منذ السابع من أكتوبر 2023 والكيان الصهيوني يواصل مجازره ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية أي في مناطق السلطة الفلسطينية وفقا لاتفاقية أوسلو.
ومنذ الثامن من أكتوبر 2023 وجيش الكيان الصهيوني يرتكب المجازر ضد الشعب اللبناني، ومؤخراً قام بتطوير مجازره فبدلا من القصف المدفعي وغارات الطيران، والمسيرات لاغتيال قادة وعناصر المقاومة العربية، أستحدث المجازر السيبرانية بمجزرتي الـ "بيجر" والـ "وكي توكي آيكوم " اللاسلكي، بخلاف الاعتداءات الليلية والصباحية على المواقع والمطارات العسكرية السورية.. واستهداف قادة المقاومة على طريق بيروت دمشق بشكل دائم ومستمر!!
وتبجح الكيان واغتال الشهيد إسماعيل هنية في قلب العاصمة الإيرانية طهران، وتطاول على مدينة الحديدة اليمنية..
الكيان طفل المجتمع الدولي المدلل
الكيان لا يبالي ولا يكترث للإدانات العربية والإسلامية والأوروبية، ولا يهتم ولا يعبر قرارات محكمة العدل الدولية وأحكام الجنائية الدولية.. ويواصل مجازره أمام العالم الذي يرى ويشاهد كل شيء عبر البث المباشر للفضائيات والسوشيال ميديا دونما اكتراث، لأنه الطفل المدلل للمجتمع الدولي وفقا لوصف رئيس منظمة عدالة وحقوق بلا حدود "فرانسوا دوروش"، والذي قال " إنه يحفر نعشه بيديه عبر استمرار ممارسة سياسة الإرهاب والعدوان ".
والواقع يؤكد ما يقوله دوروش، فالإدارة الأمريكية قالت على لسان متحدثيها الرسميين إن واشنطن أرسلت قوات عسكرية ومعدات تفوق ما أرسل للرد على الضربة الإيرانية الأولى عقب اغتيال قنصلها في سوريا وعدد من القادة الأمنيين إثر غارة على مبنى سفارتها بدمشق، وأضافت الإدارة لإرهابنا عن وجود أكثر من 45 ألف جندي وضابط بالمنطقة.. ناهيك عن الموقف السياسي والدبلوماسي الداعم للكيان في المحافل الدولية باستخدام حق الفيتو أو النقض الذي يدفن كل قرار صادر لتأييد الشعوب العربية المظلومة ليس لضعفها، بل لتراخي قادتها، المصرين على التحذير والتنديد والشجب، ومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل؟!
المساندة بالدعاء والذبائح
الدول العربية إما دول تتباكى أو تصلي وتدعو على الكيان وأعوانه، وأخرى تكنس أضرحة الأولياء وتنذر بدستين من الشمع لو انتصرت المقاومة العربية، والمتيسر منهم سيقيم الولائم بذبح عدداً من الأبقار، أو الجاموس، أو الماعز، أو الجمال.. والقليل منهم من أجل ذرة ملح في العيون يسمح بمظاهرات ليلية في وقت لا يزعج أبناء العم سام وأعوانهم من الصهاينة الأوروبيين ويقلق مناهم وسهراتهم في القواعد العسكرية المتاخمة لشوارع المظاهرات.. وأخرين يتركوهم من منطلق دعهم يتنفسون حتى لا ينفجرون!!
وما أجمل الصمت، وكتابة كلمتين حماسيتين كلما وقعت مجزرة دون موقف إيجابي.. حتى المساندة بالصمت وغض الطرف لمساعدة المقاومة العربية التي تدافع عن الشرف العربي غير مسموح بها، فقد تناقلت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية والأجنبية خبراً مفاده "أن الدفاعات الجوية الأردنية والسعودية في حالة تأهب لصد أي محاولة إطلاق من قبل اليمن لمساندة الأشقاء في فلسطين ولبنان"!!
