بعد مرور عام من الحرب علي غزة
نتنياهو في مأزق.. دون تحقيق أهداف تحرير الرهائن والقضاء على حماس
يتسأل البعص بعد مرور 365 يوما علي الحرب ماذا حققت إسرائيل من وراء حربها علي غزة ؟
بالرغم من امتلاك إسرائيل ترسانه عسكرية قوية وأجهزه امنية وتكنولوجية متطورة، ألا أنها فشلت علي مدار عام كامل في تحقيق أهداف الحرب الدامية التي وضعها رئيس الوزراء نتنياهو، والقادة العسكريين وعلي رأسهم وزير الدفاع يوآف غالانت٠ وهو تحرير الرهائن والقضاء علي حماس٠
الواقع يؤكد لنا بعد مرور عام كامل، الا ان المقاومة في غزة لاتزال قادرة علي اطلاق الصواريخ علي المستوطنات الإسرائيلية، وأنها تتصدى بكل قوة وعزم، لتوغلات جنود الاحتلال ومدرعاته ودباباته من النقطة صفر،فضلا عن تجهيز الكمائن والعبوات الناسفة وتفجيرها في صفوف الجنود الإسرائيلين،
التحركات التي قامت وتقوم بها المقاومة في غزة،احرجت القادة الإسرائيليين ومنهم نتنياهو، مما دفع بالمعارضة والسياسيين وعائلات الرهائن داخل إسرائيل بتحمل نتنياهو المسؤليه عن فشله في القضاء على المقاومة في غزة وتحرير الرهائن والمطالبة بالانسحاب الفوري من داخل قطاع غزة، وابرام هدنة مع حماس لاستعادة الأسرى الإسرائيليين.
القضاء على حماس
ووفقا ل سياسين وعسكريين أن إسرائيل لاتزال بعيدة عن القضاء على حماس على الرغم من مرور عام كامل على الحرب التي أعقبت عملية “طوفان الأقصى” التي نفذها مقاتلوها على جنوب إسرائيل.
اللافت للنظر ان إدعاء بعض القادة العسكريين بأن المقاومة في غزة لم تعد موجودة كقوة عسكرية، حيث يزعم القادة أن إسرائيل قتلت 17000 مسلح من بين 25000 إلى 30000 مقاتل في حماس.
هذا الادعاء لايستند الي حقائق علي الارض، فهناك تقارير تفصيلية حددت عدد القتلي في صفوف حماس بنحو ما يقرب من8500 شهيد، وان حماس لاتزال لديها القدرة علي مواصلة التصدي للتوغلات الإسرائيلية وأنها لاتزال تحتفظ ببعض القدرات العملياتية ، فضلا عن أنها صعدت من أنشطتها العسكرية في الضفة الغربية. كما أنها عملت على إعادة تجميع صفوفها، مما أجبر هذا الجيش الإسرائيلي على مواصلة شن غارات برية أصغر لمنع حماس من إعادة الوجود الكامل.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن مصادر قالت إنها من داخل الحركة، أن زعيم حركة حماس يحيى السنوار، سعى إلى جعل الحركة قادرة على إنتاج أسلحتها ومتفجراتها، وكذلك إجراء عمليات معقدة يشارك فيها آلاف الأشخاص، مع الحفاظ على السرية التامة.
ترسانة من الصواريخ
واشارت الصحيفة الي أن حماس على الرغم من سنوات العزلة تمكنت من الحصول على ترسانة "مذهله" من الصواريخ والمتفجرات والأسلحة الخفيفة، مع إنشاء شبكات مالية ودفاعية، في نفس الوقت سمحت للمجموعة بالصمود لأشهر تحت الهجمة الحازمة لواحد من أكثر الجيوش قدرة في العالم.
كما أشارت واشنطن بوست، إلى أن الأنفاق في قطاع غزة كانت “المفاجأة الأكبر للجيش الإسرائيلي، مستشهدا برواية ضابط إسرائيلي وصف “كيف شقوا طريقهم عبر مخابئ على عمق 10 أمتار تحت شوارع غزة لاكتشاف أنفاق جديدة على عمق حوالي 40 مترا”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي سابق في مكافحة الإرهاب كان زار الأنفاق في غزة، قوله: كانت عيونهم متورمة. لم يكن لديهم أي فكرة عن المتاهة. هل يمكنكم أن تتخيلوا 150 كم من الأنفاق؟ كان الواقع أكبر عدة مرات.
كما اشارت واشنطن بوست أن منظومة الأنفاق للمجموعة الفلسطينية تمتد على ما يبدو إلى مسافة 500 كيلومتر تقريبا، وهو أكثر من مترو أنفاق نيويورك، أو على نفس المسافة تقريبا من تل أبيب إلى جنوب تركيا.
لكن أمام هذه التطورات.. إلى أي مدى يمكن أن تصمد المقاومة بغزة؟ وهل سنري نتنياهو يعلن انتهاء الحرب قبل الاعتراف بفشله؟ وما هو السيناريو المقبل لغزة ؟