لن نسمح برحيله
البابا يكشر عن أنيابه ويعيد الأنبا أبانوب للدير وعمدة أقباط المقطم يرد
تصاعدت وتيرة الخلاف بين البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، حتى خرجت عن السيطرة لكونها لم تعد أزمة داخلية يمكن إخمادها أو التشويش عليها بكلام دبلوماسى أو طرديات بعد خروجها للرأى العام ودخول الشعب القبطى طرفا فيها لإسترداد حقه الأصيل فى التعبير عن رأيه و رفض ما يهدد ثوابت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التى ورثها من تلاميذ السيد المسيح والأباء الأولين ولا يقبل التفريط فيها أو المساس بها مهما كانت العواقب أو الثمن ؛فقد سبق ودفع الأقباط دمائهم عبر الزمان ثمنا للحفاظ على هويتهم و قدموا الغالى والثمين من أجلها.
الخلاف بين أساقفة المجمع المقدس والبابا
وكانت النقطة الفاصلة فى أزمة سيمينار المجمع المقدس التى أخرجت ما فى الصدور للعلن دون تزيين أو تجميل بعد تخطى عدد الأساقفة والمطارنه المعترضين على السياسة الإدارية الـ 90 عضوا من أجمالى 135 بخلاف من خرجوا فى فيديوهات بالصوت والصورة للتعبير عن رفضهم للإتحاد مع أصحاب الفكر " اللاطائفى" والذين ينظرون اليهم على أنهم مبتدعين ومهرطقين ورفضوا أن يحاضرونهم خلال الجلسات، ما دفع البابا لإلغاء السيمينار وتعليق الجلسات لأجل غير مسمى فى محاوله لتسكين الأمور دون عمل حوار حقيقي للوصول إلى حل متفق عليه مع الأساقفة المعترضين أو ممثلين عنهم مثل الأنبا بولا " مطران طنطا" أو الأنبا بنيامين " مطران المنوفية" أو الأنبا أفاثون" أسقف مغاغة والعدوة" أو الأنبا ديفيد " أسقف نيويورك" وغيرهم من قائمة طويلة تنم عن غضب دفين منذ فترة ولن ينتهى الإ بقرارات باباوية حاسمه ومرضيه لكل الأطراف الإ أن البابا إكتفى برساله مبطنة خلال عظة الأربعاء والتى تطرقت إلى الحديث عن الحكمة بضرب مثلا شعبيا فى قوله " فى الوش مرايه وفى القفا سلايه" والتى فسرها البعض بوصفه لمعارضيه كونهم يظهرون له عكي ما يخفون.
الأنبا أبانوب يدافع عن العقيدة الأرثوذكسية
لم تمر أيام قليلة حتى فوجىء الجميع بقرار صاعق من البابا تواضروس بإقالة الأنبا أبانوب " أسقف عام المقطم" والذى سبق وخرج فى مقطع فيديو لرفض سياسات سيمينار المجمع المقدس بدمج محاضرين " لا طائفيين" وهما سينوت دلوار وجوزيف فلتس خلال جلساته وهو القرار الذى فسره البعض بكونه إنتقاما من البابا على موقفه المتمسك بصحيح العقيدة الإرثوذكسية بالإضافة إلى ورود معلومات مسنده بأدله عن تعطيلة لمنهج البابا لعمل الوحدة الشاملة مع الطوائف " بأوامر عليا" حتى لو بالتنازل عن بعض الطقوس والثوابت العقائدية وهو ما اعلنه صراحه الانبا دانيال " مساعد البابا وسكرتير المجمع المقدس" خلال إحدى لقاءاته عبر قناة ctv بحتمية تقديم تنازلات فى جوهر العقيدة من أجل إتمام الوحدة مع الكاثوليك والبروتستانت .
ولعل الأنبا أبانوب وخلال خدمته بالمقطم طيلة عشر سنوات نجح فى التصدى لمحاولات الهيمنة البروتستانتية المدعومة من الخارج بغرض إستقطاب الأقباط وتغيير مفاهيمهم العقائدية ومنعهم من المشاركة فى الكورال وأى طقوس داخل دير سمعان الخراز والذى يعتبر نموذجا تراثيل يتوافد عليه السياح والسائلين من كل صوب وحدب بجانب عدة شكاوى كيدية وصلت لمكتب البابا ضده من قبل جيتو من القساوسة الغير راضيين عنه بسبب قوة شخصيته وصلابته وحفاظه على كيان الإيبارشية من أى إستغلال مادى أو إدارى ويتزعمهم القس بطرس رشدى .
