قطع حزب الله صمت ورتابة الأحداث بإطلاقه 340 صاروخ كاتيوشا وعدد من الطائرات بدون طيار مستهدفا 12موقعا عسكريا شمال فلسطين المحتلة والجولان السوري المحتل.
عملية حزب الله التي أطلق عليها حسن نصر الله اسم "عملية يوم الأربعين" نسبة لذكرى إحياء مرور 40 يوماً على مقتل الأمام حسين بن الإمام علي كرم الله وجهه والتي يحييها المسلمين الشيعة في الخامس والعشرين من شهر أغسطس من كل عام.. استهدفت مقرات للمخابرات الإسرائيلية "الموساد" والمخابرات العسكرية "أمان" وجهاز الشاباك المعني بالمقاومة الفلسطينية والأمن الداخلي والوحدة 8200 التابعة للمخابرات العسكرية والتي يعمل بها ضباط وأفراد يجيدون التحدث باللغتين العربية والفارسية ومهمتها التواصل مع العرب والإيرانيين بأسماء عربية لاستخلاص المعلومات وتجنيد من يمكن منهم.
أنا أكذب.. أنا إسرائيلي
"عملية الأربعين" أوضحت وأكدت أن الساسة والعسكريين الإسرائيليين يتنفوس الكذب تحت شعار "أنا أكذب .. أنا أعيش".. والطريف فيها أن حسن نصر الله ترك تقديم الدليل على نتائج العملية لنتنياهو ؟!
كالعادة قلل الاحتلال من العملية وقال متحدثه العسكري إنه تم التصدي لصواريخ ومسيرات حزب الله دون إصابات مؤثرة، فضلا عن تدمير آلاف الصواريخ والمنصات، مؤكداً إحباط جزء كبير من هجمات حزب الله،ولم يصب أيً من قواعدنا..
علماً بأن هيئة البث الإسرائيلية ذكرت منذ الساعات الأولى لعملية الأربعين تعرض مقرات أجهزة المخابرات الإسرائيلية الثلاثة والوحدة 8200 لهجوم حزب الله ،وطالب الإعلام الإسرائيلي نتنياهو الاعتراف بذلك استباقا لما سيعلنه أمين عام الحزب حسن نصر الله، الذي وصف تدمير الصواريخ والمنصات بأنه ادعاء كاذب.. وفي سياق متصل كشفت مصادر لبنانية أن ما دمره الاحتلال الإسرائيلي كانت هياكل لصواريخ ومنصات.
وفي اليوم التالي لعملية الأربعين ينقل الإعلام الإسرائيلي عن جيشه مقتل جندي وإصابة اثنين من سلاح البحرية في معارك على الحدود الشمالية مع لبنان.. وكان الإعلام الإسرائيلي قد أعلن يوم الأحد /25 أغسطس/ أن حزب الله ضرب زورق " دفورا " العسكري عند الحدود الشمالية مما أدى لمقتل جندي وعدد من الجرحى، وهذا لم يذكره المتحدث العسكري الذي خرج للإعلام مرتين .
صفعة على وجه الغطرسة
ضربة حزب الله وإن لم تحقق خسائر كما يتمنى غالبية المواطنين العرب، إلا أنها صفعة على وجه غطرسة الاحتلال الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء سياسيا وعسكريا وإنسانيا باغتياله الشهيد إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران واغتيال القيادي بحزب الله فؤاد شكر وتماديه باغتيال قادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية، والهجوم على ميناء الحديدة اليمني..ذلك الاحتلال الذي لا يكترث للقانون والأخلاق ويرى أنه فوق العالم فهو يقوم بحرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة دون اكتراث لمناشدات العالم والمنظمات الإنسانية وحكم محكمتي العدل والجنائية الدوليتين بوقف الحرب، ويدعي بأن جيشه جيش أخلاقي وإنساني ويرفض وقف الحرب لمدة أسبوع بناء على طلب الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية من أجل تطعيم أطفال غزة ضد شلل الأطفال ويمنع إدخال المساعدات كوسيلة ضغط على المقاومة والشعب ويضعها شرطا من الشروط الجديدة التي يتمادى في فرضها لتنفيذ صفقة وقف الحرب والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.
عملية يوم الأربعين كما قال الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة "تؤكد من جديد تغير الواقع الاستراتيجي للكيان منذ طوفان الأقصى.. فلا أمان للعدو من العقاب ولا حدود لإمكانية دكه في أي مكان ومن أية جبهة".. مؤكداً أن كل الجبهات ستظل مشتعلة ومتصاعدة في وجه العدو طالما استمر العدوان على الشعب الفلسطيني.
نصر الله في كلمته مساء عملية الأربعين قال إن الرد اللبناني على التجاوزات الإسرائيلية جاء متأخراً للتشاور بخصوص ما إذا كان الرد سيكون عبر المحور أو منفرداً.. لقد تريثنا حتى نعطي الفرصة للمفاوضات لأن هدفنا من كل هذه الجبهة والتضحيات هو وقف الحرب على غزة.
التلاعب الصهيوأمريكي
ومن ذلك المنطلق يبدو أن المقاومة أدركت أن التلاعب الصهيوأمريكي فيما يخص الصفقة لابد أن يواجه بضغط عسكري كما يفعل نتنياهو الذي يرتكب مزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني وممارسة سياسة التجويع وحرب بيئية من خلال ضرب البنية التحية خاصة مياه الشرب والصرف الصحي والقطاع الصحي لنشر الأوبئة للضغط على المقاومة للاستسلام لشروطه.
نصر الله لازال يمارس الحرب النفسية مع الاحتلال بقوله إن الحزب سيدرس نتائج "عملية الأربعين" إذا كانت النتيجة مرضية وتحقق الهدف المقصود سنعتبر أن عملية الرد انتهت وإذا لم تكن النتيجة كافية سنحتفظ بحق الرد حتى وقت آخر" مما يجعل الباب مفتوحا لعملية أخرى، خاصة وأن الرد اليمني والإيراني لازال قائما لم ينفذ، ومن المؤكد أن الحزب سيشارك في الرد، فضلا عن تراجع فرص تنفيذ الصفقة نتيجة لتعنت نتنياهو مما يجعلها صعبة التحقق خاصة مع رفض مصر والمقاومة الفلسطينية لشروطه.. مما يؤكد أننا في مفاوضات بلا وسطاء،فالمقاومة ومصر فريق يواجه فريق إسرائيل وأمريكا.
على كل لقد أهانت المقاومة الاستراتيجية الإسرائيلية مؤكدة أن التواجد العسكري الأمريكي والبريطاني والفرنسي لن يرهب المقاومة،ولبنان كما قال حسن الله لم تعد الدولة التي يجتاحها العدو بفرقة موسيقية وقد يأتي يوم نجتاحه بفرقة موسيقية