ضحية أسد الفيوم
كواليس اللحظات الأخيرة في حياة «عم سعيد» داخل حديقة الحيوان
سنوات عديدة قضاها «عم سعيد» في خدمة الحيوانات، بحكم طبيعة عمله، كحارس داخل حديقة الحيوان بالفيوم. كان الرجل صاحب الـ47 عامًا، يتمتع بسيرة طيبة بين زملائه، ولم يكن على خلاف مع أحد، وظل يداوم على خدمة الحيوانات الذين اعتادوا على مداعبته.
كعادته كل يوم، توجه «عم سعيد»، لمكان عمله بحديقة الحيوان بالفيوم، دون أن يدري ماذا يخبئ له القدر، وتعامل بطبيعته المعتادة مع الأسود، وعندما أحضر الطعام وفتح القفص، هاجمه أسد جائع، والتهم جزء من رأسه.
صرخات الضحية
المشهد المروع وصرخات «عم سعيد»، تجمهر عليها زملائه، وقاموا بالتعدي على الأسد بالشوم، حتى فارق الحياة، وهرولوا لإنقاذ زميلهم الغارق في دمائه، وتم نقله للمستشفى، ولم تفلح جهود الأطباء في إنقاذ حياته، وفارق الحياة وسط حالة كم الحزن الشديد من جانب أسرته وزملائه من هول الصدمة.
تلقت الأجهزة الأمنية بالفيوم، بلاغًا بوفاة عامل يدعى «سعيد. ج» نتيجة تعرضه لهجوم من «أسد»، داخل حديقة الحيوان، أثناء أداء عمله
انتقلت قوة من المباحث، والإسعاف، إلى مكان الواقعة، وتم نقل الجثمان إلى مستشفى الفيوم العام، لتوقيع الكشف الطبى وبيان أسباب الوفاة، وطلب محقق النيابة تحريات المباحث بشأن الواقعة، وبدأ في مناقشة الحرس، وأصدقاء المتوفى.
وانتقل فريق التحقيق الى كاميرات المراقبة، وتحفظت على الكاميرات، لفحصها واكدوا عدد من العاملين واصدقاء المتوفى ان فوجئ بالواقعة، وأنهم لم يعرفوا السبب الحقيقى وراء الحادث، ولاتزال الجهات المختصة تواصل التحقيق فى الواقعة.
وعلقت وزارة الزراعة، على الحادث حيث أكدت أن هناك تشديد ورقابة على الحيوانات فى الحدائق بجميع المحافظات، ولكن ماحدث اليوم فى حديقة الحيوان بالفيوم لم يتم الكشف عن السبب الرئيسي للحادث أو معرفة المقصر لمحاسبته .
وأكدت الوزارة أنه سيتم محاسبة المقصرين، وأنها لا تألو جهدا فى ذلك، مع تشديد الرقابة فى التعامل مع الحيوانات بجميع حدائق الحيوان بالمحافظات .
وأفاد الشهود على واقعة أسد حديقة حيوان الفيوم أنه عقب قيام الأسد بالهجوم على الحارس أطلق استغاثة لزملائه الذين حاولوا إنقاذه لكنهم فشلوا فتم إطلاق النار عليه وتم تخدير اثنين من الأسود داخل الحديقة .
وتجمع الأهالي عقب سماع افتراس أسد داخل الحديقة لحارسه وسادت حالة من الهرج والمرج وتم السيطرة على الموقف.