و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

إجمالى العمليات 32 مليار دولار

الرياض تستضيف الاحتفال باليوبيل الذهبي للمؤسسة العربية لضمان الاستثمار وتنمية الصادرات

موقع الصفحة الأولى

تحت رعاية   وزير المالية  بالمملكة العربية السعودية محمد بن عبد الله الجدعان احتفلت المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات (ضمان) باليوبيل الذهبي لتأسيسها كأول هيئة متعددة الأطراف لضمان الاستثمار في العالم.

وتقدم الوزير الجدعان في كلمته التي ألقاها نيابة عنه خالد أبوبكر باوزير وكيل وزارة المالية للعلاقات الدولية، بالحفل الذي استضافته العاصمة السعودية الرياض مساء أمس الأربعاء بحضور عدد كبير من أصحاب السمو والمعالي والسعادة الأمراء والوزراء وممثلي البعثات الدبلوماسية ورؤساء المنظمات والغرف والاتحادات والجهات الحكومية والخاصة العربية والدولية والشخصيات العامة بالتهنئة للمؤسسة والدول الأعضاء مثمنا مساهمة "ضمان" خلال سنوات عملها في تعزيز التكامل الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة بين الدول الأعضاء.

وأشار في الحفل الذي شهد تكريم رؤساء مجالس الإدارة والمديرين العامين السابقين للمؤسسة إلى أن استضافة المملكة لهذا الحدث الاستثنائي تأتي تأكيداً على التزامها الراسخ بدعم مؤسسات العمل العربي المشترك بشكل عام وتعزيز دور مؤسسة "ضمان" في تطوير قطاعات الاستثمار والتجارة والتمويل والتأمين بما يدعم مسيرة التنمية الاقتصادية في منطقتنا العربية. 

دعم المملكة

وأكد الوزير في كلمته استمرار دعم المملكة لإستراتيجيات وخطط وبرامج المؤسسة في الفترة المقبلة، وكذلك توجهات إدارة المؤسسة لتوسيع نطاق أنشطتها قطاعياً وجغرافياً من مقرها الرئيسي في دولة الكويت ومكتبها الإقليمي في العاصمة السعودية الرياض، سعياً لتعزيز تواجدها لخدمة البلدان الأعضاء وضمان استمرارها في تقديم خدماتها والمساعدة في تحقيق النماء والازدهار.

 وأشار الى أن هذا الدعم الذي تقدمه المملكة هو امتداد لكونها من أكبر المساهمين في رأس مال المؤسسة، إذ قادت جهود تعزيز قدراتها المالية في إطار مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله -، بزيادة رؤوس أموال المؤسسات المالية العربية في قمة الرياض الاقتصادية في العام 2013م.

وفي ظل ما تشهده المنطقة والعالم من مستجدات اقتصادية وسياسية متسارعة، أكد الوزير على أهمية تعزيز التعاون والتكامل في الفترة المقبلة لتحقيق الأهداف المشتركة، وتعزيز مسيرة التنمية المستدامة في مختلف المجالات، مشيرا الى أهمية تظافر الجهود من دول المنطقة لمواكبة تلك المستجدات بخطط مدروسة وموضوعية وقابلة للتنفيذ على مختلف المستويات.

كما شدد على أهمية تقوية وتعزيز مؤسساتنا المحلية والإقليمية لتمكينها من مواجهة التحديات وتعزيز أدوارها في خدمة اقتصادات الدول العربية وشعوبها، وأضاف قائلا "إننا على يقين بأن التعاون المستمر بين جميع الأطراف سيسهم في تحقيق المزيد من النجاحات والتقدم في المستقبل". 

من جهته تقدم رئيس مجلس إدارة المؤسسة الدكتورنايف بن عبد الرحمن الشمري بالشكر إلى معالي وزير المالية في المملكة العربية السعودية  محمد بن عبد الله الجدعان على رعايته لاستضافة الحفل، كما رحب بالحضور من ممثلي الدول الأعضاء والهيئات الإقليمية والدولية والجهات ذات الصلة بعمل المؤسسة في الحكومة والقطاع الخاص الذين حرصوا على المشاركة في الاحتفال بهذه المناسبة الاستثنائية.

وأشاد د.الشمري بما حققته "ضمان" لخدمة اقتصادات المنطقة وعملائها وشركائها في مختلف مجالات الاستثمار والتجارة والتمويل والتأمين على مدى مسيرتها الطويلة، مشيرا إلى أنها ضاعفت حجم عملياتها التأمينية في المنطقة ضد المخاطر السياسية والتجارية بقيمة تراكمية تجاوزت 32 مليار دولار منذ تأسيسها وحتى نهاية العام 2024، وما يدعو الى التفاؤل أن أكثر من 90 % من تلك العمليات تم إنجازها خلال العقدين الماضيين مما أثمر عن إتمام صفقات تجارية وتمويلية ومشاريع استثمارية بقيم تتجاوز قيم تلك الضمانات بكثير. 

