القاهرة مائدة الفرصة الأخيرة
" حزب الله " يبدأ الحرب على إسرائيل.. و مصر والفصائل يتصدون لتعنت نتنياهو
مع الساعات الأولى لصباح اليوم / الأحد 25 أغسطس2024/ تبادل حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق الصواريخ والغارات الجوية حيث نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي 40 غارة باستخدام 100 طائرة لمدة 20 دقيقة على 14 بلدة هي " زبقين وطيرحرفا والجبين وشمع وتلة أرمز ودير سريان ومرتفعات الأقليم وبيت ياحون ومليخ وكفرملكي وعين قانا وحرش كونين وياطر وحداثا " ..
وفي المقابل رد حزب الله وفقا لبياناته الثلاثة والتي حملت عنوان " إنّا من المجرمين منتقمون " أن الحزب بدأ المرحلة الأولى للرد على العدوان الصهيوني الغاشم على الضاحية الجنوبية لبيروت والذي أدّى إلى استشهاد القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر رحمه الله وعدد من أهلنا الكرام من نساء وأطفال، موضحاً إطلاق أكثر من 320 صاروخ كاتيوشا وقرابة 100 طائرة بدون طيار استهدفت 11 موقعاً وثكنة عسكرية ومواقع للقبة الحديدية شمال فلسطين المحتلة والجولان السوري المحتل من بينها قواعد "ميرون وجعتون والسهل وعين زيتيم " ومرابض "نافيه زيف و الزاعورة وثكنة ثكنة راموت نفتالي " واستهدفت ضربات حزب الله في الجولان السوري المحتل ثكنتي كيلع ويوأف وقاعدتي نفح ويردن.
كما تمكنت المقاومة الإسلامية في لبنان من إسقاط مسيرة اسرائيلية ببلدة عين تنتا بعكار أقصى شمال لبنان عند السادسة صباحا اليوم، وحضرت قوة من الجيش وتم الكشف عليها وتفكيكها وذلك وفقا لما أعلنته " الوكالة الوطنية اللبنانية للاعلام "
على الجانب الإسرائيلي أفادت هيئة البث الإسرائيلي أن حزب الله استهدف مقرات للموساد والشباك والاستخبارات العسكرية" أمان " والوحدة 8200 وهي وحدة استخباراتية تضم أفراد يتحدثون اللغتين العربية والفارسية، وذلك ما أكدته صحيفة " يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية والتي قالت إن من بين أهداف حزب الله في الهجوم منطقة غليلوت التي تضم مقر الموساد والقاعدة 8200.. كما أوضحت وسائل إعلام إسرائيلية متعددة أن حزب الله ضرب زورق " دفورا " العسكري عند الحدود الشمالية مما أدى لمقتل جندي وعدد من الجرحى .. وكان حزب الله قد أعلن عن قصف هدف نوعي سيعلن عنه مساء اليوم في كلمة لأمين عام الحزب حسن نصر الله.
وفي سياق متصل قدرت هيئة البث الإسرائيلية عدد الصواريخ التي أطلقت من لبنان نحو إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر الماضي بأكثر من 8 آلاف صاروخ.. فيما أشارت القناة الـ 12 الإسرائيلية إلى وجود خلافات داخل الحكومة وفي حزب الليكود الحاكم على طبيعة الضربة الإسرائيلية في لبنان، ونتنياهو يوعز لوزراء ونواب الحزب لعدم إجراء مقابلات إعلامية.
إيران وأنصار يؤكدان قرب ردهما
وفي الأثناء أكد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي أثناء تفقده لمنفذ خسروي في مدينة قصر شيرين ستسمعون أخبارا جيدة حول الانتقام من الكيان الصهيوني.
من ناحية أخرى باركت جماعة أنصار الله ما وصفته بالرد القوي والفاعل الذي نفذه حزب الله مستهدفا عمق الكيان الإسرائيلي ، مؤكدةً أن الرد اليمني على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الحديدة آت حتماً والأيام والليالي والميدان هي ما سيثبت ذلك..
فيما أشادت حركة حماس بالهجوم الذي نفذه حزب الله مؤكدة في بيان لها أن هذا الرد القوي والمركز، الذي ضرب عمق الكيان الصهيوني يعد صفعة في وجه حكومة الاحتلال الفاشية، ورسالة بأن إرهابها وإجرامها ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني لن يمر دون رد، ولن يحقق لها أهدافها ومخططاتها العدوانية.
بينما أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن ضربات حزب الله أكدت أن العدو لا يفهم إلا لغة القوة ولا يرتدع إلا أمام ضربات المقاومة.. أوضحت حركة لجان المقاومة في فلسطين أن الرد القوي للمقاومة الإسلامية في لبنان يؤكد أن كل الحشود الأمريكية والغربية لا تمتلك القدرة على حماية الكيان الصهيوني من ضربات وردود المقاومة .