شكاوى كيدية ضد الأنبا ابانوب
كانت تلك الشكاوى بمثابة صيد ثمين على طبق من فضه للأنبا دانيال " سكرتير المجمع المقدس" وشكل لجنة ثلاثية بعد مباركة البابا تضمه هو والأنبا يوليوس" أسقف كنائس مصر القديمة" والأنبا غبريال" أسقف بنى سويف" لمحاكمة الأنبا أبانوب وحاصروه بكم من الأستفزازات والضغوطات الخارجه عن طاقة البشر حتى أضطر للتوقيع على إستقاله جاهزة تم إعدادها سلفا من قبل اللجنه ولعل الأنبا دانيال وجدها فرصه لتصفيه حساباته مع الرجل ذو الشعبية الكثيفه التى يفتقر ربعها فى الشارع القبطى وفى نفس الوقت لجعله عبره لبقية الأساقفة المعترضين والذين يمثلون الأغلبية فى المجمع المقدس حتى يتراجعوا عن مواقفهم الصلبه ويرضخوا له فى الخطأ قبل الصواب.
مظاهرات شعب المقطم تطالب بعودة أسقفهم
خرج أقباط المقطم عن بكرة أبيهم فى مظاهرات أمام دير سمعان الخراز يطالبون فيها الأنبا أبانوب بعدم الرحيل ليعكس المشهد حالة من المحبه الصادقه والولاء للرجل الذى إرتبط معهم بعلاقه وثيقة وهم يهتفون" مش هيمشي" و" بنحبك يا أنبا أبانوب" تلك المظاهرات الشعبية التى تعبر عن نبض الشارع نجحت فى تحريك الحجارة حتى خرج البابا خلال عظته فى المعادى وعبر قناة Me Sat لتبرير القرار وإمتصاص الغضب بقوله ان الأمر لازال تحت الدراسه وأن الأسقف هو من تقدم بالاستقاله دون ضغط من أحد ثم إستخدم صلاحياته فى قوله أن قرارات تعيين ونقل الأساقفه العموميين ملك له وحده وليس من حق الشعب التدخل بالإضافة إلى تركه الساحه للأنبا دانيال للحديث بلهجه حاده للدفاع عنه و التلويح بوجود بعض من لهم مصالح بين الأساقفه يسعون لعمل إنقسام فى الكنيسة القبطية الإرثوذكسية بجانب تعليقه الإتهامات على شماعة السوشيال ميديا لتضخيمها للأزمة.
أسقف وسط البلد ينفى وجود إستقالة للأساقفة
فى الوقت الذى تناقلت فيه صفحات التواصل الإجتماعى مقطع فيديو للأنبا رافائيل، أسقف عام كنائس وسط البلد، يشرح خلاله عدم وجود ما يسمى بأستقالة أسقف من منصبه فى قوانين الكنيسة القبطية الإرثوذكسية وضرب مثلا بالاب الذى يظل يخدم ابنائه طيله حياته ولا يتحجج بمثوله للتقاعد لعدم خدمتهم .
استقبال الأنبا أبانوب فى دير الأنبا أنطونيوس
لم يشفى الخطاب صدور الحضور لكنه حمل رسائل سلبيه وزاد الطين بله للأصرار على مواقفه وعدم التراجع عنها حتى لو خصم ذلك من رصيده فى الشارع القبطى بينما حزم الأنبا أبانوب حقائبه وأغلق قلايته وتوجه إلى دير الأنبا أنطونيوس فى البحر الأحمر ليستقبله الأنبا يسطس" أسقف ورئيس الدير" مع وفد من الأحبار وهو الدير الذى قضى خلال سنوات رهبنته قبل الأسقفيه .
عمده أقباط المقطم: قلوبنا غير راضية
و ظهر شحاتة المقدس، نقيب جامعى القمامة، والملقب بعمدة أقباط حى المقطم عبر مقطع فيديو فى برنامج يقدمه الباحثة القبطى جرجس بشرى على يوتيوب ليعلن عن تمسك شعب المقطم بالأنبا أبانوب حتى التفس الأخير وجاء نص حديثه كالتالى: الأنبا أبانوب خدم شعب المقطم وعمر الكنائس فيها طيلة فترة خدمته وله شعبيه جارفه وساندناه فى خلافه مع القس الراحل سمعان الخراز وهو رجل قديس ولن نقبل أو نسمح برحيله بقرار من البابا تواضروس وشعب المقطم من أكبر التكتلات القبطية ويبلغ عددنا مليون منتشرين على مستوى الجمهورية وكفاية ظلم وشرخ فى الكنيسة وأضاف المقدس انه على البابا تلبية مطالب شعبه ونحن نحتاج للأنبا أبانوب لانه روحانى ومتواضع وليس متكبر مثل بعض قساوسة المقطم وللعلم بالشىء فإن القس بطرس رشدى والقس ابرام هما من سيطرا على مظاهرات الشعب لإخمادها وإقناعهم بدخول الدير للصلاة بينما هدد البعض بالإعتكاف داخل المقر الباباوى بالكاتدرائية المرقسية وأشار المقدس إلى أن أوضاع الكنيسة فى الفترة الحاليه غير مستقرة و البابا سيزور كنائس المقطم يوم ٢٥ ديسمبر المقبل لذلك كنا نتمنى الا يكون هناك خلاف معه لأن قلوبنا لن تكون راضية بالإضافة إلى علمنا ابوجود احتمالية لإبعاد اساقفه أخرين وإرجاعهم للأديرة خلال الفترة المقبلة.