك فقد تم تخصيص عشرين ألف دينار.
وتم إنشاء دار حكومية في العصر الفاطمي تحت اسم دار الفطرة التي كانت تعمل منذ شهر رجب حتي النصف من رمضان، وتستخدم مقادير هائلة من الدقيق والعسل والفستق المقشور وكان أكثر من مائة عامل يتولون صنع الكعك لتقديمها كعيدية للموظفين والمواطنين ليلة عيد الفطر المبارك من كل عام.

تم نسخ الرابط