الأولى و الأخيرة

بعد اجتماعهم في طهران

إيران والمقاومة العربية يحددان ساعة الصفر للحرب على إسرائيل

موقع الصفحة الأولى

عقد مساء الخميس (أول أغسطس 2024) بالعاصمة الإيرانية طهران اجتماعا برئاسة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي وكبار قادة الحرس الثوري وفيلق القدس الإيرانيين، وممثلي حركة حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، وحزب الله اللبناني، وأنصار الله اليمنية، والحشد الشعبي العراقي وفصائل عراقية أخرى لمناقشة الرد على إسرائيل وبحث أفضل وأكثر الطرق فاعلية للرد على النظام الصهيوني بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بمقر إقامته بالعاصمة طهران مع الساعات الأولى ليوم الأربعاء/ 31 يوليو 2024/ بعد سبع ساعات من اغتيال القائد العسكري الكبير في حزب الله اللبناني فؤاد شكر ،والمستشار العسكري الإيراني ميلاد بيدي مساء الثلاثاء (30 يوليو 2024) بضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.

 الرد الموحد 


وهذا ما أكده أيضا عضو القيادة السياسية لحركة حماس في لبنان بسام خلف بقوله "إن فصائل المقاومة الفلسطينية وجماعة أنصار الله اليمنية وحزب الله اللبناني والمقاومة العراقية تجري تنسيقاً مع إيران للرد على الاعتداءات الإسرائيلية".
وأوضح خلف أن الرد سيكون موحداً من قبل محور المقاومة بتوجيه ضربة قوية جداً.. ووفقاً لخلف فإن الضربة الموحدة ستكون خلال الساعات القادمة في يوم واحد وساعة واحدة.. مشيرا إلى أن محور المقاومة أتخذ قراراً باللجوء إلى الخطوة البديلة، أي ضرب إسرائيل بيد من حديد وبالتالي يمكن القول أنّ الحرب بدأت. 
وقال خلف في تصريحات لإذاعة "سبوتنيك" الروسية "إن رد المحور والضربة المتوقعة قد تجر المنطقة إلى حرب موسعة، لدخولنا في مرحلة "الفعل ورد الفعل"، بسبب التعنت الإسرائيلي ونتنياهو الذي جنّ جنونه نتيجة فشله في غزة وبات يتصرف دون ضوابط أخلاقية وقانونية.
خلف أكد /أيضا/ عدم العودة إلى المفاوضات لأن نتنياهو لا يريد إنجاز صفقة على اعتبار أنه صرّح سابقا بأنه لا يمكن لأحد أن يثنيه عن المضي قدما في هذه الحرب.
وفي سياق متصل يؤكد قيام إيران ومحور المقاومة العربية بتوجيه ضربة موحدة لإسرائيل تأكيد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري بحتمية توجيه ضربة للصهاينة تجعلهم يندمون وأن محور المقاومة يدرس كيفية الثأر للشهيد هنية لأن هناك إجراءات مختلفة يجب أن تتخذ. 
وكانت تقارير إعلامية إيرانية نقلت عن متحدث باسم مكتب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أنه يتم حاليا اتخاذ بعض التدابير لتنفيذ الإجراءات التي تم اتخاذها للرد المناسب انتقاما لاغتيال إسماعيل هنية والتي ستشارك فيها كافة الوحدات الإيرانية. 


وتحدثت تقارير سورية عن استدعاء الفصائل الإيرانية في سوريا قادتها وعناصرها من إجازاتهم، كما تم إخلاء مقراتها في البوكمال بريف دير الزور.. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان مشاهد نقل الفصائل عربات تحمل راجمات صواريخ من البوكمال لجهة مجهولة، فضلا عن وصول شاحنات محملة بالمعدات العسكرية للأراضي السورية قادمة من العراق.    
وفي سياق متصل رصدت وسائل الإعلام وشهود عيان قيام حزب الله بإخلاء مواقع في ضاحية بيروت الجنوبية كما نقلت وسائل إعلام عراقية قريبة الصلة بإيران قيام الحرس الثوري بنقل معدات ثقيلة في مدينة أصفهان.