وأضاف أن المؤسسة دعمت العديد من وكالات تأمين ائتمان الصادرات الوطنية في الدول العربية، كما وفرت لها قدرات تأمينية إضافية من خلال آليات إعادة التأمين المختلفة، كذلك طورت المؤسسة نشاطها في مجال تحسين مناخ الاستثمار والأعمال في المنطقة عبر تقديم الاستشارات والدعم الفني والتدريبي ونشر أكثر من 600 إصدار ودورية متخصصة، كما نظمت وشاركت في مئات الفعاليات في مجالات عملها. 

وأوضح رئيس مجلس إدارة المؤسسة أنه وعلى الرغم من نجاح المؤسسة على المستوى التشغيلي وتمسكها بدورها التنموي تجاه الدول الأعضاء فإنها تمكنت من الحفاظ على أداء مالي قوي لترتفع احتياطاتها الى أكثر من 230 مليون دولار وذلك بفضل استدامة عملها من مواردها الذاتية.

 وارجع د.الشمري هذا الإنجاز إلى الدعم المستمر من الدول الأعضاء لخطط تطوير وتنويع خدماتها وتوسيع نطاق عملياتها ليشمل مئات المستثمرين والمصدرين والمؤسسات المالية من أكثر من 120 دولة في المنطقة والعالم، هذا الى جانب إبرام مئات العقود واتفاقيات التعاون، فضلا عن حرص مجالس الإدارات والإدارات التنفيذية المتعاقبة على تطبيق السياسات الرقابية الفعالة ومعايير الحوكمة، مع الحفاظ على تصنيفها الائتماني المرتفع بدرجة + A منذ العام 2008 وحتى الآن. 

وشدد الشمري على التزام "ضمان" التام بتحقيق الأهداف التي تأسست من أجلها، عبر وضع استراتيجيات مدروسة وخطط سنوية مرنة وآليات فعالة تنفذها كوادر بشرية مؤهلة وذلك للحفاظ على موقعها الريادي في المنطقة كشريك موثوق به للجهات الإقليمية والحكومية والخاصة في تنمية اقتصادات المنطقة ودعم تطور قطاعات التجارة والاستثمار والتمويل والتأمين. 

أما المدير العام للمؤسسة راشد أحمد الهارون، فقد تقدم بالشكر الى معالي وزير المالية  محمد بن عبد الله الجدعان لرعايته أهم مناسبة على مدار تاريخ المؤسسة منذ قررت حكومات الدول العربية تأسيسها قبل خمسين عاما، وبادرت دولة الكويت باستضافة مقرها الرئيسي ورعاية انطلاقتها الأولى. 

كما رحب الهارون بالحضور وشكر مؤسسي "ضمان" وكل من ساهم بالفكر والجهد والعمل لاسيما رؤساء وأعضاء مجالس الإدارة والمساهمين والإدارة التنفيذية في ترسيخ دعائم هذا الصرح الإقليمي الرائد ودعم تطور دوره في خدمة اقتصادات الدول الأعضاء.

وأوضح الهارون أن "المؤسسة" تحرص منذ تأسيسها على تعزيز الأثر الإنمائي لعملياتها في الدول العربية من خلال تقليل المخاطر وبث الطمأنينة في مجتمع الأعمال عبر توفير بيئة آمنة ومستقرة وتحسين مناخ الاستثمار والتجارة في المنطقة. حيث ساهمت عملياتها في مجال ضمان الاستثمار ضد المخاطر السياسية بقيمة خمسة مليارات دولار في تشجيع التدفقات الاستثمارية البينية والأجنبية وإنشاء مشاريع تنموية في المنطقة بتكلفة تقدر بنحو عشرة مليارات دولار، وذلك في قطاعات متنوعة بما في ذلك البنية الأساسية والصحية والتعليمية والنقل والطاقة، والاتصالات، والصناعات الغذائية والدوائية، والمشاريع السياحية. 

وأضاف أن المؤسسة دعمت نمو التجارة الخارجية العربية عبر تشجيع الصادرات بعمليات تأمين تجاوزت قيمتها سبعة وعشرون مليار دولار، استفادت منها شركات عاملة في قطاعات عديدة مما عزز من قدرات نموها وتوسعها ومساهمتها الإيجابية في تنمية اقتصادات المنطقة، مشيرا الى أن عمليات المؤسسة التأمينية في مختلف القطاعات أسهمت في توفير نحو أربعين ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، هذا الى جانب آثارها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الإيجابية الأخرى. 

وقال الهارون "بفضل استمرار دعم الدول الأعضاء ورؤية كل من مجلسي المساهمين والإدارة واستنادا الى إستراتيجينا المستقبلية وجهود كوادرنا المتفانية وفهمنا العميق لاحتياجات العملاء والأسواق نعدكم بمواصلة مسيرة التطوير والتوسع بالاستفادة من مستجدات الصناعة والفرص المتاحة في الأسواق الواعدة، وصولا إلى تحقيق الأهداف التي تأسست من أجلها المؤسسة بكفاءة وفعالية".

وأوضح الهارون أن المؤسسة تخطط لتعزيز تواجدها في مختلف أسواق المنطقة عبر تنشيط مكتبها الإقليمي في العاصمة السعودية الرياض ودراسة فتح مكاتب أخرى في الأسواق الواعدة.

 

تم نسخ الرابط