3 أنظمة وبرنامج شامل
دور الذكاء الاصطناعي و«القنابل الغبية» وراء جرائم الإبادة في قطاع غزة
لم يعد خافيا، ضلوع الاحتلال الإسرائيلي في استخدام الذكاء الاصطناعي في حرب الإبادة الجماعية التى يرتكها ضد سكان قطاع غزة منذ أكثر 14 شهرا متصلة.
وتكشف التقارير يوما بعد يوم التفاصيل الكاملة لترسانة الاحتلال الذكية؛ والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في استهداف وقصف المدنيين بقطاع غزة بشكل جماعي.
التقارير كشفت منذ بداية العدوان الإسرائيلي، عن تورط شركة «ميتا» التى دعمت أنظمة الاحتلال الذكية بمعلومات خاصة من محادثات مستخدمي تطبيق الواتساب داخل قطاع غزة وجنوب لبنان؛ وهي المعلومات التى استخدمتها أنظمة الذكاء الاصطناعي الإسرائيلية لـ «توليد» الأهداف خلال عمليات القـصف التي بدأت منذ اندلاع العدوان على القطاع.
تُعرف هذه الأنظمة بمشروع لافندر، وهو مشروع يتكون من ثلاثة أنظمة لـ الذكاء الاصطناعي تعمل معًا بشكل متناغم؛ وهي برنامج لافندر لتحديد الأفراد المُستهدفين، وبرنامج «جوسبيل» لتحديد منازلهم، وبرنامج « ويرز دادي؟ » لضبط توفيت الغارة خلال تواجدهم بمنازلهم وسط عائلاتهم.
وأكد التقارير الأعلامية، أن مشروع لافندر نجح بالفعل في إبادة عائلات بأكملها؛ معتمدًا على تلك المعلومات التي حصل عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي من شركة ميتا.
الذكاء الاصطناعي والقنابل الغبية
ووفقا لذات التقارير فإن تطبيق الذكاء الاصطناعي لافندر كان مزودًا بقاعدة بيانات لنحو 37 ألف فلسطيني، ولمنازلهم بوصفها أهدافًا محتملة للغارات الجوية، بما في ذلك أفراد ذوو رتبة منخفضة بناءً على ارتباطاتهم المزعومة بالجماعات الفلسطينية داخل فلسطين.
وتسبب هذا التطبيق في مقتل عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين، خاصة في الأشهر الأولى من الصراع كآثار جانبية لقتل عنصر واحد من حماس، وفي كثير من الأحيان دمرت بيوت، وقتلت عائلات بأكملها دون أن يكون هذا العنصر موجودًا في المنزل، وهو النظام الذي تسبب في ارتفاع معدل الضحايا المدنيين عمدًا.
وذكرت التقارير، أن الهجوم كان يُنفذ باستخدام ما يطلق عليه «القنابل الغبية» منخفضة الدقة، وهي قنابل غير موجهة، تدمر المبنى بأكمله حرفيا على من فيه.
وبحسب معلومات شبكة سي ان ان الأميركية فإن 45٪ من القنابل التي استخدمتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في غزة من هذا النوع المعروف بالقنابل الغبية التى تحتاج إلى توجيه.
ومنذ بداية العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة النظام، فأصبح له دور مركزي في الحرب؛ إذ عالج كميات كبيرة من البيانات لتحديد أهداف محتملة من «صغار المقاتلين» لاستهدافهم بسرعة.
ويعتمد نظام لافندر المذكور على منطق «الاحتمالات»، وهي من السمات المميزة لخوارزميات تعلم الآلة، حيث تبحث الخوارزمية داخل مجموعات ضخمة من البيانات في محاولة للعثور على أنماط تتطابق مع سلوك المقاتلين، ويعتمد نجاحها على جودة تلك البيانات وكميتها، ثم تقدم توصياتها للأهداف استنادًا إلى الاحتمالات.
تحليل معلومات 2.3 مليون فلسطيني
وتتولى الخوارزمية تحليل المعلومات لنحو 2.3 مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة بعد جمعها باستخدام نظام مراقبة جماعي، وتعطي درجة من 1 إلى 100 لكل شخص تقريبًا، وهو ما من شأنه تقييم احتمال كونهم مقاتلين. كما يعتمد النظام من بين مصادره على تعقب الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.
يوجد نظام آخر لاستهداف الأفراد يعرف باسم «أين أبي .. ويرز دادي؟» وهو أخطر من نظام لافندر؛ لأنه مصمم لمساعدة قوات الاحتلال الإسرائيلي على تعقب الفلسطينيين واستهدافهم عندما يكونون في المنازل ليلًا مع عائلاتهم. وبالفعل، دمرت قوات الاحتلال منذ السابع من أكتوبر 2023 أكثر من 460 ألف منزل في غزة.
ويقوم هذا النظام بتجميع معلومات عن 90٪ من سكان غزة على الأرجح؛ فيما يمنح تطبيق "لافندر" تقييمًا يتراوح بين واحد إلى 100، وهو تقييم يستند على طريقة تفكير الآلة، علمًا بأن الرقم يعبر عن احتمالات قائمة على معلومات صغيرة تتجمع لتكوِّن احتمالية بأن الفرد هو عضو في الأجنحة العسكرية لحماس، أو الجهاد الإسلامي.
وتجدر الإشارة إلى أن استخدام هذا النظام تسبب في إبادة عائلات فلسطينية بأكملها من الخريطة داخل منازلها، بسبب وقوع الاختيار عليها من برنامج الذكاء الاصطناعي .
استنكر خبراء من الأمم المتحدة اليوم الاستخدام المزعوم للذكاء الاصطناعي من قبل إسرائيل في غزة المحتلة وتوجيهاتها العسكرية في هذا الصدد، التي أسفرت عن خسائر غير مسبوقة في السكان المدنيين والمساكن والخدمات الحيوية والبنية التحتية.