و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

قصة 19 شقة في حي الأثرياء

صحيفة عبرية تكشف عن حياة الرفاهية لـ"بشار الأسد" في موسكو وحجم حراسته

موقع الصفحة الأولى

كشفت صحيفة عبرية عن الحياة الجديدة للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في موسكو، خاصة بعد انتقاله عقب سقوط نظامه في 8 ديسمبر 2024، موضحة أن الأسد يعيش حياة الرفاهية في أفخم الأحياء منذ انتقاله إلى روسيا  

ونقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية عن صحفي مقيم في موسكو ، استطاع تقصي حقيقة حياة بشار الأسد في موسكو، فقال الصحفي الذي لم تفصح الصحيفة عن اسمه : إن الأسد كان محظوظاً مقارنة بمن لم ينج من مصير الإطاحة به، مثل الرئيس الأسبق معمر القذافي، فقد نجا الأسد ليس فقط بفضل الأمر الصريح الذي أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإخراجه وسط انهيار نظامه، بل أحضر معه كل ما هو ضروري ليعيش حياة مريحة وخالية من الهموم: المال، والمزيد من المال، والكثير من المال". 

وأعرب الصحفي عن اعتقاده أن الأسد تعلم درس القذافي، وذلك ليس فيما يتعلق بتفضيل الهروب على البقاء في بلد متهاو فحسب، فصحيح أن الرئيس الليبي الراحل أدرك أهمية امتلاك العقارات والممتلكات التي قد تصبح ملاذاً في المستقبل، لكنه فشل في الهروب إليها في الوقت المناسب، أما الأسد فقد برع في كلا الأمرين.

وكشف الصحفي أن وسائل الإعلام الروسية محظور عليها متابعة أنشطة عائلة الأسد في موسكو، مؤكداً أنه لا يوجد أي صحفي يجرؤ على خرق هذا الحظر أو الحديث علنا عن مكان إقامة أفراد الأسرة، أو ماذا يفعلون، أو كيف يبدو روتينهم اليومي.

وقال الصحفي إن إظهار الأسد قد يؤدي إلى إثارة حفيظة السلطات السورية الجديدة، وعندها يمكن للكرملين أن ينسى حلم الاحتفاظ بالقواعد العسكرية الروسية في دمشق، مضيفا: لكن الافتقار إلى التغطية الإعلامية لم يمنع دوائر النخبة في المجتمع الروسي من بث الشائعات حول تجارب عائلة الأسد في مكان إقامتهم الجديد، كما أن قنوات تطبيق «تليجرام» أداة فعالة إلى حد ما في المشهد الإعلامي الروسي المقيَّد، وتقدم معلومات متنوعة بين الحين والآخر، وأولئك الذين يجمعون هذه القطع معاً،وبالتالي رسم صورة موثوقة لحياة الحاكم السوري المخلوع الجديدة في العاصمة الروسية.

وأضاف الصحفي: تمثل الثروة التي نقلها بشار الأسد إلى روسيا، قبل وقت طويل، العنصر الأكثر أهمية في هذه الحياة؛ فبعد أن تحصل على اللجوء، إما أن تكون متسولاً خاضعاً لأهواء البلد المضيف، أو أن تكون ثرياً، وعندها تصبح أنت المسيطر.

 وتابع: يمكنك شراء النفوذ، وترويض وكالات إنفاذ القانون وما إلى ذلك، كل هذا ما دمتَ لا تبالغ، وتتبع قواعد اللعبة، ولا تطور شهية كبيرة للغاية وسيتعلم بشار الأسد قواعد اللعبة، أو أنه ربما يكون قد تعلمها بالفعل.

ترتيبات مبكرة

ونقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" عن مصادر تعمل في مجال العقارات في موسكو لمدة طويلة، كيف كان قبل نحو عقد من الزمن جاء ممثلون عن (شخصية سورية رفيعة المستوى) لشراء عدد من الشقق في أبراج موسكو سيتي، التي كانت قيد الإنشاء في ذلك الوقت، لم يفكروا في شراء شيء صغير أو محدود، فقد اشتروا عدة شقق بأسماء أقارب بشار الأسد وشركات خاضعة لسيطرتهم، ودفعوا المبالغ المطلوبة دون تفاوض.

وحسب الصحفي المقيم في موسكو، فإن عائلة بشار الأسد اشترت ما لا يقل عن 19 شقة مختلفة في مختلف أنحاء موسكو سيتي على مر السنين، وكان سعر الشقة العادية في المجمع نحو 2 مليون دولار في ذلك الوقت، لكن ممثلي الأسد فضلوا شراء وحدات ذات مواصفات أعلى من المعايير المعتادة، مضيفا أن عمليات الشراء هذه لم تمنح أفراد عائلة الأسد الممتدة مجرد قناة استثمارية جذابة، بل كانت بمثابة تذكرة دخول إلى نادي النخبة في موسكو؛ إذ تُعد موسكو سيتي رمزاً للمكانة الاجتماعية المرموقة.

وأشار الصحفي إلى أن الأسد تجنب الظهور في حياة ومجتمع الأثرياء حتى الآن، قائلاً: ربما يكمن التفسير في مرض زوجته أسماء الخطير، أو ربما يكون هو نفسه مكتئباً بعد الخروج من السلطة، أو ربما يتم توجيهه من قبل أجهزة الأمن الروسية بعدم الخروج دون داع بسبب خطر تعرضه للاغتيال.

حماية الأسد

وكشف الصحفي أن مصادره في أجهزة الأمن الروسية تشير إلى أن عدد كبير من جهاز الأمن الفيدرالي مكلّف بحماية الأسد، وحتى وإن كان هذا مُبالغاً فيه، فمن الواضح أن الروس يأخذون أمن الرئيس السوري السابق وأفراد عائلته على محمل الجد.

وأوضح الصحفي أن الخطورة التي تهدد الأسد تكمن في امكانية حدوث اختراق لروسيا من خلال مواطني دول آسيا الوسطى التي كانت ذات يوم جزءاً من الاتحاد السوفياتي، مثل الأوزبك والطاجيك، يمكنهم دخول روسيا دون تأشيرات، وهؤلاء المواطنون حاربوا في صفوف الجماعات الجهادية في العراق وسوريا، وانضموا إلى تنظيم (داعش)، وقد عاد بعضهم إلى بلدانهم الأصلية، ويمكنهم القدوم إلى موسكو سعياً للانتقام من الرجل الذي قمع رفاقهم الجهاديين" ، على حد قوله 

وكشف الصحفي أن آمال عائلة الأسد ترتكز على حافظ الأسد، الابن الأكبر لبشار الذي أكمل دراسته للدكتوراه بجامعة موسكو في نوفمبرالماضي ، وبات يفهم الثقافة الروسية، مضيفاً: وهو أيضاً معروف هناك، فهو متخصص في الرياضيات، وسيحتاج في المقام الأول إلى عَد النقود. 

وأوضح الصحفي أن الروس حريصين على تأكيد أن الأسد لم يلتقِ الرئيس بوتين، منذ وصوله إلى موسكو، ولا يُتوقع أن يتم عقد مثل هذا الاجتماع، فالرئيس الروسي ليس حريصاً أبداً على الظهور مع شخص فقد السيطرة على بلاده وبالتالي اكتسب صورة الخاسر.

تم نسخ الرابط