شهدت القاهرة وقائع الحلقة السابعة من حلقات مسلسل " الصفقة وقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة " دون تقدم.
في ذلك المسلسل الصهيوأمريكي تأليفا وإخراجا وصناعة والذي بات مملا لتكرار أحداثه ومشاهده، أصبح على الوسطاء العرب مصر وقطر الاعتذار الفوري عن استكمال المسلسل الهابط.
على مدى شهور نعيش ذات الأحداث والتصريحات.. الإعلان عن مبادرة توافق عليها حكومة " النتن ياهو" فتوافق عليها حماس "الممثل الشرعي لفصائل المقاومة الفلسطينية" بعد التشاور مع الفصائل والقاهرة والدوحة فيضع "النتن ياهو" شروطا تنسف الصفقة فنبدأ من جديد.. ومع الدعوة لكل صفقة يزور وزير خارجية الولايات التخريبية الصهيوني الكذاب بلينكن المنطقة حتى بلغ عدد زياراته للمنطقة منذ اندلاع حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني إلى عشر زيارات، ومع كل زيارة وحديث عن صفقة ترتكب قوات الاحتلال الإسرائيلي المزيد من المجازر واغتيال قادة المقاومة العربية ومؤخرا زادت من غاراتها العسكرية على لبنان.
شروط "النتن ياهو" بدعم الولايات التخريبية المتحدة الكاذبة لم ولن تتغير فهو مصر على البقاء العسكري وعدم الانسحاب من محوري صلاح الدين ونتساريم ومعبر رفح الذي تم تدميره وعدم دخول المساعدات الإنسانية بكافة أشكالها وعدم إيقاف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني ويطلب تعهد مكتوب من الإدارة الأمريكية الصهيونية الكذوبة التخريبية باستئناف الحرب بعد إتمام الصفقة.
الصهيو أمريكية ترغب في استعادة الرهائن أحياء وأموات واستسلام المقاومة الفلسطينية والقضاء على القضية الفلسطينية.
المقاومة الفلسطينية اتخذت موقفا عالي المستوى في فن التفاوض بعدم حضور حلقات التفاوض إلا إذا وافقت الصهيو أمريكية على مقترح الكذوب الصهيوني بايدن.. فالمقاومة والشعب الفلسطيني يدركون تماما أن المسألة كلها مضيعة للوقت والرب واحد والإنسان لن يموت مرتين.. فقد أعلنت حماس " الممثل الشرعي للمقاومة الفلسطينية " أن "النتن ياهو" يمارس الخديعة وأفشل صفقة وقف إطلاق النار في غزة وقالت: لن ندخل بعد الآن أي مفاوضات عبثية.
وهذا ما أكده كبير المحللين في الشؤون السياسية والاقتصادية الأمريكي لورانس فريمان لقناة الجزيرة بقوله " من الممكن أن تكون حماس دقيقة في تحليلها وأنها محقة، ورأينا على مدى 10 أشهر أن نتنياهو حاول أن يتلاعب بعملية التفاوض وبالعملية السياسية والعسكرية التي تجري في المنطقة لأنه لا يرغب في الانسحاب من قطاع غزة ".
إذن هو العبث والتلاعب ليس بفصائل المقاومة ودماء الشعب الفلسطيني والقضية فقط وأيضا بالوسيطين المصري والقطري المخلصين للقضية الفلسطينية لذلك وجب عليهما أمام ذلك العبث والتلاعب الذي تشارك فيه الولايات التخريبية المتحدة أن يُعلنا الانسحاب من الوساطة وليخرج وزيري خارجية مصر وقطر لإخبار وسائل الإعلام الدولية تفاصيل ما حدث ويحدث للرد على الأكاذيب والادعاءات الباطلة للصهيوأمريكي، بدلا من ذلك الموقف الذي لا يليق بعاصمتين أخذتا على عاتقهما دعم القضية ومعاناتها.
فإذا كان رئيس المخابرات المصرية عباس كامل فقد أعصابه في جلسة الدوحة وانفجر غاضباً وقال إن إسرائيل تُضيع الوقت بسبب طلبات تل أبيب المتجددة في حلقة الدوحة (الخميس 15 أغسطس 2024) وهذا ما كشفت عنه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية وعلق عليه الباحث السياسي في العلاقات الدولية والإقليمية بمعهد البحوث والدراسات العربية يسري عبيد " أن مصر تحاول بكل السبل الضغط للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء الحرب في غزة لأنها من أكثر الدول المتضررة من هذه الحرب ولمنع نشوب حرب إقليمية لا يعلم أحد عقباها، وهي تعلم أن رئيس الحكومة الإسرائيلية هو المعرقل الأساسي لإتمام الصفقة فإنه لا بد للقاهرة أن تستعمل اللغة الخشنة مع الجانب الإسرائيلي لإجباره على وقف هذه المجازر، بدلا من موقف اللين الذي شجع الجانب الإسرائيلي على المضي قدما في حربه ومجازره".
على القاهرة والدوحة مقاطعة ذلك المسلسل الهذلي الذي يعبث ويتلاعب بهما وبمقدرات الشعب الفلسطيني وأن يتم دعوة الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي وكافة الدول المساندة للقضية الفلسطينية وبحضور الفصائل لمؤتمر تعلن فيه القاهرة والدوحة والفصائل عدم مواصلة العمل بالمسلسل وكشف الحقيقة التي يزيفها رئيس الولايات التخريبية المتحدة ووزير خارجيته.
مع الحرص كل الحرص على تواجد روسيا والصين وكوريا الشمالية لبناء حلف فلسطين يكون داعما سياسيا وعسكريا للخطوات القادمة، لأنه لابد من هز الصهيوأمريكية وإشعارها بالخطر على مصالحها وقواعدها المنتشرة بالمنطقة، خاصة بعد إعلان هيئة البث الأمريكية( pbs ) عن إجراء دونالد ترامب مكالمة هاتفية مع نتانياهو حثه خلالها على عدم الموافقة على صفقة التبادل في الوقت الحالي لأن ذلك سيساعد حملة كامالا هاريس، ولا ننسى أن ترامب في إحدى تصريحاته الانتخابية قال "إنه يرى أن مساحة إسرائيل صغيرة على الخريطة ولابد من تكبيرها".
وذلك يعني أن القادم أفظع.
البحث عن الخونة
ولا يفوتنا ونحن نقاطع مسلسل الصفقة.. والحديث لمصر وقطر.. أن يقوم جهاز المخابرات العامة المصرية وشقيقه القطري بالبحث عن الخونة الذين يمدون الاحتلال بالمعلومات الدقيقة لاستهداف قادة المقاومة والأماكن الإستراتيجية للمقاومة وهم قادرون على ذلك والقبض عليهم وتسليمهم للمقاومة لإعدامهم في مكان عام أمام كاميرات العالم مع ذكر جرائمهم لنظهر للكيان الغاصب وأعوانه في واشنطن وباريس وبرلين ولندن وروما أننا قادرون على فعل الكثير، وأننا فاعل وليس مفعول به .