دولة الخطيئة تقترب من نهايتها الحتمية
«هزيمة القرن» و«لعنة العقد الثامن» يثيران الرعب في دولة الاحتلال الاسرائيلي
أعادت عملية طوفان الأقصي، وفشل جيش الاحتلال علي مدي أكثر من مائة يوم من القصف المتواصل، في تحقيق أي انتصار علي المقاومة الفلسطينينة، قضية "لعنة العقد الثامن" للصدارة من جديد داخل المجتمع الاسرائيلي.
الفشل العسكري والهزيمة المدوية التى تعتبر بحق “هزيمة القرن” لدولة الاحتلال الإسرائيلي، لخصها الرئيس الأمريكي جو بايدن في تصريحه الأخر بأنه “لا حل عسكري للتخلص من حماس، وأنه علي حكومة نتنياهو أن ترحل ويكون لها بديل”.
وباتت مسألة نهاية دولة الاحتلال، بالاستناد إلى قراءات تلمودية، كابوسًا يؤرق المستوطنين في الدولة العبرية، لاسيما وان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، كان قد حذر من نهاية إسرائيل في تصريحات لصحيفة "يدعوت أحرنوت" في أغسطس من العام الماضى.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إن "إسرائيل لم تعد طفلة، وإنها في العقد الثامن من عمرها، ونحن في تجاهل صارخ لتحذيرات التلمود وندفع نحو النهاية".
وأعرب باراك عن قلقه من قرب زوال إسرائيل قبل إكمال عقدها الثامن، وعلل ذلك بأن التاريخ اليهودي لم يشهد على تعمير دولة يهودية أكثر من 80 عامًا إلا في فترتين فقط؛ فترة دولة الملك داود، وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانت بداية تفككهما في العقد الثامن.
أفراهام بورج رئيس الكنيست الإسرائيلي لأربع سنوات، أكد أيضا أن الكيان بنبذه للديمقراطية، وإهداره للقيم الإنسانية فإنه يعجل بنهايته، وقد نشر بورج كتابًا عام 2007 بعنوان “الانتصار على هتلر”، وذكر فيه أن الكيان يشبه حال ألمانيا النازية قبل زوالها.
قرب زوال اسرائيل
التنبؤ بقرب زوال إسرائيل لا يقتصر على حديث الساسة عن لعنة العقد الثامن فقط، ولكن المؤرخين أيضا تنبأوا بقرب زوال إسرائيل، ومن أبرز هؤلاء المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس الذي رسم صورة قاتمة لنهاية إسرائيل.
ويرى موريس أنه لا مستقبل لدولة إسرائيل، وأرجع السبب إلى أن العرب أكثر عددًا من اليهود في المنطقة بين الأردن والبحر المتوسط، وأن لهذه الغلبة العددية نتيجة حتمية، ألا وهي أن الدولة ستكون ذات أغلبية عربية، وحينها سيطالب العرب بعودة اللاجئين، ويصبح اليهود أقلية مضطهدة حينئذ، ويرى موريس أن نهاية دولة إسرائيل ستكون خلال 30 إلى 50 عامًا، وهو ما يخالف لعنة العقد الثامن.
تمرد عي أمر الله
من جهة أخري، يري كثير من حاخامات اليهود أن الشتات كتبه الله علي اليهود، وفي هذا الإطار يقول الحاخام يزرائيل ديفيد وايز، الناطق الرسمي باسم الجماعة اليهودية «ناطوري كارتا»، أو حراس المدينة، إن الدولة الصهيونية غير شرعية بحسب تعاليم اليهودية، وتعد تمردًا على أوامر الله، وأن مجرد وجودها "شر" وعصيان لله.
وويوضح أن اليهود أقاموا وطن على أرض مسكونة لآخرين، مشيرًا إلى أنهم حتى لو كانوا أقاموا دولتهم في أرض لا يسكنها أحد، فهو أيضًا أمر محرم، مؤكدا أن الله كتب عليهم في التوراة منذ تدمير المعبد ثلاثة أشياء، وهي ألا يخلقوا أية سيادة في أي مكان، وألا يتمردوا ضد الدول التي يقيموا فيها، وكذلك ألا يعودوا بأعداد كبيرة الي أرض الميعاد، وألا يتركوا الشتات الذى كتبه الله عليهم.
فلسطين من النهر للبحر
ويؤمن أعضاء جماعة "ناطوري كارتا" أن مؤسسي الصهيونية مهرطقين وبعيدين عن الدين؛ لأنهم كانوا يريدون إقامة دولة الاحتلال اليهودية في أي مكان، وكانوا في البداية، يريدون أوغندا أو أثيوبيا، لكن من أجل الحصول على الدعم من اليهود الجاهلين بالتوراة فقد وضعوا واجهة دينية مزيفة بإقامة دولة على أرض الميعاد، وقالوا إن هذا أمر الله بالعودة إلى أرض فلسطين، وهو ما يعد فهمًا خاطئًا للتوراة
ولا يكتفي الحاخام يزرائيل ديفيد وايز بذلك وإنما يؤكد أن أرض فلسطين حق للفلسطينيين بأكملها، ولا يحق للصهاينة أن يقيموا فيها، موضحًا أن حق الفلسطينيين من النهر إلى البحر. أما فيما يتعلق بموعد زوال إسرائيل في عام 2022 فقد صرح الحاخام أن هناك نبوءات وعلامات ستظهر للجميع، وستكون حينها نهاية العالم، ولكن لا أحد يعلم متى يحدث.
التوراة ودولة الخطيئة
علي جانب آخر يكشف المؤرخ الفلسطيني عدنان أبو تبانة، أن عمر الدولة العبرية في نبوءات التوراة 76 عامًا فقط، وفقًا لما ورد في النصوص القديمة لحاخامات اليهود الأرثوذكس، وأن آخر زعيم لها هو "عطاء الله"، والذي يعني بالعبرية نتنياهو.
وبينما تعتبر الطوائف اليهودية الأرثوذكسية قيام دولة اليهود خطيئة، وتعديًا على أوامر الله، جاءت الحركة الصهيونية مستغلة إشارة في سفر التكوين في العهد القديم لقيام الدولة اليهودية، فأقامت دولة دينية على حساب الفلسطينيين.
كثير من الآراء المعتبرة، ذهبت الي أن الهزيمة التى تلاحق إسرائيل منذ بداية عملية طوفان الأقصى، هي هزيمة القرن التي تؤكد النبؤة وتشير بوضوح الي أن عمر دولة الاحتلال أوشك علي النفاذ مع قرب انتهاء العقد الثامن.