و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

هل نجحت مصر في حشد الضغط العربي؟

أسباب تراجع ترامب عن مخططات التهجير والاستيلاء على غزة.. خبراء يجيبون

موقع الصفحة الأولى

بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لا ينوي فرض اقتراحه الخاص بـ"تهجير الفلسطينيين" من غزة إلى مصر والأردن، والاستيلاء على غزة واقامة مشروع "ريفييرا الشرق الأوسط"وسيكتفي بالتوصية به، أثار هذا الاعلان تفاعلا واسعا في مصر والعالم العربي وأن الموقف المصري الرافض لمخططات ترامب كان دافع لتوحيد الصف العربي مما دفع ترامب للتراجع خطوة إلى الوراء.  

وجاء موقف ترامب الجديد، وسط تحركات مصرية عربية على الأصعدة كافة لإعمار القطاع دون مغادرة سكانه، واستمرار الدعم الإنساني لأهالي القطاع، بالاضافة إلى الدعم المصري والعربي لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار والتدخل الدائم لنجاح استمراره واتمام مراحله الثلاثة .  

ووكان ترامب، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، "خطتي هي الطريقة الأفضل للقيام بالأمر، أعتقد أنها هي الخطة التي ستنجح حقاً، لكنني لن أفرضها. سأتراجع فحسب وسأوصي بها"، لافتا إلى أنه «شعر بدهشة» لتعامل مصر والأردن معها بشكل سلبي.

وكان ترامب قد كرر في تصريحات مقترح تهجير غزة في 25 و27 و30 و31 يناير الماضي، مضيفا أنه يتوقع موافقة مصر والأردن عليها، رغم أنهما رفضاها.

وفي مؤتمر صحفي مع نتنياهو في 4 فبراير  الحالي، اقترح ترامب سيطرة الولايات المتحدة على غزة بعد حديثه عن نقل الفلسطينيين بشكل دائم من القطاع، وعندما سئل عما إذا كان سيتم إرسال قوات أمريكية، قال ترامب: "إذا كان ذلك ضرورياً، فسنفعل ذلك".

وجاء تراجع ترامب اللافت في ظل تحضيرات لعقد "قمة عربية طارئة" في 4 مارس  المقبل، وهي قمة دعت إليها مصر لبحث تصور متكامل بشأن إعمار غزة دون تهجير سكانها. وقال الملك عبد الله الثاني في لقائه الأخير مع ترامب إنها "ستقدم إلى واشنطن بوصفها خطة بديلة".

أفكار ترامب العبثية 

من جانبة يرى السفير حسن هريدي ناب وزير الخارجية الأسبق، أن طريقة تفكير ترامب وطرح أفكارة والتراجع عنها غير واضحة المعالم وغير منطقية من الأساس، مؤكدا أنه يمارس عبثا حقيقيا في أفكار تخص مصير المنطقة. 

وأعرب هريدي في تصريحات لـ "الصفحة الأولى" عن اعتقاده أن حالة التخبط في أفكار ترامب بطرح مقترحات والتراجع عنها قد تكون متعمدة لعدة أهداف، أولها جس النبض المصري والعربي في الضغط بمقترحاته وقياس رد الفعل، وثانيا التشتيت لإطلاق يد إسرائيل في الضفة الغربية، وجعل العرب يركزون أكثر على غزة، مضيفا: أنه بالتالي تراجعه أيضا حاليا لا يمكن أن نقطع الشك باليقين أنه حقيقي وجاد إلا عندما نرى أفعالا وإعلانا صريحا من قبله بقبول الخطة العربية.

وأضاف : هذه التراجعات لا تعني أن الأمور انتهت لكن سيتكرر الحديث عنها بشكل أو آخر من أجل تمريرها خاصة أن إسرائيل لا تزال تتمسّك بها وتتحدّث عن تهجير طوعي للفلسطينيين. 

ومن جانبه يرى الدكتور الفلسطيني أيمن الرقب، خبير العلاقات الدولية، أن ترامب تراجع ترامب عن مخططاته بعدما أدرك أن الأردن ومصر يرفضان سياسة التهجير بشكل قاطع، وإصرار قادة البلدين على موقفهم، مشيرا إلى الموقف المصري الصارم الذي قاد الضغط العربي كان له تأثيره والتحركات العربية من عقد القمة الودية في السعودية الجمعة الماضية والترتيب للقمة العربية الطارئة في مارس المقبل كان له موقف ايجابي في التأثير على ترامب والدفع به للتراجع خطوات إلى الوراء 

وقال الرقب في تصريحات لـ الصفحة الأولى: هذه ليست المرة الأولى لترامب للتراجع عن أفكاره تحت الضغط العربي ففي ولايته الأولى سبق أن طرح "صفقة القرن" التي أثبتت فشلها وقتها  . 

وأضاف الرقب: بالتأكيد أن ترامب يعلم جيدا أنه لا حلول ستكون مقبولة غير إقامة الدولة الفلسطينية وفقا لحل الدولتين، لكنه في الوقت ذاته يحاول جاهدا ممارسة الضغوط لخدمة حليفه الاستراتيجي في المنطقة"اسرائيل"

جدير بالذكر أن تراجع ترامب عن مخططاته، أثار تفاعلا لدى العديد من رواد السوشيال ميديا في مصر والعالم العربي، وانتشر هشتاج "#مصر_تفرض_إرادتها" خلال الساعات الماضية بقوة وتناول تصريحات ترمب، التي اعتبرها الكثيرون بمثابة استجابة للرفض العربي والمصري الواضح لتهجير أهالي غزة من أراضيهم. 

تم نسخ الرابط