بحر العطاء الوطني
ضمير لبنان .. سليم الحص يودع بيروت وسط الظلام وأصوات القنابل
الإسم: سليم أحمد الحص .. سليم الحص
تاريخ الميلاد: 20 ديسمبر 1929
المؤهل: الكتوراة في العلوم السياسية من جامعة أنديانا
العمل: رئيس وزراء لبنان الأسبق
غيب الموت رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سليم الحص ، وسط ظروف تاريخية تعيشها لبنان بين بوادر حرب مشتعلة مع العدو الإسرائيلي وأزمة اقتصادية وسياسية طاحنة أصابت البلاد بالظلام الدامس.
الرئيس سليم الحص شغل منصب رئيس مجلس الوزراء خمس مرات، كما تولى وزارات الصناعة والنفط، والاقتصاد والتجارة، والتربية، والعمل، والخارجية، وكان نائباً عن مدينة بيروت داخل البرلمان اللبناني.
انتخب الحص مرتين نائباً في البرلمان اللبناني، عامي 1992 و1996، وكان نائباً عن المقعد السني في بيروت، كما تولى الوزارة بين عامي 1976 و2000في عهد الرؤساء إلياس سركيس، وأمين الجميل، وإلياس الهراوي، وإميل لحود.
ونعى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى اللبنانيين الرئيس سليم الحص قائلا: إنه رحل في أصعب وأدق مرحلة يحتاج فيها لبنان إلى ضميره وحسه الوطني والعروبي وإلى حكمته ورصانته وحسن إدارته الشأن العام.
واعتبر ميقاتي الكتابة عن الرئيس سليم الحص مهمة صعبة وسهلة في الوقت ذاته، صعبة لأن كل الكلمات لا تفيه حقه، وسهلة لأنه بحر من العطاء في حياته المهنية.
أستاذ العلوم السياسية
ولفت إلى ان الحص كان اقتصادياً بارزاً ومثال الخبرة والاخلاق والعلم، ويضع المصلحة العليا ومصلحة المواطن فوق كل اعتبار وكان متجرداً وموضوعياً ودستورياً بامتياز.
وصل سليم الحص إلى أعلى ما يمكن أن يصل إليه رجل عصامي بنى نفسه بنفسه ليصل إلى أعلى درجات العلم، وأرفع المناصب، واستحق بعد سنوات من العطاء لقب "ضمير لبنان" ليعيش الى الأبد في وجدان اللبنانيين بوصه قامة وطنية كبيرة.
ولد سليم الحص في ديسمبر 1929 بمدينة بيروت، وتعلم في مدارس المقاصد، ثم أكمل دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية ببيروت ليحوز شهادة في الاقتصاد والعلوم السياسية، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية ليحصل علي شهادة الدكتوراة من جامعة أنديانا.
بدأ سليم الحص منذ ترؤوسه الحكومة الأولى في عهد الرئيس إميل لحود، ملاحقة الفساد في لبنان، كما تبنى الديمقراطية كشعار ولعب دوراً مهماً في إقرار اتفاق الطائف الذي أنهي الحرب الأهلية في البلاد.
وسعى سليم الحص منذ اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 2005 للعب دور توافقي في الداخل اللبناني، في وقت شهدت فيه البلاد تجاذبات حادة، فكان محل احترام الجميع.
قامة وطنية شامخة
مكانة سليم الحص الوطنية والتوافق حول شخصه، ظهرت جليا في اتفاق كافة الفصائل والتيارات السياسية اللبنانية علي نعيه ووصفه بضمير لبنان الذي مثل علامة فارقة في التاريخ بنزاهتها وشفافيتها ورمزيتها الكبيرة في مواجهة الفساد والظلم الداخلي وكذلك أطماع العدو الصهيوني.
هذه المكانة لخصها رئيس مجلس النواب نبيه بري قائلا في نعيه: في الزمن الذي يفتقد فيه لبنان الى النقاء والصفاء والقامات الوطنية الشامخة، يفقد الوطن قيمة من قيمه الإنسانية التي جمعت كل تلك الخصال وأكثر.
بيما أكد رئيس الحكومة الأسبق حسان دياب، أنه لا يمكن وداع سليم الحص من دون ذرف دمعة على الرجل الذي شكل ظاهرة في الحكم والسياسة في لبنان، وكان عن حق وواقع ضمير لبنان الذي بقي صامداً أمام المغريات السياسية والشعبوية والمالية.
وذكر أنه لم يستسلم للأمر الواقع ولم يسلّم به، ودفع ثمن ما يؤمن به، وانكفأ عندما وجد نفسه عاجزاً عن مواجهة منظومة الفساد التي تسلّحت بقدرات جعلتها أقوى من الدولة، وتسببت بانهيار مالي طالما حذر منه الرئيس الحص وحاول مواجهته بما يمتلك من منطق علمي وبسلوك رجل الدولة الذي لا يقيم وزناً لأي مصلحة طائفية أو مذهبية أو حزبية أو شخصية.