المطلوب وقف تسليح إسرائيل
مفوضية حقوق الإنسان 70% من الشهداء أطفال ونساء و80 ألف محاصرون بالشمال
كشف تقرير لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن قرابة 70٪ من الوفيات في قطاع غزة من الأطفال والنساء، وأن 80% منهم في مبان سكنية أو منشآت سكنية مشابهة.. منهم 44% أطفال و26% نساء.. وتتركز الفئات العمرية الأكثر تمثيلاً في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 9 سنوات، والأطفال من 10 إلى 14 سنة، والرُضَّع، والأطفال من 0 إلى 4 سنوات وأعربت المفوضية في تقريرها عن مخاوفها بشأن الترحيل القسري، والهجمات على المستشفيات والصحفيين بشكل ممنهج، فضلاً عن استخدام الفسفور الأبيض في قصف المنشآت ومناطق النزوح.
إسرائيل لا تخضع للشرعية الدولية
التقرير الذي صدر يوم الجمعة 8 نوفمبر 20024، أكد أن المراقبة التي تقوم بها مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان تشير إلى أن العدد الكبير من الوفيات في كل هجوم يرجع بشكل رئيسي لاستخدام القوات الإسرائيلية أسلحة ذات تأثير واسع النطاق في مناطق مكتظة بالسكان، مما يؤكد عدم الاكتراث الواضح لموت المدنيين ولأثر الوسائل والأساليب الحربية المختارة وقالت المفوضية في تقريرها أيضاً، إن المدنيين يتحملون العبء الأكبر جراء الهجمات، بما في ذلك الحصار الكامل الذي فرضته القوات الإسرائيلية على غزة في بداية الصراع، بالإضافة إلى استمرار الحكومة الإسرائيلية غير القانوني بعدم السماح بوصول المساعدات الإنسانية وتدمير البنية التحتية المدنية والنزوح الجماعي المتكرر. مما أدى إلى مستويات غير مسبوقة من القتل والموت والإصابات، والجوع، والمرض، والأوبئة.. رغم إصدار أوامر من محكمة العدل الدولية تلزم إسرائيل باتخاذ تدابير مؤقتة لمنع أعمال الإبادة الجماعية والممارسات المحظورة المصاحبة لها والحماية منها ومعاقبة مرتكبيها.
تقارير المراقبة للمفوضية الأممية تشير إلى أن مستوى القتل وإصابة المدنيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، غير مسبوق، وهو ما أرجعه مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، لكون نتيجة مباشرة لعدم امتثال إسرائيل للمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، مؤكداً على ضرورة جمع وحفظ جميع المعلومات والأدلة، لمحاسبة إسرائيل على ارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الدولي عبر جهات قضائية ذات مصداقية وحيادية.. لأن هذا الأمر أصبح أكثر أهمية وإلحاحاً، مع الأخذ في الاعتبار أحدث التطورات، بما فيها عمليات إسرائيل في شمال غزة وتشريعاتها التي تؤثر على أنشطة وكالة الأونروا.
مجاعة بالشمال بسبب القصف والحصار
وبالتزامن مع صدور تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان حذرت لجنة من الخبراء في الأمن الغذائي العالمي من احتمال قوي بحدوث مجاعة وشيكة في شمال قطاع غزة، بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل، ويأتي ذلك تأكيدا لإعلان الدفاع المدني الفلسطيني في غزة عن وجود 80 ألف شخص محاصرون في شمال القطاع، يعانون من انعدام تام للغذاء والدواء، فضلا عن المجازر التي يرتكبها الاحتلال يوميا لإخلاء شمال القطاع من سكانه هذا، وحذرت لجنة مراجعة المجاعة، وهي لجنة مستقلة، من الوضع الإنساني في قطاع غزة، والذي وصفته بالخطير للغاية ويتدهور بسرعة، ومن خطورة الوضع في شمال القطاع الذي بات على حافة مجاعة وشيكة، لذلك طالبت لجنة مراجعة المجاعة بالتحرك الفوري في غضون أيام وليس أسابيع من جميع الجهات الفاعلة التي تشارك بشكل مباشر في الصراع أو التي لها تأثير على مجراه من أجل تجنب هذا الوضع الكارثي وتخفيف حدته ويأتي هذا التحذير قبل أيام قليلة من انتهاء المهلة التي حددتها الولايات المتحدة لإسرائيل بثلاثين يوما لتحسين الوضع الإنساني في غزة وإلا ستواجه قيودا محتملة على المساعدات العسكرية الأمريكية.. ومن المنتظر أن تنتهي المهلة في الثالث عشر من نوفمبر الجاري.
