230 ألف تفاعل مع القناة
الأزهر يستنكر غناء القرآن على «موسيقى البوب»: من علامات يوم القيامة
حذر علماء الأزهر الشريف من خطورة ظاهرة التغني بالقرآن الكريم مطالبين بإصدار تشريعات عاجلة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في التعامل مع النصوص والمقدسات الدينية.
ومع انتشار ما عرف بـ " الأغانى القرآنية " حسم الأزهر ودار الإفتاء الجدل حول تلحين القرآن الكريم والتغنى بآياته؛ بوصفه حرام شرعا.
وشدد الدكتور إبراهيم العشماوى، عضو لجنة مراجعة المصحف الشريف بمجمع البحوث الإسلامية، على حرمة فعل التغنى بالقرآن الكريم، محذرا من من الموجة المسيئة للقرآن الكريم وللمسلمين وازدراء الأديان، التي بدأت بحملات ممنهجة لحرق المصحف وتمزيقه ومحاولات تحريف بعض آياته.
وأكد لـ الصفحة الأولى، على أن المعنى بالتغني بالقرآن الكريم وفق ما ورد في السنة النبوية، هو الجهر به مع تحسين الصوت بالتلاوة والخشوع فيه حتى يحرك القلوب، حتى تخشع وتطمئن تستفيد.
من علامات يوم القيامة
وأوضح عضو لجنة مراجعة المصحف الشريف بمجمع البحوث الإسلامية، أن تحسين الصوت بقراءة القرآن، يعين على التدبر، ويعين على التأثر، وهذا هو التغني المحمود المندوب إليه شرعا، لإيضاح المعاني المتضمنة في الآيات، من حزن وشجن وخوف وغير ذلك من أنواع التأثر الوجداني، الذي يبرزه الأداء الصوتي، مع مراعاة قواعد التلاوة، فلا يزيد في قدر المد ولا ينقص ولا يمط، ولا يقف ولا يبتدئ في غير موضع الوقف والابتداء من أجل النغم، فيصير كأنه يغني، غافلا عن معاني الآيات، وهذه لحون أهل الفسق، ولحون أهل الكتاب عند قراءة كتبهم، ولحون الأعاجم، وترجيع الغناء والنوح
وأكد أن هذا النوع من التغني هو النوع المذموم، وقد نهت عنه الشريعة، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث رواه أحمد وغيره أن هذا النوع من التغني بالقرآن من علامات الساعة، وهي مجيء نشء من القراء، يتخذون القرآن مزامير، ويقدمون الرجل، ليس بأفقههم ولا بأعلمهم، ما يقدمونه إلا ليغنيهم.
وطالب الأستاذ بجامعة الأزهر ، بوقفة جادة من الأزهر الشريف وكافة الجهات المعنية، لهذه المهزلة التي ترتكب باسم القرآن، وهذه صرخة نبثها إلى جميع الجهات التشريعية والتنفيذية والرقابية، المسؤولة عن شؤون القرآن الكريم في بلادنا العزيزة، صيانة لكلام الله عز وجل من عبث العابثين.
قناة الأغانى القرآنية
في مايو الماضى انطلقت على موقع اليوتيوب قناة عرفت باسم الأناشيد أو الأغانى القرآنية ، ونشرت حتى الآن 18 فيديو لقراءة القرآن الكريم علي موسيقى الروك آند رول والبوب والفانك والتكنو والبلوز وغيرها من الموسيقى العالمية، وهو ما حقق للقناة نحو 230 ألف مشاهدة حتى الآن.
ودشن مسئولى القناة منصتهم بكمة ترحيبية تقول: مرحبًا بكم في الأناشيد القرآنية، حيث يتم التعبير عن آيات القرآن الكريم بشكل إبداعي من خلال أنواع موسيقية متنوعة.
انضم إلينا في رحلة فريدة حيث تلتقي حكمة القرآن الخالدة مع الطاقة النابضة بالحياة لموسيقى الروك آند رول والبوب والفانك والتكنو والبلوز.
استمتع بتجربة اندماج الروحانية والابتكار الموسيقي كما لم يحدث من قبل. اشترك الآن للحصول على مزيج متناغم من الإيمان واللحن.
وقدمت قناة " الأغاني قرآنية "، ما وصفه كثيرون بأنه ازدراء للأديان، واستنكر معظم المتفاعلون مع الفيديوهات المنشورة، تلحين آيات قرآنية واستخدامها بشكل غنائي وراقص على فيديوهات لحفلات موسيقية لألحان الروك والبوب وغيرها.
ومع إزدياد حالة الجدل حول القناة وما تقدمه، حثَّت دار الإفتاء المصرية جموع المسلمين على ضرورة المبادرة إلى الإبلاغ عن هذه القنوات باعتبارها قنوات تدعو إلى الكراهية وتتضمن الإساءة إلى الأديان؛ فهذا يُعدُّ من القيام بواجبنا تجاه كتاب ربنا القرآن الكريم، كما أنَّه من الإعانة على إزالة المنكر.
فتاوى تاريخية بالتحريم
تلحين القرآن حلم استحوذ علي عقول كبار الملحنين والفنانين علي مدي عقود طويلة مضت، كان من بينهم الشيخ زكريا أحمد، والموسيقار محمد عبدالوهاب، وكذلك الفنان عبدالحليم حافظ، وتم طرح القضية بين كبار الفنانين إلا أن الأزهر كان حاسما وأعلن رفضه للفكرة تماما.
فتاوى تحريم غناء القرآن الكريم ليست جديدة، ففى يوليه 1956، صدرت فتوى لـ الشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر الشريف، عن حكم الشريعة الإسلامية في جواز تلحين القرآن الكريم تلحينًا موسيقيا يقوم بأدائه بعض المطربين والمطربات، وفي جواز تصوير القرآن تصويرًا فنيا يحكي معانيه وآياته.
وكان جواب شيخ الأزهر أنه لا يجوز شرعًا قراءة القرآن الكريم مع تلحينه تلحينًا موسيقيًّا؛ لكون هذا العمل يخرج القرآن عن جلالته وقدسيته، ويصرف السامع عن الخشوع والخضوع عند سماعه، ويجعله أداة لهوٍ وطربٍ، وكل عمل يخرج كتاب الله عن غايته يعد عملًا منكرًا لا يقره الدين، ويجب علينا عند قراءته مراعاة الرجوع إلى ما كان عليه في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابه والتابعين، وكذلك لا يجوز تصوير القرآن تصويرًا فنيًّا؛ لما في ذلك من مفاسد يجب منعها؛ كتصوير الأنبياء ونحوه مما هو محاط بالقداسة في الشريعة الإسلامية.