جنة البحر الأحمر
صفقة « رأس بناس » تقود للاستقرار الاقتصادى وتعزز الاحتياطى النقدي
توقع خبراء الاقتصاد أن تقود صفقة رأس بناس إلي مزيد من الاستقرار الاقتصادي في البلاد، بوصفها مشروع استثماري ضخم من شأنه أن يعزز الاحتياطى النقدي فضلا عن تحسين بيئة الاستثمار، وزيادة ثقة المستثمرين الأجانب.
وبدأت الحكومة المصرية في إعداد مخطط استثماري شامل لتنمية منطقة " رأس بناس " الواقعة على البحر الأحمر، بهدف طرحها على المستثمرين المحليين والأجانب.
وأكد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، شريف الشربيني، أن المنطقة تمتاز بموقع استراتيجي فريد على الساحل الشرقي للبحر الأحمر، وهي شبه جزيرة تمتد 50 كيلومتراً داخل المياه، مما يجعلها واحدة من أهم الوجهات السياحية البكر في العالم.
وأشار الشربيني، إلى أن المخطط الاستثماري الجديد يستهدف تطوير " رأس بناس " بحيث تصبح وجهة سياحية عالمية، على غرار مشروع " رأس الحكمة " الذي تم توقيع اتفاقية لتطويره في فبراير الماضي مع شركة إماراتية باستثمارات بلغت 35 مليار دولار، وتعتبر منطقة رأس بناس منطقة واعدة لما تحتويه من ثروات طبيعية وشعاب مرجانية نادرة، مما يجعلها محطة مثالية لمحبي الغوص والسياحة البيئية.
تعزيز الاقتصاد المصري
من جانبه قال الدكتور محمد الشوادفي، أستاذ الاستثمار وإدارة الأعمال، إن مشروع " رأس بناس " المتوقع تنفيذه بالتعاون بين مصر والسعودية يمثل فرصة كبيرة لتعزيز النمو الاقتصادي في مصر وزيادة احتياطاتها من العملات الأجنبية، وأوضح أن هذا المشروع سيكون له تأثير إيجابي على تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، من خلال تعزيز استقرار الاقتصاد الوطني وجذب المزيد من الاستثمارات.
وأشار الشوادفي، في تصريح خاص لـ الصفحة الأولى، إلى أن المشروع سيعمل على خلق العديد من فرص العمل، مما سيساهم في تقليل معدل البطالة بشكل كبير، وكما أكد أن زيادة تدفق الاستثمارات ستساهم في تعزيز الاحتياطي النقدي من العملات الصعبة، مما سيؤدي إلى تحسين ميزان المدفوعات وزيادة الاستقرار الاقتصادي.
وأضاف أن المشروع قد يفتح الباب لزيادة صادرات مصر من المنتجات والخدمات، في حال تضمن جوانب تصديرية، مما سيعزز تدفق العملات الصعبة ويُحسن الميزان التجاري، ما يقلل العجز التجاري ويساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر والسعودية.
موقع جزيرة رأس بناس
وتقع رأس بناس على بعد حوالي 356 كيلومتراً من مدينة الأقصر، وهي قريبة من مواقع سياحية مشهورة مثل محمية وادي الجمال وخليج القلعان وشاطئ شرم اللولي، الذي صُنف ضمن أجمل 10 شواطئ في العالم، وتضم المنطقة أيضاً العديد من الجزر الصغيرة والشعاب المرجانية، مثل شعاب سطايح وشعاب مالك وبيت الدلافين، مما يعزز من قيمتها السياحية والبيئية.
وفي سياق حديثه عن فرص الاستثمار، أوضح الشربيني أن الحكومة المصرية ستتعامل مع المستثمرين المحليين بالجنيه المصري لتقليل الاعتماد على الدولار والحد من السحب غير الضروري من الاحتياطي النقدي، كما سيتم التعامل مع المستثمرين الأجانب عبر منصة إلكترونية تتيح لهم الاستثمار بالدولار من خلال تحويلات خارجية، مما يعزز من جاذبية المنطقة للاستثمار الدولي.
وأشار الوزير إلى أن الحكومة تقدر قيمة الأراضي والوحدات التي سيتم طرحها ضمن المشروع بحوالي تريليوني جنيه مصري، كما كشف عن خطط لتأسيس صناديق استثمارية جديدة لتمويل هذه المشروعات، مما يتيح للمواطنين والمستثمرين المشاركة في العوائد المالية المستقبلية.
كما تم الإعلان عن بدء تسليم أراضي المرحلة الأولى من مشروع " رأس الحكمة " للجانب الإماراتي في أكتوبر المقبل، على أن يتم الانتهاء من جميع عمليات التسليم بحلول منتصف نوفمبر، ويعكس هذا التطور التزام الحكومة المصرية بتنفيذ خططها الطموحة لتطوير مناطق سياحية جديدة، وتعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية واستثمارية عالمية.