استشهاد 7 فلسطينين متجمدين من بينهم 6 رضع
الصقيع القارس.. سلاح إسرائيل الجديد لإبادة أهل غزة
بسبب موجة الصقيع القارس والبرد ، ارتفع عدد الوفيات في قطاع غزة إلى سبعة فلسطينيين بينهم أطفال، بينما تغرق خيام النازحين في مناطق عدة في قطاع غزة بفعل الظروف الجوية القاسية وهطول الأمطار الغزيرة، واستمرار عمليات النزوح الجماعي بسبب تهديدات الجيش الإسرائيلي بقصف عدة مناقط فما كان لأهل غزة سوى الاحتماء في عدد من الخيام البالية وايقاد الحطب لمحاولة تدفئة من تبقى وقادر على الحياة في ظل الظروف المعيشية المميته.
ودفعت الظروف الإنسانية الكارثية، نحو مليوني نازح منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى العيش في خيام مهترئة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة ولا تقي من برودة الشتاء ولا من موجات الصقيع القاسية، بعد أن دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازلهم.
وإلى ذلك، تسبب انعدام الأمن الغذائي بين الأمهات في ظهور حالات مرضية جديدة بين الأطفال؛ مما يفاقم الوضع الصحي في القطاع.
كان اخر ضحايا موجات الصقيع القارس الرضيع علي البطران وهو توأم الطفل الذي مات، الأحد؛ بسبب البرد وانخفاض درجات الحرارة في غزة، ليصبح بذلك الرضيع السادس الذي يتوفى خلال أسبوع.
وأعلنت مصادر طبية لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، وفاة الرضيع علي، الذي يبلغ من العمر شهراً واحداً، صباح الاثنين، وهو توأم الطفل جمعة الذي ارتقى، الأحد؛ بسبب الصقيع القارس في خيمة بدير البلح، وسط القطاع.
وقبل أيام، استشهد أربعة أطفال حديثي الولادة تتراوح أعمارهم بين (4 و21) يوماً، نتيجة انخفاض درجات الحرارة، والبرد الشديد.
من جهته، قال مدير الإغاثة الطبية في غزة وشمالها محمد أبو عفش، إن الأطفال يستشهدون يومياً بسبب البرد الشديد وقلة مقومات الحياة كالطعام والشراب وحليب الأطفال، مبيناً أنه لا يوجد خيام ولا بطانيات ولا ملابس ولا طعام للأطفال.
وأضاف أبو عفش، أن ما يجري الآن من كوارث إنسانية في القطاع هو ما تم التحذير منه سابقاً، مجدّداّ التحذير أيضاً من خطر وفاة وتجمد عائلات بأكملها داخل الخيام بسبب الصقيع القارس.
في سياق متصل، أعلنت بلدية غزة، أن النازحين يعانون ظروفاً مأساوية للغاية بسبب المطر والعواصف ولا توجد إمكانات كافية لمساعدتهم.
خيام ابتلعتها الأمطار
وقال المتحدث باسم بلدية غزة عاصم النبيه، في بيان نشرته البلدية على صفحتها بـ "فيسبوك"،: تشهد مدينة غزة منخفضاً جوياً شديداً يحمل أمطاراً وعواصف تشكل خطراً على الخيام التي ينزح فيها المواطنون.
وأضاف أن عمليات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي شبه معقدة بسبب الأضرار الهائلة في شبكات الصرف الصحي والأمطار، مشيراً إلى أن الأضرار شملت كل محطات ومضخات الصرف الصحي وطالت 175 ألف متر من شبكات الصرف الصحي و 15 ألف متر من شبكات الأمطار في مدينة غزة.
وأفاد النبيه بأن هناك طفحا لمياه الصرف الصحي والأمطار لعشرات البيوت ومراكز الإيواء، لكننا لا نستطيع التعامل معها جميعاً بسبب الدمار الهائل والإمكانات المحدودة وعدم توفر المعدات والمواد اللازمة.
وهطلت أمطار غزيرة الليلة الماضية وفجر الاثنين، على مناطق متفرقة من قطاع غزة؛ مما تسبب في غرق مئات الخيام، في مخيمات النزوح بالمياه، إذ أمضى النازحون خصوصاً في مناطق دير البلح ومواصي خان يونس جنوب القطاع، ليلة قاسية داخل خيامهم التي ابتلعتها مياه الأمطار وعصفت بها الرياح.
وكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أفاد بأن أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب الطقس البارد وعدم وجود مأوى، مشيراً إلى أن البطانيات والمراتب وغيرها من مستلزمات الشتاء عالقة في المنطقة منذ أشهر بانتظار الموافقة على الدخول إلى غزة.
80% من خيام النازحين مهترئة
وأشار المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن عدد المتوفين بسبب التجمد مرشح للزيادة بسبب الظروف المأساوية التي يعيشها النازحون، والذين دمرت منازلهم وباتوا يسكنون في الخيام منذ بدء الحرب.
وقال في بيان له: الظروف الجوية القاسية وهطول الأمطار أدى إلى غرق خيام النازحين في دير البلح وخان يونس ومدينة غزة.
وشدد أن الإحصائيات تشير إلى أن أكثر من 80% من خيام النازحين مهترئة وبالية وغير صالحة للعيش، وتدهورت بشكل كامل بفعل عوامل الزمن والظروف الجوية.
جدير بالذكر أن الصقيع يودي بحياة العديد من الأشخاص بينهم أطفال في غزة، وإسرائيل تتعنت وتمنع إدخال مساعدات شتوية، فضلا عن أن عمليات القصف الإسرائيلي استمرت في الساعات الأخيرة، مستهدفة مناطق مختلفة في الشمال والجنوب مرورا بوسط القطاع.