إسرائيل لن تدخل المساعدات للشمال
وفي يوم الجمعة أيضاً، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان له عبر منصة إكس عن نيته فتح معبر كيسوفيم وسط قطاع غزة لإدخال المساعدات إلى الجزء الجنوبي من غزة، وأوضح البيان أنه بموجب التوجيه الصادر من المستوى السياسي وكجزء من الجهود المبذولة لزيادة حجم ومسارات المساعدات إلى غزة، تستعد هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، وقيادة المنطقة الجنوبية، لفتح المعبر في أعقاب الانتهاء من الأعمال الهندسية، التي تضمنت تهيئة الطرق في الأراضي الإسرائيلية وداخل غزة للسماح بنقل المساعدات إلى الجزء الجنوبي من غزة. وقد تم ذلك مع ضمان سلامة المجتمعات الإسرائيلية على طول الحدود مع غزة..
فيما أفادت قناة 13 الإسرائيلية، اليوم الجمعة، بأن إسرائيل تستعد لافتتاح معبر كيسوفيم مع قطاع غزة، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ الانسحاب الإسرائيلي من القطاع عام 2005.. مشيرةً إلى أن الهدف من فتح المعبر زيادة المساعدات الإنسانية إلى القطاع بعد فشل الجيش في تطبيق قرار المستوى السياسي بإدخال 350 شاحنة يوميًا، والامتناع عن الدخول في مواجهة مع إدارة بايدن في الشهرين المتبقيين لها ويبدو من البيان أن إسرائيل لا تعتزم إدخال المساعدات لشمال القطاع الذي يشهد على مدى أكثر من 20 يوما تصعيد غير مسبوق لاستكمال مخطط تهجير السكان لوسط وجنوب القطاع عبر ممر نتساريم، وتفرض عليه حصاراً، ومنطقة شمال غزة تضم محافظتي غزة وشمال غزة التي تضم بين حانون وجباليا وبيت لاهيا، لإجبار السكان على التهجير القسري وتقوم باعتقال الشباب والرجال وتجبر النساء والأطفال على التوجه نحو الجنوب تحت وابل من القصف الجوي والمدفعي.
منع المساعدات الإنسانية
وفي سياق متصل، قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن إسرائيل تواصل منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة، بما في ذلك الأغذية والمياه التي تحاول الأمم المتحدة إرسالها وفي مؤتمر صحفي، يوم الجمعة 8 نوفمبر2024، أوضحت المتحدثة المساعدة باسم الأمم المتحدة، ستيفاني تريمبلاي، أن الحصار الإسرائيلي يمنع نحو 75 ألفاً إلى 95 ألف فلسطيني في شمال غزة من الحصول على المواد الأساسية الضرورية للبقاء على قيد الحياة، موكدةً أن القصف المستمر والعمليات العسكرية تعرقل وصول فرق الإغاثة إلى المحتاجين وأشارت تريمبلاي إلى أن السلطات الإسرائيلية أمرت الفلسطينيين في بعض مناطق غزة بالنزوح. ووفقًا للتقديرات الأولية من شركاء الأمم المتحدة على الأرض، نزح حوالي 14 ألف شخص إلى ملاجئ ومواقع أخرى، بما في ذلك ثلاثة مراكز تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
هيومن تطالب بوقف السلاح لإسرائيل
وفي الأثناء، دعت المديرة التنفيذية لمنظمة هيومن رايتس ووتش، تيرانا حسن، الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا إلى وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل، باعتبارها الدول الأكثر تأثيراً، والتي يمكنها كبح جماح إسرائيل، والتأثير في طريقة إدارة الدولة العبرية للحرب في الشرق الأوسط مؤكدةً أن الدول التي تزود إسرائيل بالأسلحة في صراعاتها في غزة ولبنان على الرغم من وجود أدلة على انتهاكات للقانون الدولي، تشجع الدول المحاربة في مناطق أخرى على أتباع نفس السلوك والطريق.