الجثث تتحلل أو تأكلها الحيوانات
جنود الاحتلال: نقتل الفلسطينيين لكسر الملل.. واعتبرنا المنازل محلات هدايا تذكارية
فضح جنود في جيش الاحتلال جرائم الكيان الإسرائيلي في قطاع غزة، والتي وصلت إلى قتل المدنيين لمجرد كسر الملل والتسلية، كما تحدثوا عن الجثث التي تمتلئ الشوارع والطرقات، ولا يتم اخفاؤها إلى قبل حضور أفراد المنظمات الدولية، إضافة إلى سياسة إحراق المنازل لمنع عودة الفلسطينيين إليها، ونهبها باعتبارها متجر للهدايا التذكارية.
وقال جنود في جيش الاحتلال، إنهم أطلقوا النار على الفلسطينيين دون قيود ودون أسباب في الحرب، وبوفي كثير من الأحيان كانوا يقتلون ضحاياهم بدافع التسلية وللقضاء على الملل، ثم يتركون جثثهم في الطرقات الشوارع، مع عدم وجود ضوابط لإطلاق النار في الحرب على قطاع غزة.
وقالت صحف عبرية، من بينها مجلة «تل أبيب +972»، إن جنود الاحتلال لديهم تصريح بإطلاق الرصاص على أي فلسطيني حسب الرغبة، ويشمل ذلك المدنيون، وإن أفراد الجيش يقتلون المدنيين بطريقة روتينية، بحجة دخولهم منطقة تصنف على أنها محظورة.
عمليات القتل العشوائية
وانتشرت شهادات لجنود الاحتلال حول عمليات القتل العشوائية، من بينها شهادة جندي قاتل لمدة شهر مع الجيش في قطاع غزة، والذي قال: "كانت هناك حرية عمل كاملة، وإذا كان هناك مجرد إحساس بالتهديد، فما علينا إلا إطلاق النار، فعندما يرى الجنود شخصا يقترب، يجوز لهم إطلاق النار على جسمه مباشرة، وليس في الهواء، كما يجوز إطلاق النار على الجميع، حتى ولو كانت فتاة صغيرة أو سيدة مسنة".
وقال آخر يدعى يوفال جرين، من جنود الاحتياط يبلغ من العمر 26 عاما، وقاتل مع لواء 55 مظليين شهري نوفمبر وديسمبر 2023، وهو الوحيد الذي سمح بذكر اسمه، إنه لم تكن هناك قيود على استخدام الذخيرة، وكان الجنود يطلقون النار فقط لكسر حالة الملل.
إطلاق الرصاص بدون سبب
بينما قال جندي احتياطي ثالث، وقاتل في شمال غزة: الجنود أحبوا تجربة الحدث بالكامل، وأنه شخصياً أطلق النار بدون سبب، سواء في البحر أو على الرصيف أو في مبان مهجورة، وكان يقال عن ذلك إنه إطلاق نار عادي، للتغطية على عبارة: "أشعر بالملل، لذا أطلق النار".
بينما يؤكد جندي رابع، أنه عندما لا تكون هناك قوات زميلة من الاحتلال في المنطقة، فلا يقيد إطلاق النار، ويصبح مثل الجنون، وليس ذلك فقط من الأسلحة الصغيرة، بل يتم من المدافع الرشاشة والدبابات ومدافع الهاون أيضا.
أما في حالة إطلاق النار على منشآت تتطلب تصريحا معينا وأدق، مثل المستشفيات والعيادات والمدارس والمباني الدينية، ومقرات المنظمات الدولية، وتتطلب تصريحاً أعلى، فيقول ضابط عنها: في الغالب يبدو التصريح كأنه مجرد إجراء شكلي.
أطلق النار أولا
ويقول جندي: الروح السائدة في غرفة العمليات هي: "أطلقوا النار أولا، واطرحوا الأسئلة لاحقا، ولن يتعاطف أحد قمنا إذا تمت تسوية منزل بالأرض عندما لا تكون هناك حاجة لذلك، أو إذا أطلقنا النار على شخص ما بدون ضرورة لذلك".
وتواترت شهادات الجنود عن جثث المدنيين التي تترك في الشوارع على الأرض المكشوفة، حتى تتحلل أو تأكلها الحيوانات، ولا يتدخل أفراد جيش الاحتلال إلا لإخفائها قبل وصول أعضاء المنظمات الدولية.
رائحة الموت المروعة
ويقول أحد جنود الاحتياط: هناك رائحة موت مروعة، حتى تأتي جرافة تابعة للجيش، ومعها دبابة، لتطهر المنطقة من الجثث، وتدفنها تحت الأنقاض كي لا يراها أعضاء قوافل المساعدات، ويؤكد: هناك وفيات أكثر مما يجري الإبلاغ عنه، فكل يوم، يُقتل عدة مدنيين لمجرد أنهم يمشون في منطقة محظورة، ولكن معظمهم لا يحمل أسلحة.
ويؤكد الجنود أن قواعد الاشتباك وإطلاق النار كشفت عن لامبالاة كبيرة بمصير أسرى الاحتلال المحتجزين في غزة، كما لم تتغير القواعد حتى بعد قتل جنود الاحتلال لـ 3 أسرى كانوا يلوحون بأعلام بيضاء في حي الشجاعية خلال ديسمبر 2023، وأطلقوا النار عليهم ظنا بأنهم فلسطينيون، ويؤكد جندي: "سمعت تصريحات تقول إن الرهائن ماتوا، وليس أمامهم أي فرصة، ويجب التخلي عنهم".
حرق المنازل
وكشفت شهادات الجنود عن وجود سياسة ممنهجة لحرق منازل الفلسطينيين بعد احتلالها، ويقول الجندي "جرين" كان يتم العمل تحت شعار: إذا تحركت، عليك أن تحرق المنزل، وذلك حتى لا يتمكن الفلسطينيون من العودة.
وأكد نفس الجندي: الدمار الذي تسبب فيه جيش الاحتلال في قطاع غزة لا يمكن تصوره، فالجنود ينهبون البيوت، لدرجة أنهم عاملوا المنازل كأنها متجر للهدايا التذكارية، يأخذوا منها ما يستطيعون حمله.