مراكز الإيواء تتحول لمصائد قاتلة
جيش الاحتلال يقصف 176 ملجأً في غزة للنساء والأطفال
كشف مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إسماعيل الثوابتة، عن التفاصيل المرعبة لاستهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لـ176 مركزًا لإيواء النازحين في القطاع، وأكد أن هذه المراكز تأوي النساء والأطفال فقط، ورغم ذلك، يواصل جيش الاحتلال مطاردتهم في أماكن ذات كثافة سكانية عالية، مما يضاعف من حجم الخسائر البشرية والمأساة الإنسانية، وأشار الثوابتة إلى أن القطاع لم يعد يضم أي مكان آمن يلجأ إليه النازحون، حيث يركز الاحتلال قصفه المتعمد على هؤلاء المدنيين، ويستهدفهم بوحشية عندما يتوجهون إلى مراكز الإيواء.
وأوضح الثوابتة أن الاحتلال يتبع سياسة ممنهجة للإبادة الجماعية، حيث يقوم بقصف مراكز الإيواء وقتل وإصابة من يتواجد بها، ثم يجبر من يتبقى منهم على النزوح إلى مراكز أخرى، ليعيد استهدافهم مرة أخرى هناك، وأكد أن حتى الأماكن التي يُجبر النازحون على التوجه إليها غير آمنة وغير مجهزة، ويعمل الاحتلال على حشر المواطنين في مساحات ضيقة ثم يستهدفهم بوحشية متعمدة.
غزة تنزف
ومن جانبه، كشف الدكتور حاتم الشوي، طبيب الطوارئ بمستشفى جمعية أصدقاء المريض، عن استقبال المستشفى 15 شهيدًا حتى الآن من مدرسة مصطفى حافظ، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى عشرات الجرحى بحالات خطيرة جدًا، وأوضح الشوي أن الدراسات والاختبارات أظهرت أن الغبار الناجم عن قصف المدارس ومراكز الإيواء المستهدفة يحمل آثار استخدام الاحتلال لأسلحة محرمة دوليًا، وتظهر تلك الآثار في حالات التحلل السريع لجثث الشهداء والإصابات الخطيرة التي لحقت بالجرحى، مما يدل على استخدام قوات الاحتلال مواد كيماوية وأسلحة ذات تأثيرات مدمرة على البشر والبيئة.
ما يعمق من مأساة أهالي غزة أن مراكز الإيواء، التي من المفترض أن تكون ملاذًا آمنًا للمدنيين الهاربين من القصف، قد تحولت إلى أهداف رئيسية لطائرات الاحتلال، وتبين من متابعة الأحداث أن قوات الاحتلال تستهدف هذه المراكز بعد نزوح المدنيين إليها، ما يشير إلى خطة مدروسة ومقصودة لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا بين السكان الأبرياء، وبهذا السلوك الوحشي، يتجاهل الاحتلال بشكل كامل المواثيق الدولية وحقوق الإنسان، مستهدفًا بشكل مباشر الفئات الأضعف في المجتمع من نساء وأطفال.
وفي ظل هذا التصعيد العسكري، يواجه القطاع أزمة إنسانية متفاقمة، حيث يعاني الأهالي من انعدام الأمان وعدم توفر أي مناطق محمية يمكن اللجوء إليها، ومع تزايد أعداد الضحايا، تشهد المستشفيات اكتظاظًا غير مسبوق، حيث تكافح الطواقم الطبية للتعامل مع الأعداد الكبيرة من الجرحى والمصابين في ظروف بالغة الصعوبة، نظرًا لنقص الإمكانيات والمعدات الطبية اللازمة.
إن ما يحدث في غزة هو استمرار لسياسة القمع والعدوان التي تمارسها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، حيث تستهدف بشكل ممنهج مراكز الإيواء والبنى التحتية المدنية، مما يؤدي إلى مضاعفة المعاناة الإنسانية في غزة، وتعد هذه الهجمات على مراكز الإيواء جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تهجير السكان المدنيين وإجبارهم على العيش في ظروف غير إنسانية.
وعلى الرغم من كل هذه الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال في قطاع غزة، يبقى المجتمع الدولي صامتًا أو يكتفي بإصدار بيانات تنديد لا ترقى إلى مستوى المسؤولية المطلوبة، وما زال الاحتلال الإسرائيلي ماضٍ في تنفيذ سياساته العدوانية دون رادع، مستغلاً حالة الانقسام الدولي والصراعات الإقليمية لتحقيق أهدافه التوسعية على حساب الشعب الفلسطيني الأعزل.