الإمام السابع
عبد الله الشبراوي أول مشايخ الأزهر الشافعية وصاحب فتوي «حج الأقباط»

تولى مشيخة الأزهر 44 شيخًا من علمائه، أولهم كان الشيخ محمد الخراشي، وآخرهم الإمام أحمد الطيب، كان أطولهم مكوثًا في المنصب الشيخ عبد الله الشبراوي؛ الإمام السابع فى سلسلة شيوخ الأزهر، الذى مكث في منصبه نحو 46 عاما.
ولد الشيخ عبد الله الشبراوي بمدينة القاهرة، والتحق بالجامع الأزهر وعمره لم يتجاوز 8 سنوات، وكان أحد تلامذة الشيخ الخراشي أول أئمة الأزهر الشريف.
تولى المشيخة وعمره 34 سنة، وكان له إسهامات في تطوير الدراسة بالجامع الأزهر؛ فأدخل تدريس العلوم العقلية مثل الرياضيات والعلوم الاجتماعية، كما استخدم موهبته الشعرية في نظم بعض العلوم ليسهل حفظها وفهمها على الطلاب.
كان ثرياً فأنفق الكثير في رفع شأن الأزهر، كما كان له نشاط اجتماعي وسياسي ملحوظ، حيث كانت علاقاته بالولاه والمسئولين جيدة وكان يساعد في رد المظالم إلى أهلها للمسلمين ولغير المسلمين، وكان يلقبه الأمراء بـ شيخ الإسلام.
ويذكر الجبرتي أن الأقباط قصدوا الحج إلى بيت المقدس بفلسطين، وكان كبيرهم آنذاك نوروز ـ كاتب رضوان كتخدا ـ فكلم الشيخ عبد الله الشبراوي في ذلك، فكتب إليه فتوى وجواباً ملخصه أن أهل الذمة لا يمنعون من دياناتهم وزياراتهم، فهلل الأقباط لهذا وفرحوا به، إلا أن بعض المسلمين لم تعجبهم هذه الفتوى وثاروا ضد الشيخ الشبراوي وقتها .
الآجرومية في علم النحو
جمع الشبراوي بين عدة مواهب، فكان شاعراً متميزاً وكاتباً مرموقاً بمقاييس عصره، كما كان فقيهاً متعمقاً في أصول الفقه والحديث وعلم الكلام، يصفه الجبرتي في ترجمته بأنه الإمام الفقيه المحدث الأصولي المتكلم الماهر الشاعر الأديب، ويقول عن البيئة التي نشأ فيها الشيخ عبد الله الشبراوي إنه من بيت العلم والجلالة، فجده عامر بن شرف الدين، ترجمه الأميني في الخلاصة ووصفه بالحفظ والذكاء.
كان الشبراوي شاعراً متميزاً، وكان يستغل مواهبه الشعرية في نظم بعض العلوم لتسهيل حفظها على الطلاب، مثل نظمه للآجرومية في علم النحو. ومن شعره الغزلية الشهيرة التي مطلعها: وحقك أنتَ المنى والطلب.. وأنت المرادُ وأنتَ الأَرَبْ ولي فيكَ يا هاجري صبوةٌ.. تحيَّرَ في وصفِها كُلُّ صّبَ
تولى الشيخ الشبراوي مشيخة الأزهر عام 1137 هـ/1724 م، وكان أول من ولي المشيخة من مشايخ المذهب الشافعي..
ومن أبرز مؤلفات الشيخ عبد الله الشبراوي؛ الإتحاف بحب الأشراف والاستغاثة الشبراوية، وشرح الصدر في غزوة بدر، ومنائح الألطاف في مدائح الأشراف «ديوان شعري»، وعروس الآداب وفرحة الأحباب، وعنوان البيان وبستان الأذهان، ونزهة الأبصار في رقائق الأشعار
توفي الشيخ الشبرواي في صبيحة يوم الخميس السادس من ذي الحجة سنة 1171 هـ عن عمر يناهز ثمانين عاماً، وصُلّي عليه بالجامع الأزهر في مشهد حافل.