إسرائيل تنظر الرد  


ويأتي ذلك فيما بدأت إسرائيل الاستعداد لتلقي الضربة المتوقعة والتي من المنتظر وفقا لتقديرات نقلتها هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر بالأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن تكون نهاية هذا الأسبوع وقد تكون خلال 10 أيام كما حدث خلال الرد الإيراني بطائرات مسيرة وصواريخ على الداخل الإسرائيلي بعد استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق..
فيما تتوقع وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن إيران وحلفائها سيشنون هجوما واسع النطاق على إسرائيل خلال الـ 72 ساعة المقبلة وذلك وفقا لما نقلته شبكة "سي إن إن" والتي أوضحت أن إدارة بايدن ستجد صعوبة هذه المرة في حشد نفس التحالف الدولي والإقليمي للدول التي أوقفت الهجوم الإيراني السابق، لذلك بدأ  البنتاجون والقيادة المركزية للجيش الأمريكي يتخذان استعدادات مماثلة لتلك التي اتخذوها قبل الهجوم الإيراني على إسرائيل في أبريل الماضي رداً على القصف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق حيث يتم حاليا نقل ما يوصف بالأصول العسكرية للقواعد الأمريكية بمنطقة الخليج ووضع قواتها بالخليج العربي وشرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر في حالة تأهب قصوى في سياق جهوزية الموارد اللازمة للدفاع في الشرق الأوسط وفقا لتصريحات البيت الأبيض.  
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي رفع حالة الاستنفار، وصدرت تعليمات لسكان المستوطنات الحدودية بتوخي الحذر والاستماع لتعليمات الجبهة الداخلية.


 الموعد المتوقع


وفيما تستعد إسرائيل لضربة عسكرية متعددة الساحات خلال الأيام القادمة بعد اغتيالات بيروت وطهران، يرجح رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق عاموس بإدلين إلى أن الإيرانيين سيستخدمون في هجومهم الصواريخ البالستية التي تحلق لمدة تتراوح بين 10 و12 دقيقة ولن يستخدموا الطائرات المسيرة التي تحلق لمدة ثماني ساعات، خاصة وأنهم بعد هجوم 13 إبريل 2024 تجاوزوا الحاجز النفسي بإطلاق نيران مباشرة على إسرائيل من أراضيهم.
ويستبعد مركز الأبحاث والدراسات الأنتروستراتيجية في لبنان أن تكون الضربة سريعة فهي في حاجة لتنسيق دقيق لكونها متعددة الجبهات، فضلا عن العوامل التقنية المؤثرة كالقبة الحديدية التي يجب استنزافها قبل وصول الصواريخ والمقذوفات التي تحقق التأثير المناسب والفعال.
ويؤكد المركز أن الرد ليس فقط حتمي إنما سيكون بالتكافل والتضامن من قبل كافة قوى محور المقاومة بشكل حاسم وقاسي على الشكل التالي: "تتولى القوات اليمنية المنشآت البترولية والكهربائية، ويتولى العراقي الموانئ البحرية، ويعمل حزب الله على ضرب أهداف عسكرية في تل أبيب وضواحيها وتقوم إيران بضرب الأهداف العسكرية ذات القيمة العالية".
ويشير مركز الأبحاث والدراسات الأنتروستراتيجية في لبنان في تقريره من الأهمية نجاح عمليات الرد الحتمي لأن فشلها سيجر المنطقة لحرب طويلة تكون أعباءها قاسية على جميع قوى محور المقاومة، حتى لو حققت نتائج عسكرية.. أما في حال نجحت العملية وتمكنت قوى محور المقاومة من التأثير الفعال على الأهداف الحيوية وذات القيمة العالية فتكون قد حققت 3 أهداف مهمة هي "الردع الفعال للمحور، وإجبار الكيان على حل أزمة غزة، والتفكك التلقائي لنظام الكيان المؤقت".       
ويبقى السؤال الذي سألته القناة 13 الإسرائيلية هل إسرائيل مستعدة لدفع ثمن اغتيال إسماعيل هنية، وما هو هذا الثمن؟ خاصة وأن إسرائيل كما أوضحت الإذاعة الإسرائيلية في انتظار "ثمن" مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

تم نسخ الرابط