رسالة لإسرائيل أم تبرئة من التطرف
أسرار زيارة الرئيس التركي أردوغان لمسجد الإمام الشافعي
أثارت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمسجد الإمام الشافعي، على هامش زيارته لمصر، موجة من الجدل علي مواقع التواصل، الاجتماعي وأرجع البعض سبب الزيارة إلى الدور الذي لعبته تركيا في ترميم مسجد الإمام الشافعي عام 2012، في إطار مشروع تعاون بين الأزهر الشريف وتركيا لإنشاء مركز فكري للاجتهاد والتجديد في الفكر الإسلامي لمواجهة التشدد والإسلاموفوبيا..
وفي عام 2012، قررت تركيا تنفيذ مشروع ترميم الجامع الأزهر ومسجد الإمام الشافعي وفرشهما بالسجاد وبناء عمارة للطلاب الأتراك الدارسين في الأزهر وإعادة تحسين سبيل ومدرسة السلطان محمود، وجاء ذلك خلال آخر زيارة للرئيس التركي لمصرقبل نحو 10 سنوات، وفقًا لما ذكره السفير التركي في مصر في ذلك الوقت.
رسالة مصرية تركية لإسرائيل
لكن زيارة الرئيس التركي لمسجد الإمام الشافعي والتى أبدي خلالها سعادته بزيارة معالم القاهرة التاريخية والإسلامية، مؤكدا اعتزازه البالغ بحضارة الشعب المصري العريقة، تأتي في إطار تبرئة الرئيس التركي أردوغان، أمام الشعب المصري من التطرف ووصمة رعايتة لتنظيمات تكفيرية.
بينما ذهب آخرون، الي أن اصطحاب الرئيس السيسي لضيفه لزيارة الإمام الشافعي المولود في غزة، بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي علي القطاع، إنما تأتي رسالة لدولة الاحتلال الإسرائيلي بالإعلان عن التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني، والتاكيد علي اتفاق الموقفين المصري والتركي علي رفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وتصفية القضية الفلسطينية.
الزيارة أيضا.
علق عليها المتحدث الرسمي باسم السفارة الأمريكية بالقاهرة بيتر ونتر، وقال في بيان له إن سفارة الولايات المتحدة، ساعدت بالتعاون الوثيق مع وزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلى للآثار، في إنشاء مركز الزوار الجديد للموقع في أكتوبر 2023، إلى جانب التجديدات طويلة المدى منذ عام 2017.
وأضاف أن صندوق سفراء الولايات المتحدة للحفاظ على التراث الثقافي، من بين مشاريع أخرى للحكومة الأمريكية ساعدت في دعم الجهود الكبرى للحفاظ على التراث الثقافي في جميع أنحاء مصر، والعمل بشكل وثيق مع الشركاء المصريين لحماية هذه المواقع المذهلة، ودفع السياحة للاقتصاد، وإتاحة الوصول إليها للأجيال القادمة.
ويوفر مركز زوار الإمام الشافعي مساحة حيث يمكن للمجتمع والطلاب والسياح اكتشاف الهندسة المعمارية الفريدة للضريح مع التعرف أيضًا على المساهمات الفقهية المحورية التي قدمها الإمام الشافعي.
مؤسس علم أصول الفقه
والإمام الشافعي هو، أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي القرشي، هو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضاً إمام في علم التفسير وعلم الحديث، وقد عمل قاضياً فعرف بالعدل والذكاء، كما كان الشافعي فصيحاً شاعراً، ورامياً ماهراً، ورحالاً مسافراً، قال فيه الإمام أحمد: «كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس».
ولد الشافعي بغزة عام 150 هـ، وانتقلت به أمه إلى مكة وعمره سنتان، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وحفظ الموطأ وهو ابن عشر سنين، ثم أخذ يطلب العلم في مكة حتى أُذن له بالفتيا وهو دون عشرين سنة.
هاجر الشافعي إلى المدينة المنورة طلباً للعلم عند الإمام مالك بن أنس، ثم ارتحل إلى اليمن وعمل فيها، ثم ارتحل إلى بغداد سنة 184 هـ، فطلب العلم فيها عند القاضي محمد بن الحسن الشيباني، وأخذ يدرس المذهب الحنفي، وبذلك اجتمع له فقه الحجاز (المذهب المالكي) وفقه العراق (المذهب الحنفي).
عاد الشافعي إلى مكة وأقام فيها تسع سنوات تقريباً، وأخذ يلقي دروسه في الحرم المكي، ثم سافر إلى بغداد للمرة الثانية، سنة 195 هـ، وقام بتأليف كتاب الرسالة الذي وضع به الأساس لعلم أصول الفقه، ثم سافر إلى مصر سنة 199 هـ.
وفي مصر، أعاد الشافعي تصنيف كتاب الرسالة الذي كتبه للمرة الأولى في بغداد، كما أخذ ينشر مذهبه الجديد، ويجادل مخالفيه، ويعلم طلاب العلم، حتى توفي الشافعي، في مصر في آخر ليلة من رجب سنة 204 هـ، عن عمر 54 عاما.
عمارة ضريح الامام الشافعي
قبة وضريح الإمام الشافعي بالقاهرة شيده السلطان الكامل الأيوبي عام 1211 م فوق قبر الإمام ، ولم يبق منه الآن إلا الضريح الخشبي المحفور ذو الرسوم الرائعة، ويعد هذا الضريح المغطى بقبة خشبية مزدوجة من أعظم مباني العصور الوسطى وأجملها زخرفة.
ويقع الضريح بشارع الامام الشافعي بقرافة الامام الشافعي، ويعد ضريح الامام الشافعي من أكبر اضرحة مصر على الإطلاق فهو يتكون من مساحة مربعة طول ضلعها من الداخل 15 مترا وله جدران سميكة جدا مما يؤهلها لحمل قبة ضخمة.
المدخل للضريح مدخل واحد بالضلع الشمالي الشرقي، وهو صغير والجدران سميكة، نشأ من ذلك دهليز صغير طوله سمك الجدران، يغلق ببابين بكل طرف من أطرافه، الباب الخارجي له مصراعان من الفضة، والباب الداخلي له مصراعان وارتفاعه 3أمتار.
أما قبة الامام الشافعي فتعد من أجمل القباب التي بنيت في مصر وتعد أقدم قبة خشبية بنيت في مصر، يزيد من أهميتها انها ترجع إلى العصر الايوبي في عهد السلطان الكامل، المحاريب، كما بنيت في الجهة الجنوبية الشرقية من الضريح 3 محاريب ضخمة أوسعها أوسطها.