مفاوضات القاهرة ونقاط الخلاف
تأتي المواجهة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني الذي أكد أن المقاومة الإسلامية في لبنان الآن وفي هذه اللحظات هي في أعلى جهوزيتها وستقف بقوة وبالمرصاد لأي تجاوز أو اعتداء صهيوني وبالأخص إذا تم المسّ بالمدنيين فسيكون العقاب شديداً وقاسياً جداً.. قبل ساعات من إستئناف مفاوضات صفقة وقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية بمشاركة رؤساء المخابرات المصرية والأمريكية والإسرائيلية ورئيس الوزراء القطري في حين أعلنت حركة حماس " الممثل الشرعي لفصائل المقاومة الفلسطينية" عدم المشاركة في المفاوضات رغم وصول وفد التفاوض برئاسة الدكتور خليل الحية للقاهرة ليلة أمس السبت/ 24 أغسطس 2024/ للإطلاع على أخر ما وصلت إليه المباحثات المصرية الإسرائيلية طيلة الأسبوع الماضي.
وكانت القاهرة قد شهدت الأسبوع الماضي مباحثات بينها وبين إسرائيل والولايات المتحدة لبحث نقاط الخلاف بين مصر والمقاومة الفلسطينية من ناحية وتل أبيب بشأن إنسحاب الجيش الإسرائيلي من محور صلاح الدين "فيلادلفيا" في المرحلة الأولى من الصفقة ،فيما يرفض نتنياهو سحب قوات الجيش الإسرائيلي من الشريط الحدودي بين مصر وفلسطين بطول 14 كيلو متر من البحر المتوسط شرقا ومعبر كرم أبو سالم غربا.. وترفض مصر والمقاومة الفلسطينية التواجد العسكري الإسرائيلي لتناقضه لاتفاقية كامب ديفيد،فضلا على أن ذلك يعني عدم الإنسحاب الإسرائيلي من القطاع وفقا لمبادرة بايدن.. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد عرضت انسحاب جزئي للجيش الإسرائيلي الذي عرض الإنسحاب من كيلو متر واحد فقط ناحية الشرق،وأن يتم بناء برجين مراقبة للحدود بدلاً من ثمانية كما تطالب تل أبيب ولكن القاهرة رفضت العرضين الأمريكي والإسرائيلي ورفضت أيضاً استلام الخرائط الجديدة لمحور صلاح الدين..
وترفض القاهرة والمقاومة الفلسطينية أيضا الإصرار الإسرائيلي على وجود البعثة الدوليةEUBAN" " في معبر رفح كشرط للانسحاب منه وتشغيله.. وتصر القاهرة والمقاومة على أن المعبر فلسطيني مصري ولن يتم تشغيله إلا من السلطات المصرية الفلسطينية فقط.
ومن النقاط الخلافية الرئيسية أيضا يرفض نتنياهو سحب الجيش الإسرائيلي من محور "نتساريم" الذي أنشاؤه الاحتلال خلال حرب الإبادة الجماعية بغرض فصل شمال القطاع عن جنوبه.. وتحرص إسرائيل على تفتيش النازحين الفلسطينيين لدى عودتهم إلى شمال القطاع عند دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، للتأكد من أنهم غير مسلحين. فيما تطالب حماس بحرية الحركة للفلسطينيين الذين أجبروا على الفرار جنوبا ويريدون العودة إلى ديارهم.
وتصر تل أبيب أيضا على حق الاعتراض على أسماء بعض السجناء الفلسطينيين المحكوم عليهم بالمؤبدات وفي ذلك السياق تعترض على 65 فلسطينيا وتطالب بإخراج بعض السجناء خارج الأراضي الفلسطينية فور إطلاق سراحهم وهو ما ترفضه المقاومة الفلسطينية ، كما يريد نتانياهو زيادة عدد الأسرى الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم في هذه المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار المكونة من ثلاث مراحل ، كما رهن إدخال المساعدات للقطاع بالموافقة على شروطه التي ترفضها مصر والمقاومة الفلسطينية.. وفي ذات الوقت تصر حركة حماس باعتبارها الممثل الشرعي للمقاومة الفلسطينية على تمسكها بورقة بايدن أو "ورقة 2 يوليو " والتي وافقت عليها المقاومة كمرجعية للتنفيذ وليس للتفاوض.
تعقد جلسة اليوم دون إحراز تقدم سوى موافقة مصر على إحالة المقترح الإسرائيلي إلى حماس كما وصفت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية نقلا عن مسؤول إسرائيلي