عريس الدقهلية كان أبرزهم
واقعة مؤمن زكريا تفتح ملف النصب بـ «التريند».. وقانونى: الحجب عقوبة رادعة
تصدرت ظاهرة التريند المشهد بشكل لافت في الآونة الأخيرة، حيث يسعى البعض لاستغلال انتشار الموضوعات الساخنة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق مكاسب سريعة، فقد تحول " ركوب التريند " إلى أداة يستخدمها بعض الأفراد والمؤسسات للنصب على المتابعين، متجاوزين بذلك حدود المصداقية والمهنية.
فمن خلال استغلال اهتمام الجمهور بالقضايا الرائجة، يسعى هؤلاء إلى تضليل الناس، سواء عبر نشر معلومات غير دقيقة أو استغلال العواطف لجني أرباح مادية أو معنوية، إذ بات من السهل استدراج الجمهور خلف عناوين جذابة دون التحقق من مصداقيتها.
وكان آخر تلك الأحداث تصدر خبر مؤمن زكريا و " التربي " وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وبدأ التريند بفيديو مفبرك انتشر، حيث استغل " التربي " حالة اللاعب مؤمن زكريا لجذب الأنظار وجمع الأرباح.
فقام هذا الشخص بتسجيل فيديو ادعى فيه اكتشافه أعمال سحر مدفونة بمقابر مجدي عبدالغني نجم الأهلي الأسبق، وزعم " التربي " أن السحر كان مرتبطًا باللاعب مؤمن زكريا، وأنه قد يكون السبب في حالته الصحية الصعبة، وهذه الواقعة صدمت الكثيرين وجعلت الفيديو ينتشر بسرعة، خاصة مع انتشار الشائعات التي تربط بين الأمراض والسحر في بعض الثقافات.
لكن بعد التحقيقات والتدقيق في الفيديو، تبين أن الفيديو مفبرك و " التربي " استغل اسم مؤمن زكريا، الذي يعاني من مرض التصلب الجانبي الضموري، لجذب الأنظار وتحقيق الأرباح من وراء هذا التريند، واعترف التربي باختلاقه الواقعة بالاشتراك مع ( نجله وشخصين آخرين وسيدة ) " وتم ضبطهم عدا نجله "
وفي واقعة أخري أثارت الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، قامت فتاة تدعى مريم، طالبة بالصف الثالث الثانوي من منطقة الهرم، بنشر فيديو على " تيك توك " زعمت فيه تعرضها للسحل والسرقة من قبل خمسة شباب سودانيين في شارع فيصل أثناء عودتها من الدرس، وادعت الفتاة أن المعتدين قاموا بتهديدها بأسلحة بيضاء، وأن أحد الأشخاص الذين حاولوا الدفاع عنها تعرض للاعتداء بآلة حادة.
هوس البحث عن التريند
وحقق الفيديو انتشارًا واسعًا، وتداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة، مما أثار موجة من الغضب والتعاطف معها، إلا أن التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية بالجيزة كشفت أن الفيديو مفبرك بالكامل، وأن الفتاة كانت تهدف من خلاله إلى زيادة المتابعين والمشاهدات على حسابها على تيك توك، أثناء استجوابها من قبل النيابة العامة، اعترفت الفتاة بأنها اختلقت القصة من أجل ركوب التريند وتحقيق أرباح مالية.
وأوضحت التحريات أن الرواية الحقيقية هي أن الفتاة تعرضت لتدافع بسيط أثناء ركوبها الميكروباص، لكن ما تبقى من قصتها كان من تأليفها، وتم تحرير محضر بالواقعة وتحويل الملف إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات بشأن التلاعب بمشاعر الجمهور واستغلال التريند لتحقيق مكاسب شخصية.
وتم تداول فيديو سابقًا يظهر فيه عريس محافظة الدقهلية يتعرض للاختطاف أثناء حفل زفافه، وكانت بداية القصة عندما أصدرت وزارة الداخلية بيانًا يكشف عن تحقيقات قامت بها الأجهزة الأمنية لكشف حقيقة مقطع الفيديو المتداول، وبعد الفحص والتحقيق، تبين أن العريس، الذي يُدعى أحمد جمال، وزوجته أمل، قد قاموا بالتنسيق مع شقيقتيه وثلاثة آخرين لتصوير الفيديو بشكل تمثيلي بهدف تحقيق مشاهدات عالية على وسائل التواصل الاجتماعي وكسب أرباح مالية.
وظهرت حالة من الفوضى حيث قام العريس وأقاربه بالتصوير بينما تتوالى ردود أفعال المدعوين بين الذعر والهدوء، لكن بعد التحقيقات، أكدت الشرطة أن كل ما حدث كان مجرد " مقلب " مدبر لجذب المشاهدات والاشتراكات على قناة العريس على يوتيوب، المعروفة باسم " جمهورية أحمد وأمل ".
