عودة الجدل حول الانتحار
علي جمعة: المنتحر قليل الأدب مع ربنا وسيدخل النار.. والإفتاء: لا يجوز تكفيره

عاد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق، عضو هيئة كبار العلماء، ليثير الجدل من جديد حول الحكم الشرعي لـ الانتحار والمنتحر وجزائه، مع تأكيده أن المنتحر سيدخل النار، باعتبار ذلك "قلة أدب مع الله".
وأكد الدكتور علي جمعة، أن كل المنتحرين يدخلون النار، باستثناء حالة واحدة وهي أن يكون المنتحر مجنون قد فقد عقله أو أصيب بمرض عقلي.
وقال علي جمعة عبر برنامج نور الدين والدنيا، المذاع على القناة الأولى المصرية، إن كل المنتحرين يدخلون النار، إذا كانوا قاصدين عالمين مختارين، لأن ذلك يعتبر استهانة بالله والروح، والشيوخ قالوا لنا المنتحر كأنه مسك نفسه في إيده ورماها في وش ربنا، فالانتحار ليس جريمة ومصيبة، إنما هو قلة أدب مع الله، لذلك كل المنتحرين يدخلون النار.
وأوضح مفتي الجمهورية الأسبق أن الانتحار يمثل عدوانا على بنيان الله عز وجل، ويأخذ الإنسان الذي يحاول الانتحار الإثم حتى لو فشلت محاولته ولم يمت، لأن الأجل بيد الله، ومن يريد الانتحار قد يفشل ويكون ارتكب المعصية وأيضا مخالفة قانونية.
وهجام علي جمعة من يبيحون الانتحار والمخدرات والقتل الرحيم، قائلا إنهم يخرجون الإنسان من عالم الإنسانية إلى عالم الأشياء، فالله هو الخالق والله هو الذي يحيي ويرزق ويميت وإذا انقلبنا إلى الله يوم القيامة فالله هو مالك يوم الدين وهو من يحاسب.
حكم نية الانتحار
وردا على سؤال حول حكم الشخص الذي نوى الانتحار، وركب سيارة، ولكن وهو على الطريق ومخطط أن ينتحر، تعرض لحادث مات فيه، أجاب الدكتور علي جمعة بأن الله سيعاقبه لأن قصده وصل إلى آخر مرحلة وهي النية، لأن العزم المؤكد يؤخذ على الإنسان.
أما عن الشخص الذي ينوى الانتحار، ثم حدث قضاء الله سبحانه وتعالى قبل ذلك، ومنعه عن الانتحار، فقال علي جمعة إن الله لا يحاسب العبد على ما يحدث به نفسه، فالانتحار يأتي في البداية على شكل هاجس بين الإنسان ونفسه، ثم يتحول إلى خاطر ثم حديث نفس، حتى تكون النية.
ويأتي تأكيد الدكتور علي جمعة على أن المنتحر سيدخل النار، بالمخالفة لفتوى دار الإفتاء المصرية، وتأكيدها أن الانتحار حرام شرعا ولكن لا يجوز وصف المنتحر بالكفر والخروج عن الملة.
وقالت الإفتاء في فتواها في أغسطس 2022: "الانتحار حرام شرعا، وهو من كبائر الذنوب؛ لقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾، وقول النبي ﷺ: «ومن قتل نفسه بشيء عُذِّبَ به يوم القيامة» (متفق عليه)، ومع كون المنتحر مرتكبًا لكبيرة إلا أنه لا يجوز وصفه بالكفر والخروج عن الملَّة، بل يُغسَّل ويُكفَّن ويُصلَّى عليه ويدفن في مقابر المسلمين؛ ويُدعى له بالرحمة والمغفرة، ومع ذلك لا ينبغي التقليل من إثم هذا الجرم العظيم، ولا خلق مبررات له، ويجب على مَن شعر بمقدماته كمريض الاكتئاب أن يسارع إلى اللجوء للأطباء المختصين لمساعدته على العلاج وتجاوز أزمة المرض".