ربيع نتن ياهو
لقد بلغ (إن سمح لي بذلك الوصف) " العُهر والفُجر " برئيس حكومة الكيان، ليقول إن بلاده دخلت مرحلة جديدة من الحرب، وأنهم بدأوا للتو، وسيعملون على تغيير الشرق الأوسط.. وهو تصريح ليس بجديد، ولكنه تجديد لتصريح سابق في بداية حرب الإبادة الجماعية بأنه سيغير الشرق الأوسط.
تذكروا، هذه مقولة أمريكية لوزيرة الخارجية " كونداليزا رايس " ومن بعدها " هيلاري كلينتون ".. ونتج عنها ما عرف بالربيع العربي.. فأي ربيع تنتظرون؟ أو أي خريف قادم في شتاء غير معلوم؟ أم أننا في انتظار انطلاق مدفع "ربيع نتن ياهو" والذي يهدف إلى إنهاء الوجود الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بتدمير أي شيء قابل للحياة لتهجيرهم إلى الأردن ومصر التي خطط لإفقارها وإفشال مشاريعها التنموية وإحاطتها بسلك من المشاكل المعقدة في ليبيا والسودان وسد النهضة وفلسطين مؤخرا.. ومن الأهداف تحييد الحوثيين من خلال إغرائهم بمباركة أمريكية أوروبية لتوليهم مقاليد الحكم ولا عزاء للرياض وأبو ظبي أو تحطيمهم وإشغالهم بالحرب الأهلية وقد ترددت معلومات عن البدء في تشكيل جماعة تضم الجماعات الموالية للإمارات والسعودية لمواجهة أنصار الله وأعوانهم.. ومن الأهداف أيضاً القضاء على المقاومة في العراق بإغراء بغداد بانسحاب القوات الأمريكية والأجنبية مقابل وقف الأعمال العدائية ضد قواعدهم، وإن كانت المقاومة لم تلتزم وتواصل بين الحين والأخر إرسال مسيرة أو صاروخ للأراضي المحتلة، وللقواعد الأمريكية بالعراق وسوريا.
ويبقى حزب الله في لبنان، الشوكة الأكبر في حلق الكيان وأعوانه وهم يسعون لتدميره تدميراً كاملا تمهيداً لإخضاع لبنان لشروطهم.. لبنان التي تأمر عليها الجميع فبدلاً من حل الأزمة تفاقمت الأزمة بحل داعم للطائفية.. فقد كان اتفاق الطائف اسم على مسمى.
كل ذلك يجري فقلت لقد شخنا وهرمنا أمام مجازر تقتل أطفالنا ونساؤنا وشبابنا ورجالنا ومقاومتنا، ما هذا؟! من نحن؟!
فجاءت الإجابة " إحنا زي حنان ".. المرأة التي تجاوزت الستين من عمرها فتذكرت صباها فخلعت الحجاب وارتدت الباروكة وملابس ضيقة تظهر مفاتن جسدها الذي يشبه الجاموسة، وتستعرض على وسائل التواصل الاجتماعي ذراعيها التي يزن كل ذراع منها طفلاً حديث الولادة، وترى نفسها أبنة العشرين وربما أقل.
وباتت حنان ترتدي البنطالون لشعورها بأنها رشيقة، ولا مانع من تي شيرت قصير لتظهر أردافها التي من الممكن أن تقوم حملات الإزالة بإزالتها، أو تحرير محضر بمخالفة شروط المحليات بعمل بروز دون تصريح مسبق.
حنان تبحث عن الليالي الملاح لتتراقص وتغني وإن لم تجد تنظمها غير مبالية بأحزان من حولها، حتى لو كانت شقيقتها أو شقيقها .. المهم أن تفرح وترقص وتغني ومن يعاتبها فهو كاره لها، مستكثر عليها الفرحة..
وإذا تحدثت عن الأصول وإكرام الميت ومساندة الأيتام وتقدير أحزان الأخرين تجدها طلقة نارية صائبة في التأييد، والمزايدة، والبكاء، والنواح.