وأحالتهم النيابة العامة بتهمة نشر أخبار كاذبة وتكدير الأمن العام، وقد اعترف العريس في مقطع لاحق بأنه كان يتعين عليه إخبار أسرته بالمقلب، لكنه أراد أن تكون المفاجأة مؤثرة، وأكدت والدته أن نجلها قد أنشأ قناته على يوتيوب منذ عامين، وتضم محتوى متنوعاً من المقالب الكوميدية.
وفي واقعة سابقة تعود أحداثها لـ 2021 لتحقيق مكاسب سريعة، قام شاب بإعادة نشر فيديو قديم يعود إلى عام 2017 يظهر وقوع ميكروباص من نهر النيل بعد سقوطه من فوق كوبري الساحل، وانتشر الفيديو بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي في 2021، وأُعيد تداوله مع ادعاءات بأنه حادث جديد، مما أثار حالة من القلق والجدل بين المتابعين.
الشاب الذي قام بإعادة نشر الفيديو، هدف إلى زيادة مشاهدات حسابه الشخصي وجذب انتباه المتابعين، وقد لقي الفيديو تفاعلًا كبيرًا، حيث تداوله عدد كبير من المستخدمين دون التحقق من تاريخه أو مصداقيته.
وبعد التحقيقات التي أجرتها الجهات المعنية، تم التأكد من أن الفيديو هو في الأصل حادث قديم.
وقال المحامي بالنقض أيمن محفوظ، في تصريح خاص لـ " الصفحة الأولى "، إن " هوس البحث عن التريند أصبح ظاهرة يتبناها الكثيرون، ولكنه قد يؤدي أحيانًا إلى الوقوع في أزمات قانونية ".
وأوضح محفوظ أن " البحث عن التريند قد يجرّ الأفراد إلى أزمات قانونية وملاحقات قضائية، حيث إن البحث عن الترند في حد ذاته ليس له قوة قانونية، ولكن الأفعال المصاحبة لهذا البحث المتهور قد تشكل عدة جرائم ".
وأكد أنه عندما يُستغل الترند لأغراض شخصية، خاصة إذا كان يتضمن نشر أخبار كاذبة أو مضللة أو مسيئة، يمكن أن يعرض مرتكبه لمجموعة من العقوبات القانونية "، مشيرا إلى أن مثل هذه الأفعال قد تمثل جريمة تكدير السلم المجتمعي، مما يسبب أضرارًا جسيمة للآخرين أو للمجتمع، ويشكل اعتداءً على الحياة الخاصة للمواطنين.
وأشار محفوظ إلى أن حق الضحية المضرور في التعويض من الجاني، حيث يقدر التعويض حسب الضرر المادي والأدبي الذي لحق بالضحايا، وذلك طبقًا لنص المادة 163 من التقنين المدني ".
وأكد أن العقوبات الإدارية تشمل حجب الحسابات أو المواقع التي تستخدم في نشر المحتوى الضار أو المضلل على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تصل الأمور إلى سحب التراخيص في بعض الحالات، مثل سحب التراخيص المهنية للشخص إذا كان يعمل في مجال الإعلام أو الصحافة .
نشر أخبار كاذبة
وأشار إلى أن القانون يعاقب على نشر أخبار كاذبة، حيث العقوبة قد تصل إلى الحبس والغرامة وفقًا لنص المادة 188 من قانون العقوبات، إذا كانت الشائعات تهدف إلى التشهير بالآخرين أو إثارة الفتن أو تكدير السلم المجتمعي طبقًا لنص المادة 102 من نفس القانون ".
كما أوضح أنه في حالة انتحال صفة شخص آخر ونشر معلومات كاذبة باسمه، فإن ذلك يعاقب عليه وفقًا لما نصت عليه المادة 155 من قانون العقوبات وما تلاها.
وتطرق محفوظ إلى الترويج لمنتجات أو خدمات بطريقة مضللة، مثل مخالفة قانون الصيدلة وقانون حماية المستهلك، بالإضافة إلى التحريض على العنف أو الكراهية، خاصة في المجال الرياضي حيث نص قانون الرياضة على العديد من العقوبات في هذا الشأن .
وفي سياق متصل، ذكر أنه " يجب الانتباه إلى انتهاك خصوصية الآخرين، كما ورد في قانون الإنترنت الجديد وقانون العقوبات بالمادة 309"، وشدد على أهمية أن " يسارع المضرور بتقديم بلاغ للسلطات مع الأدلة الكافية لإثبات تورط الشخص في ارتكاب الجريمة ".
وفي ختام تصريحه، نصح أيمن محفوظ ، الباحثين عن التريند بتجنب نشر أي معلومات غير مؤكدة أو مسيئة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتحقق من صحة الأخبار قبل مشاركتها، وإلا سيكون مصيرهم الحتمي السجن والغرامة .