زلزال سياسي يعصف الكيان المحتل
رئيس الوزراء الاسرائيلى الاسبق يدعو لعصيان مدنى ضد نتنياهو لإقالته لوزير الدفاع
دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت الشعب لـعصيان مدني ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بسبب اقالة وزير الدفاع يواف جالانت كما دعا رئيس حزب الديمقراطيين يائير جولان الإسرائيليين النزول إلى الشارع احتجاجاً على القرار، وقال عبر تدوينة على موقع إكس "ندعو رؤساء الجامعات والكليات الانضمام للاحتجاج، ونحثّ القادة الاقتصاديين على وقف العمل، كما نناشد رؤساء الأجهزة الأمنية برفع الصوت"، مؤكدًا أن نتنياهو يقود البلاد نحو مسار خطر فيما علق منتدى رجال الأعمال الإسرائيلي على قرار الإقالة بأن رئيس الوزراء الذي يفضل البقاء السياسي والمصالح الشخصية على الأمن القومي لا يستحق البقاء في منصبه..
وكانت دولة الاحتلال فوجئت دولة الاحتلال مساء الثلاثاء 5 نوفمبر 2024، بزلزال بدرجة نتنياهو، إثر قراره المرتقب المفاجئ بإقالة وزير الدفاع يوآف جالانت، مستغلا انشغال الإدارة الأمريكية بالانتخابات الرئاسية، مما أثار غضب الجماهير الإسرائيلية التي خرجت للتظاهر احتجاجا على القرار، في شوارع تل أبيب وبئر السبع وحيفا والقدس التي شهدت محاولة اقتحام المتظاهرين مقر إقامة نتنياهو ووفقا للإعلام الإسرائيلي فقد ألقت الشرطة القبض على 45 متظاهراً.
أسباب الإقالة والعلاقات الأمريكية
نتنياهو في بيانه المصور أرجع سبب إقالة جالانت وتعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس، خلفا له، وتعيين جدعون ساعر وزيرا للخارجية، إلى أزمة ثقة بينه وبين جالانت حالت الاستمرار معاً، خاصة وأن نتنياهو حاول سد الفجوات مع جالانت لكنها استمرت في الاتساع.. متهماً جالانت بجعل الخلافات بينهما علنية، وهو الأمر الذي أسعد الأعداء، الذين استفادوا منه بشكل كبير ورداً على اتهامات رئيس الوزراء عقد وزير الدفاع المطرود مؤتمرا صحفيا أعلن خلاله عن الأسباب الثلاثة لاستبعاده من منصبه بعد الإنجازات العسكرية التي حققها وهي معارضته لقانون بالكنيست يعفي رجال الدين المتشددين من الخدمة العسكرية، يطالب شركاء نتنياهو المتشددون في الائتلاف بتمريره، وهو قانون فاسد وتمييزي وكذلك دعمه (أي جالانت) لاتفاق إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس وإرساء وقف لإطلاق النار في غزة، وهو يتطلب تنازلات مؤلمة، مؤكداً أن عدم تنفيذ الصفقة سيكون وصمة عار على المجتمع الإسرائيلي وعلى أولئك الذين يقودون إسرائيل إلى هذا الطريق الخاطئ أما ثالث الأسباب وفقا لوزير الدفاع المطرود، دعوته لتشكيل لجنة تحقيق في الإخفاقات الأمنية المحيطة بهجمات 7 أكتوبر، مجددا دعوته لتشكيل اللجنة وقال "نحن محاطون بظلام القيم وأنا متمسك ببوصلتي، وآمل أن يفعل المسؤولون المنتخبون الآخرون الشيء نفسه".
اليمين يرفضه وأمريكا تثق به
ويضيف الخبير الاستراتيجي والعسكري الأردني نضال أبو زيد سببين إضافيين، أولهما انزعاج اليمين الإسرائيلي من يوآف جالانت، ولقد روج الإعلام الموالي لليمين لفكرة إقالته أو استقالته من قبل وتعيين بن ساعر خلفاً له رغم عدم امتلاكه خلفية عسكرية، لذلك يرى أبو زيد أن إقالة جالانت جاءت بتوصية من اليمين المتشدد، الذي يقف وراء تعيين يسرائيل كاتس خلفا لجالانت لكونه متشدد ومتطرف وهو من الذين دعوا لتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية وتأكيداً لرؤية أبو زيد فبعد دقائق من إعلان نتنياهو إقالة جالانت، هنئ وزير الأمن القومي المتطرف والمنتمي لليمين إيتمار بن غفير، رئيس الوزراء على قراره لأن وزير الدفاع المقال شخص أسير لمفاهيم القديمة، ولا يمكن تحقيق النصر المطلق، وقد أحسن رئيس الوزراء بقراره.
