![موقع الصفحة الأولى](/UploadCache/libfiles/1/4/800x450o/24.png)
يجب على كل المصريين التوجه بالشكر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فالرجل دون أن يدري وحد الصف المصري لتتوافق منذ زمن رؤية مصر بكل أطيافها ومقوماتها من قيادة سياسية ومؤسسات وطنية والشعب المصري بكافة مكوناته على هدف واحد وهو حماية الأمن القومي المصري والعربي برفض تهجيرالفلسطينيين سواء إلى مصر والأردن كما أعلن "تاجر الشطنة" الأمريكاني أو إلى أي مكان آخر ورفض تصفية القضية الفلسطينية رفضاً قاطعاً وإقامة الدولة الفسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
شكراً ترامب على ما قمت به لتؤكد ما هو مؤكد تاريخياً بأن لكل منطقة كبير وكبير هذه المنطقة هي مصر، دائماً ما كنا نسمع عن تراجع الدور المصري إقليمياً وعالمياً لصالح قوى أخرى في المنطقة، لكن ما حدث مؤخراً أظهر أن مصر هي ظهر القضية الفلسطينية والمحور الأكثر فاعلية فيها على مدار ما يقارب الثمانين عاماً ولها الكلمة العليا واليد الطولى.
فمصر التي دفعت الغالي والنفيس مستعدة من أجل القضية الفلسطينية أن تدفع أكثر في حين تقف القوى التي دائماً ما كانت تصّدر للعالم أنها مع القضية الفلسطينية مرتعشة في مواجهة النمر الأمريكي الذي طالما كان من ورق، لكنه صنع أسطورته بأفلام هوليوودية ليس لها وجود في الواقع، فعلينا أن نراجع ما حدث لهم في فيتنام وأفغانستان وفي العراق، وغيرها.
أسطورة القطب الأوحد
المدهش في الأمر الأمريكي أنها أصبحت القوة العظمى الأولى في العالم وصنعت أسطورة القطب الأوحد الذي عاشه العالم منذ تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991 دون أن تدخل حرباً حقيقية مع أي من القوى العالمية، حتى في الحرب العالمية الثانية أنضم الكاوبوي الأمريكي متأخراً وضربته اليابان ضربة قاضية في هجوم بيرل هاربر ما دفع الأمريكان لاستخدام النووي ضد اليابان لأول مرة تاريخياً في هيروشيما وناجازاكي لتنتهي الحرب وتخرج القوى الكبرى جميعها منهكة ومدمرة من انتصر ومن انهزم لتكون بلاد أولاد العم سام هي المستفيد الوحيد من كل ما حدث.
شكراً ترامب لأنك لم تقرأ التاريخ ولم تعي أن مصر جاءت ثم جاء التاريخ، ولم تتعرف على الإمبراطوريات التي انكسرت وانهزمت على أبواب مصر وعلى سواحل بحارها، لم تكن مصر يوماً دولة غازية أو معتدية لكنها طوال تاريخها لم تقبل بالهزيمة أو الذل أو المساس بأمنها القومي عادت مصر لتنقذ العرب كما عادت من قبل ونكلت بالتتار، عادت مصر مرة أخرى كما عادت وهزمت الصليبين مرات ومرات وأسرت لويس التاسع ملك فرنسا في دار ابن لقمان بالمنصورة، عادت مصر كما عادت سابقاً وحرر جيشها بقيادة صلاح الدين القدس، فنحن لها مرة أخرى مهما طال الزمن.
وفي العصر الحديث عادت مصر كما عادت وواجهت القوتين الأقوى في العالم بريطانيا وفرنسا ومعهما الكيان الهلامي الذي قمتم بصناعته ليكون خنجراً في قلب العرب في العدوان الثلاثي عام 1956، عادت مصر كما عادت بعد نكسة 1967، لتحقق انتصاراً أبهر العالم في 6 أكتوبر 1973 على كيانكم الوهمي في الظاهر وعليكم في الحقيقة، ولنا عودة مرة أخرى معكم إن أردتم ذلك، "فمن أحضر العفريت فعليه أن يصرفه" يا أخ ترامب ونشكركم على حسن تعاونكم في توحيد الصف المصري.