و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

بعد التعدي علي حنكوراب

النائبة أميرة أبوشقة تتهم وزارة البيئة بالفشل في إدارة المحميات الطبيعية

موقع الصفحة الأولى

اتهمت النائبة أميرة أبوشقة، وزارة البيئة بالفشل في إدارة ملف المحميات الطبيعية.
وقالت النائبة أن الحديث عن التنوع البيولوجي الهائل في مصر، يطول ويطول، ولا يتسع المجال لذكر ما يتميز به في البيئة والمناخ، والصحاري والسواحل والجبال والبحيرات، أو المحميات الطبيعية التي تضم أنواعًا نادرة من النباتات والحيوانات، كإرثٍ طبيعيّ يجب الحفاظ عليه وتطويره.
وأضافت أميرة أبوشقة أن الحاصل هو إهدار تلك المحميات الطبيعية الفريدة والنادرة، حيث أصبحت ثروات مُهْدَرَة، لم تُسْتَغل بأي شكل من الأشكال، رغم انتشارها في جميع أنحاء الجمهورية، كما هي الحال في القاهرة «الغابة المتحجرة/ وادي دجلة» والبحر الأحمر «جزيرة الجفتون» وسيناء «رأس محمد/ سانت كاترين» والصحراء الغربية «الوادي الجديد» والبحيرات «ناصر/ المنزلة» والفيوم «وادي الريان/ بحيرة قارون».. وغيرهم الكثير والكثير.
وقالت النائبة أميرة أبوشقة أنه رغم وجود تحديات كبرى، تواجه المحميات الطبيعية في مصر، وعلى رأسها عدم كفاية الموارد المالية والإدارية للتطوير، إلا أن هناك نقطة بالغة الأهمية، تكمن في نقص الوعي البيئي للحفاظ على هذه المحميات، أضف إلى ذلك عدم وجود إرادة حقيقية لتحويلها إلى مصادر مهمة للدخل القومي، وجلب العملة الصعبة، وتعزيز السياحة البيئية المستدامة.

إهمال المحميات الطبيعية

وفي ظل ما تتعرض المحميات الطبيعية ـ التي تمثل مصدرًا طبيعيًّا وتراثيًّا حيويًّا ـ لإهمال شديد وانعدام رؤية تنموية واضحة، أصبحت هذه الثروات الفريدة تصارع من أجل البقاء، تحت وطأة تجاهل حكومي مزمن، وغياب التخطيط السليم لاستغلال مواردها.
نعتقد أن المأساة تكمن في عدم توجيه السياسات التنموية نحو استثمار تلك الموارد النادرة بشكل كافٍ، خصوصًا أن المحميات الطبيعية، تغطي 15.5% من إجمالي مساحة مصر، وتتنوع بين بحرية وصحراوية وجيولوجية ورطبة، كما تحتضن تنوعًا بيولوجيًّا وثقافيًّا وتاريخيًّا يضعها في مصاف الوجهات الطبيعية العالمية.
وأشارت أبو شقة إلي أنه رغم وجود قوانين تهدف إلى حماية المحميات، فإن ضعف التنفيذ واستمرار الفوضى والتعديات يمثلون أبرز التحديات، إذ لم تتلق هذه المواقع أي استثمارات تُذكر، سواء في تطوير البنية التحتية أو استقطاب السياحة البيئية، مما يضع مصر في مرتبة متأخرة مقارنة بدول أخرى، نجحت في جعل محمياتها الطبيعية وجهات سياحية مهمة، تساهم في دعم اقتصادها بشكل ملموس.
لعل الفشل في الاستفادة من المحميات الطبيعية يطرح تساؤلات جدية حول مستقبل هذه الثروات البيئية، في ظل الغياب الحكومي الرسمي والوعي المجتمعي والتعديات البيئية، إضافة إلى خلو المناهج الدراسية من الإشارة إلى أهمية هذه المحميات وضرورة الحفاظ عليها.
وحول تطوير محميات مصر الطبيعية، أوضحت النائبة أميرة أبوشقة  الأمر يحتاج إلى خلق شراكات استثمارية مستدامة، وتحسين البنية التحتية، وتعزيز الوعي البيئي، خصوصًا أن استثمار المحميات من شأنه أن يحقق فوائد كبيرة للاقتصاد وتوفير فرص عمل جديدة، وتحديدًا في المناطق النائية.
وطالبت أميرة أبوشقة بخطوات استثنائية لتعزيز سياحة المحميات الطبيعية، لافتة إلي أن غياب الحملات الدعائية، وعدم استثمار وسائل الإعلام الرقمي، ومنصات التواصل الاجتماعي، أسهم في تهميش هذه المحميات على الساحة الدولية، ولذلك نعتقد أنه على الحكومة الاستفادة من تجارب الدول الناجحة في مجال الاستثمار السياحي البيئي، وتبنِّي رؤية شاملة لإدارة هذه الكنوز الطبيعية الفريدة، من خلال تفعيل القوانين البيئية بصورة صارمة، وتطوير البنية التحتية داخل المحميات، وتوفير ميزانية كافية لتلبية الاحتياجات التشغيلية.
كما ينبغي تعزيز الوعي البيئي لدى الأجيال الصاعدة، وإدراج برامج تعليمية عن أهمية المحميات، إضافة إلى إطلاق حملات توعوية تستهدف السُّياح في الخارج، وكذلك المجتمعات المحلية المحيطة بالمحميات.

تم نسخ الرابط