وفي سياق متصل أرجع الصحفي المتخصص في الشأن الإسرائيلي بموقع أكسيوس الأمريكي باراك رافيد، قرار نتنياهو للضغوط من أعضاء الأحزاب اليمنية المتشددة بحكومته الائتلافية والذين يضغطون عليه لإقرار قوانين من شأنها إعفاء الرجال المتشددين من الخدمة في الجيش، ويهددونه بإسقاط الحكومة إذا لم يتم تمرير هذه القوانين في الأيام المقبلة أبو زيد أضاف سبباً خامساً للإقالة، وهو الارتباط الوثيق بين جالانت والجانب الأمريكي، الذي يثق في خطابه أكثر من خطاب نتنياهو.. واتساقاً مع ذلك قال مسؤول أميركي لوكالة أكسيوس إن البيت الأبيض فوجئ بشدة بقرار نتنياهو إقالة جالانت، فيما أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي لأكسيوس بأن جالانت كان شريكًا مهمًا في جميع الأمور المتعلقة بالدفاع عن إسرائيل ونقلاً عن المسؤول الأمريكي فإن إدارة بايدن التي تشعر بالقلق إزاء القرار في خضم حربين مع حزب الله وقطاع غزة والاستعداد لهجوم إيراني محتمل، لديها أسئلة حول أسباب الإقالة والدافع وراء هذا القرار.
تعميق الشرخ بين الجيش والحكومة
ويرى العميد الركن المتقاعد نضال زهوي أن إقالة جالانت سيعمق الشرخ بين المؤسسة العسكرية والحكومة وخصوصا بعد أن كشف نتنياهو عن نيته بإقالة رئيس الأركان وباقي الأذرع الأمنية، ورغم نفي مكتبه لكنه أمر وارد..
ولخص العميد زهوي التداعيات كالآتي:
1- تداعي الثقة بين العسكريين وسيؤدي إلى التهرب من المعارك لأنهم سيشعرون بأنهم وقود للسياسة وليس لمصلحة الكيان.
2- إنهاء تجنيد الحرديم خصوصاً أنه لم يلتحق منهم في الخدمة سوى 1200 بدلا من 13000 وهذا سيؤدي إلى زيادة الحقد على التيارات الدينية في الكيان.
3- زيادة الفشل في المعارك البرية بسبب نقص المعنويات.
4- كل القيادات العسكرية أمامهم خيارين إما الحرب والموت أو الاستقالة والهرب.
5- دمار الثقة مع الإدارة الأمريكية.
وسيؤدي ذلك إلى الانقسام بين المستوطنين فلن يشعر أي أحد منهم بالأمان، حتى لو انتهت الحرب، أنها بداية النهاية شاء من شاء وأبى من أبى.
إقالة جالانت وأزمة الثقة
ويرى اللواء السوري المتقاعد محمد عباس، أن الإقالة محاولة من جانب نتنياهو لإعادة الهيبة لصورته التي حطمتها المقاومة وبات جيش الاحتلال عاجزا عن اختراق الحد الأمامي للدفاع في الجنوب اللبناني الباسل. فكان لا بد من جهة تدفع ثمن فشل جيش الاحتلال وتتحمل المسؤولية بدلا من نتنياهو وبالتالي جاءت الإقالة لتقديم كبش فداء للتقصير في جاهزية وتحضير، ومستوى تدريب الجيش، وبروز ضعف القدرة القتالية وعجز الروح المعنوية وتسرب الجنود وفرارهم من الميدان وتذمرهم من خوض المعركة في الجنوب وفي غزة إنها أزمة الثقة وحالة الارتباك والشعور بالعجز عن تحقيق الأهداف السياسية والعسكرية لخوض الحرب التي لم تحدد بشكل واضح. وبات الصراع والتناقض معلمه، بل مكشوفا بين القيادة السياسية والعسكرية إنها بداية تداعيات الهزيمة وانكسار شوكة العدو.
وحذر اللواء عباس ممن وصفهم بـ الجيوش الصهيونية البديلة التي تنشط في لبنان وفي سورية لكي تغير من ميزان القوى الذي يميل اليوم لصالح المقاومة رغم كل مساحات التدمير والتخريب والإبادة العرقية والمجازر المستمرة التي تطلقها قطعان الوحوش من جيش الاحتلال ومستوطنيه..